أعلنت قيادة عمليات بغداد أن دوي الانفجار الذي سُمع غربي العاصمة التي تقطنها ذات غالبية سنية ناجم عن انفجار مخلفات عسكرية لتنظيم "داعش"، في وقت بحث رئيس تحالف نصر حيدر العبادي في العاصمة بغداد مع رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر تشكيل الحكومة الجديدة.
وكان التنظيم المتشدد اجتاح مناطق تقدر بثلثي العراق في أواسط عام 2014، ووصل إلى مشارف العاصمة بغداد؛ وقالت القيادة في بيان لها امس "إنه ننوه إلى أن دوي الانفجار غربي بغداد نتيجة انفجار عدد من العبوات الناسفة المستولى عليها من مخلفات "داعش " في ابي غريب من دون وقوع خسائر".
وأفاد مصدر أمني في الشرطة العراقية، امس السبت، بسقوط ثلاث قذائف هاون على مواقع للجيش غربي بغداد دون تسجيل إصابات أو أضرار، وقال المصدر "إن مسلحين مجهولين أطلقوا، امس، ثلاث قذائف هاون على مواقع للجيش والشرطة بالقرب من "تل الرضوانية" غربي بغداد".
وأوضح المصدر أن القذائف لم تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار، مشيرًا إلى أن قوة أمنية توجهت إلى مكان إطلاق القذائف وشنت حملة دهم وتفتيش بحثًا عن منفذي الهجوم.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المقابل أن ائتلافه الانتخابي الذي جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات لن يتحالف مع من وصفهم بـ"الفاسدين والطائفيين" متعهدًا العراقيين بـ"تحول هائل" إذا تم تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب.
وحقق الائتلاف الذي يدعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر "سائرون" مفاجأة غير متوقعة في الانتخابات، على الرغم من توقع الكثيرين إحراز العبادي المرتبة الاولى في الانتخابات، فلا يختلف البرنامج الانتخابي للائتلافين خاصة في ملف محاربة الفساد وإعادة بناء البنية التحتية للبلاد.
وكانت للعبادي تصريحات في الـ 11 من مايو/ أيار الجاري، قال فيها أنه أجبر على خوض الانتخابات البرلمانية الحالية وإنه لا يرغب بالترشح لمنصب رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن العبادي اليوم غير العبادي قبل 12 مايو/أيار، إذ يرغب بتولي منصب رئيس الوزراء لفترة ثانية في خطوة قال إنها مهمة لإكمال ما بدأه في سنواته الاربع التي حقق فيها مكاسب عديدة وأبرزها هزيمة تنظيم داعش والانفتاح على المحيط العربي وإجراء اصلاحات واسعة في المؤسسة العسكرية.
وكتب العبادي مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" قال فيه إن "السنوات الأربع المقبلة ستشهد تحولا هائلا للعراق في حال كانت الحكومة المناسبة في مكانها الصحيح"، وعلى الرغم من أن الانتخابات قد وجهت ضربة للعبادي لكن من الممكن أن يظهر كمرشح توافقي مقبول بعدما نجح في التوفيق في العلاقات بين طهران وواشنطن.
وقال العبادي من دون أن يسمي أحدا منهم "لن أفكر في أي مرحلة في العمل مع أولئك الملطخين بالفساد أو الذين يُعرفون بالطائفية"، وتابع "يجب أن يكون أي وزراء محتملين من التكنوقراط ويجب على الحكومة الجديدة أن تكون ممثلة للشعب بدلًا من أن يهيمن عليها جانب واحد أو طائفة واحدة".
ومضى العبادي بالقول "سوف تبذل حكومتي كل ما في وسعها لضمان أن يتم الانتقال إلى الحكومة القادمة بطريقة مستقرة وشفّافة ما يوفر الأساس لنظام ديمقراطي قوي قائم على حكم القانون".
وتحدث العبادي عن وجود ثلاثة مخاوف تؤرق السكان وهي محاربة الفساد وتوفير فرص عمل للعاطلين وتحسين الخدمات الرئيسية ، مؤكدا ان هذه هي رؤيته المستقبلة. وقال "اذا اُخترتُ رئيسًا للوزراء لفترة ثانية سأقاتل من أجل تحقيق هذه الأهداف".
وتعهد العبادي بتجنيب بلاده الصراعات الإقليمية، كما لفت الى انه سيواصل رفض التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول الاخرى، وقال مكررا ما قاله مؤخرا "نحن الآن على استعداد للعمل مع الأطراف الأخرى التي فازت أيضًا بتمثيل الشعب لتشكيل حكومة جديدة".
وكان العبادي صرح "إنه أجبر على خوض الانتخابات البرلمانية الحالية وإنه لا يرغب بالترشح لمنصب رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة، وقال العبادي في مقابلة مع قناة تلفزة عراقية "قد أجبرتُ على الدخول في الانتخابات البرلمانية الحالية، وأنا على المستوى الشخصي، لا أرغب بالترشيح لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة؛ لأنني أطمح للخروج من الحكومة وأنا في قمة إنجازاتي ونجاحي وأضرب مثلًا للآخرين أن هذه السلطة لا أريدها، لهذا بقيت رافضًا للدخول في الانتخابات الحالية إلى آخر وقت" وفق قوله ؟
وأضاف "لقد بقيت متأخرًا لآخر يوم في التسجيل للمشاركة في الانتخابات، وتم تشكيل الفريق الإعلامي للانتخابات بعد تأخر، وقد أبلغني المقربون مني (أنك تريد أن تخذلنا ويجب عليك إكمال المهمة وإعطاؤنا الأمل للمرحلة المقبلة)".
وأردف "على المستوى الشخصي سأكون سعيدًا في حال عدم دخولي في الحكومة المقبلة، وإذا أراد الشركاء في العملية السياسية تشكيل حكومة محاصصة مثل السابق لن أكون مشاركًا فيها، لأن ذلك سيعيدنا إلى المربع الأول من المحاصصة والامتيازات، وتوزيع المناصب فيما بينهم وهذا خداع للناس ولن أكون شريكًا في انهيار ثان للدولة وسأقف ضدهم".
أرسل تعليقك