تحالفات هشة وخريطة قلقة للانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق
آخر تحديث GMT19:13:07
 العرب اليوم -

تحالفات هشة وخريطة قلقة للانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تحالفات هشة وخريطة قلقة للانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق

الانتخابات البرلمانية في العراق - صورة أرشيفية
بغداد - العرب اليوم

قبل أقل من شهر تعرضت مرشحة للانتخابات البرلمانية في العراق إلى محاولة اغتيال في مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد . نجت نجاة الطائي من تلك المحاولة التي افتتحت موسم التصفيات المحتملة في العراق عند الاستعداد للانتخابات التي تجرى عادة كل أربع سنوات تكون في العادة سنوات عجافا. وحيث يأمل العراقيون أن تلي تلك السنوات العجاف سنوات سمان يحصل بموجبها التغيير المنشود، فإن الأحزاب والقوى السياسية المتنفذة تملك دائما مفاتيح بقائها في السلطة وفي واجهة المشهد لكي لا يحصل أي تغيير يمكن أن يحدث تغييرا في الخريطة السياسية. تلك الخريطة التي بقيت منذ عام 2003 وإلى اليوم قلقة وسط تحالفات سياسية هشة برغم ما أطلق على بعضها أوصاف ضخمة، مثل التحالف التاريخي بين الكرد والشيعة، والذي سرعان ما تحطم على صخرة الخلافات الحادة حول طريقة الإمساك بالسلطة وفهم الحقوق المتبادلة وكيفية تطبيق بنود الدستور الجامد.
وإذا كان المتنافسون فشلوا في تصفية إحدى المرشحات للانتخابات، فإن القوى المناوئة للتغيير نجحت مساء أول من أمس في اغتيال الناشط المدني والمرشح للانتخابات إيهاب الوزني في مدينة كربلاء. مجرد حدث عابر بالنسبة للقوى والأحزاب المتنفذة التي ضربت عصفورين بحجر واحد وأتقنت كيفية تسديد الضربات لخصومها في المنعطفات التي يفترض أن تكون مهمة. فهي اغتالت صوتا مدنيا هاما هو جزء من الحراك التشريني الذي مثل أكبر عقدة للأحزاب المتنفذة منذ التغيير لجهة ما تعتقده مقبوليتها أمام الناس، كما أنها حفزت القوى القلقة أو المعارضة أو حتى الأغلبية الصامتة من العراقيين إعلان عدم مشاركتها في الانتخابات المقبلة في العاشر من الشهر العاشر من العام الحالي.
سلاح المقاطعة الذي يرفعه المعارضون للنظام السياسي هو بمثابة أكبر هدية يقدمه الناس للأحزاب السياسية التي لا تملك سوى فرصة وحيدة للبقاء في المشهد وهو استمرار مقاطعة الناس للانتخابات بدعوى عدم حصول أي تغيير بسبب بقاء نفس القوى والأحزاب منذ أول انتخابات برلمانية عام 2005 وإلى اليوم. وطبقا لما تمثله القوى السياسية النافذة من مختلف المكونات والأطياف (السنية والشيعية والكردية) وبلغة الأرقام بالقياس إلى عدد السكان فإنه لا يزيد عن 25 إلى 30 في المائة، وهو ما يعني أن نحو 70 في المائة من العراقيين يصنفون على إنهم أغلبية صامتة لا تشارك في الانتخابات.
الانتخابات المقبلة استثنائية كونها مبكرة وتأتي على وقع احتجاجات جماهيرية راح ضحيتها مئات القتلى وعشرات آلاف الجرحى لذلك فإن التحشيد الجماهيري لها لا بد أن يكون بمستوى تلك الأحداث من أجل إحداث التغيير المطلوب والذي طال انتظاره. لكن اغتيال الناشط الوزني الذي ألهب الغضب الجماهيري جاء ثانية لصالح قوى السلطة والنفوذ وذلك بتلويح عدد من الأحزاب والقوى الجديدة مقاطعة الانتخابات المقبلة. وطبقا للأوزان والحجوم فإن المقاطعة تعني أن من سيخرج إلى الانتخابات هو الجمهور الثابت منذ عام 2003 وإلى اليوم والموالي في الغالب للأحزاب والقوى الحالية وبالتالي فإن حجومها الانتخابية وإن تغيرت من الداخل فيما بينها ولأسباب يتعلق بالصراع المناطقي أو الحزبي فإنه من غير المتوقع ظهور قوى جديدة منافسة بقوة بسبب المقاطعة.
وطبقا للخبراء فإن التغيير المطلوب في العراق لن يتحقق لصالح قوى جديدة إلا في حالة واحدة وهي مشاركة نسبة عالية من الـ70 في المائة المتبقين من الشعب العراقي. وبالتالي فإن أي مشاركة خارج نسبة الـ25 في المائة سوف تكون لصالح التغيير الذي يطمح له ناشطو الحركة الاحتجاجية منذ انطلاقتها في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 وإلى آخر ناشط مدني بارز ومرشح للانتخابات مساء أول من أمس إيهاب الوزني.
وبشأن طبيعة السباق الانتخابي وعلاقته بالتحالفات والخريطة السياسية يقول الأكاديمي العراقي الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي إن «السباق الانتخابي يشمل الجميع سواء القوى والتجمعات، التقليدية منها والمستقلة، التي ترفع شعار تشرين وإلى تلك التي تريد تقديم نفسها للجمهور بهدف الحصول على مساحة قناعة وتأييد لحجز مقاعد في السلطتين التشريعية والتنفيذية». ويضيف الشمري أن «جزءا من عمليات الترويح تلك، هو إظهار بعض التحالفات على اعتبارها جزءا من إثبات القوة السياسية وفرض شروط أولية للتقاسم القادم، وهي أيضا استراتيجية مصممة لاستقطاب شرائح مؤثرة بصورة غير مباشرة». ويرى الشمري أن «هذا السباق بمختلف صيغه وألوانه يعد بمثابة أولوية تستند إلى الحراك السياسي الراهن، ولا ثابت مبادئي أو آيديولوجي يمكن الرهان عليه لهذه القوى بقياس مواقفها القادمة» مبينا أن «الثابت الوحيد لها؛ هو أنها ستخوض انتخابات وجودية وهي على استعداد لتقديم مستوى كبير من التنازلات والتخادم لغرض حجز مسافة ضمن الأيادي القابضة على معول السلطة».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحالفات هشة وخريطة قلقة للانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق تحالفات هشة وخريطة قلقة للانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
 العرب اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab