امستردام ـ عادل سلامة
حقّق الحزب الليبرالي الهولندي بزعامة رئيس الوزراء مارك روته، الفوز بالعدد الأكبر من المقاعد في الانتخابات العامة التي جرت أمس الأربعاء، في حين حلت ثلاثة أحزاب بينها حزب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز، بالتساوي في المركز الثاني، بحسب النتائج غير الرسمية التي توالت ليل أمس.
وأظهر استطلاع أجرته هيئة الإذاعة الوطنية "أن.أو.أس" أن "حزب الحرية" المناهض للإسلام بزعامة خيرت فيلدرز، حصل هو وحزبان آخران على 19 مقعدًا لكل منهما من مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 150، بينما حصل "حزب الشعب" من أجل الحرية والديمقراطية على 31 مقعدًا.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إن حزبه "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" في طريقه الى الفوز في الانتخابات البرلمانية، وهي نتيجة وصفها بأنها رفض "للشعبوية الخاطئة". وأضاف روته خلال تجمع لأنصاره بعد الانتخابات في لاهاي "سيكون حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية على ما يبدو الحزب الأكبر في هولندا للمرة الثالثة على التوالي". وأكد أنه "في هذا المساء قالت هولندا، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات الأميركية، لا للشعبوية الخاطئة".
ورحَّب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بـ"الفوز الصريح الذي حققه رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي”، معتبرًا هذه النتيجة “تصويتا ضد المتطرفين". وقال مارغاريتيس شيناس المتحدث باسم يونكر في تغريدة على "تويتر"، إن رئيس المفوضية "تحدث مع مارك روته وهنأه على فوزه الصريح: هذا تصويت لأوروبا، تصويت ضد المتطرفين".
وهنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على إعادة انتخابه. وأعربت ميركل خلال اتصال هاتفي مع روته عن تطلعها إلى مواصلة التعاون كأصدقاء وجيران وأوروبيين، بحسب ما ذكره المتحدث باسم المستشارة الألمانية شتيفن زايبرت.
وعلى عكس الانتخابات الرئاسية في فرنسا أو الولايات المتحدة، لن يكون هناك فائز واضح في الانتخابات في هولندا، حيث يتمتع 15 حزبًا بفرص حقيقية لكسب مقاعد في البرلمان، وليس من المتوقع أن يفوز أي منها حتى بنسبة 20% من الأصوات. ويتوقع الخبراء عملية تشكيل ائتلاف قد تستغرق شهورًا بعد إعلان النتائج النهائية.
وكانت حكومة روته الأخيرة ائتلافية مع حزب العمل، لكن مع نتيجة لا يحقق فيها أي حزب نسبة أصوات أعلى من 17%، سيكون مطلوب أربعة أحزاب على الأقل لتحقيق الأغلبية في البرلمان. وسيكون ذلك أول تحالف بهذه التعددية منذ ثلاثة ائتلافات في سبعينيات القرن الماضي، انهار اثنان منها خلال 12 شهرًا.
ويعتبر مرشح البرلمان الهولندي المصري الأصل عصام عبيد، أول مرشح عربي على قوائم الأحزاب الهولندية في الانتخابات. وعبيد هو مرشح عن حزب "الاتحاد المسيحي" في مدنية أيندهوفين، ويعمل حاليًا مساعدًا للحزب في المجلس المحلي للمدنية، وهو أيضًا المتحدث الرسمي باسم الهيئة القبطية المصرية في هولندا، ورئيس الاتحاد الأوروبي للجاليات المصرية في أوروبا، وعضو مجلس إدارة شركة هولندية. وسيصبح عبيد حال فوزه في الانتخابات أول مصري وعربي يدخل البرلمان الهولندي.
أرسل تعليقك