طرابلس ـ العرب اليوم
تتزايد التساؤلات حول تحركات أعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة في ليبيا لتشكيل "حكومة جديدة موحدة"، وسط اتهامات بأن هذه الخطوات تهدف إلى التشويش على المبادرة الأممية الأخيرة التي طرحتها المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري. المبادرة تضمنت تشكيل لجنة فنية من خبراء ليبيين لمعالجة الخلافات المتعلقة بالقوانين الانتخابية، وتحديد الخيارات للوصول إلى الانتخابات في أقرب وقت.
في المقابل، شهدت الأيام الماضية لقاءً بين نواب من المجلسين في المغرب، رداً على هذه المبادرة. ويرى عضو المجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، أن البرلمان يسعى لاستباق عمل البعثة الأممية، معتبراً أن الخطوة تهدف لتقاسم المناصب أو الإطاحة بحكومة الدبيبة. كما أشار إلى أن البرلمان يكرر أخطاء سابقة بتشكيل حكومات لا تحظى بدعم محلي أو أممي، مما يضعف قدرتها على العمل من العاصمة طرابلس.
رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، أعلن عن قرب تشكيل حكومة جديدة بالتنسيق مع المجلس الأعلى للدولة، وأكد أن اختيار رئيس الحكومة سيتم خلال جلسة برلمانية علنية. ومع ذلك، يعتقد معزب أن اعتراضات القوى السياسية الأخرى ستدفع البعثة الأممية لاعتبار تحركات البرلمان فردية وغير ذات جدوى، مما قد يؤدي إلى إفشال المشروع.
من جهته، دعا معزب البرلمان إلى التريث لتجنب تعطيل العملية السياسية، مشيراً إلى أن الخطوات المتسرعة قد تُفسَّر على أنها محاولة للبقاء في السلطة.
أما عضو مجلس النواب، عصام الجيهاني، فقد أشار إلى أن رئاسة المجلس ستعقد اجتماعاً قريباً في مدينة القبة مع مجموعة من أعضاء المجلس الأعلى للدولة لمناقشة تشكيل الحكومة الجديدة. وأضاف أن عملية انتقال السلطة يجب أن تتم سلمياً دون اللجوء لأي تحركات عسكرية، مع مراعاة دعم الحكومة الجديدة أممياً.
في السياق نفسه، يرى مراقبون أن تشكيل لجنة أممية لمعالجة القضايا الخلافية في القوانين الانتخابية دون الإشارة إلى دور البرلمان أو المجلس الأعلى للدولة أثار مخاوف من إقصائهما من المشهد السياسي، خاصة مع استمرار انقسام المجلس الأعلى.
أحمد العبود، الأكاديمي والسياسي الليبي، أشار إلى أن اختصاص تشكيل الحكومة الجديدة يعود لمجلسي النواب والأعلى للدولة وفق اتفاق الصخيرات. وأكد أن حراك البرلمان يعكس رغبة في تأكيد دوره في العملية السياسية، وطمأنة المجتمع الدولي بأن هناك استعداداً لتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية دون عرقلة.
وأضاف العبود أن البيان الختامي لاجتماع بوزنيقة أكد التعاون مع البعثة الأممية، لكنه أشار أيضاً إلى التحديات التي تواجهها البعثة، مثل تمديد مهمتها وتعيين مبعوث جديد، مما يجعل المشهد السياسي في ليبيا أكثر تعقيداً في المرحلة المقبلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ليبيا تدعو لمؤتمر دولي لإعادة إعمار درنة أكتوبر المقبل
مجلس النواب الليبي يقر ميزانية موحدة بعد توحيد المصرف المركزي
أرسل تعليقك