أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن "ما نعيشه اليوم في المنطقة الشرقية من إرساء وافتتاح العديد من المشروعات الخيرة هو جزء من منظومة تعيشها هذه البلاد بأكملها وستجني ثمرتها تطوراً ونماءً ورخاءً"، مشدداً على أن "المملكة العربية السعودية ماضية نحو تحقيق كل ما يعزز رخاء المواطن وازدهار الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره، والتيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل له حياة كريمة.
جاء ذلك في كلامة استهل بها خادم الحرمين الشريفين الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر الاثنين في "قصر العزيزية" في محافظة الخبر. وتوجه فيها بالشكر والثناء لله عز وجل على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى والتي تنعم بها المملكة العربية السعودية وهيأتها بفضل الله وتوفيقه لتحقيق المزيد من التطور والتنمية الشاملة في جميع أرجائها.
بعد ذلك أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج استقباله للملك كارل غوستاف السادس عشر ملك مملكة السويد رئيس الحركة الكشفية العالمية ، وعلى فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وعلى الدعوة التي تسلمها من ملك مملكة البحرين للمشاركة في الدورة 37 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المقرر انعقادها في البحرين ، وكذلك مباحثاته مع الرئيس باتريس أتاناز غيوم تالون رئيس جمهورية بنين، ونتائج استقباله للأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي ، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية ، عقب الجلسة ، أن مجلس الوزراء نوه بمختلف المؤتمرات العلمية والاقتصادية التي استضافتها المملكة خلال الأسبوع الماضي وما توصلت إليه من نتائج وتوصيات ، مشدداً على ما أكد عليه المشاركون في المؤتمر الأول لضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام الذي نظمته جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من أهمية لتطبيق الضوابط الشرعية في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وبيان دورها في نشر الوسطية ومواجهة فكر التطرف والإرهاب.
وأكد مجلس الوزراء أن استضافة المملكة أعمال المؤتمر العربي الدولي الرابع عشر للثروة المعدنية والمعرض المصاحب له تحت شعار "الثروات المعدنية العربية .. موارد إستراتيجية وفرص استثمارية واعدة" يأتي انطلاقاً من مبدأ الترابط الأخوي والتعاون والتكامل بين الدول العربية في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية، وتجسيداً لاهتمام المملكة بدعم العمل العربي المشترك ، منوهاً بما صدر عن المؤتمر من توصيات وقرارات. بعد ذلك استعرض المجلس جملة من التقارير عن تطور الأحداث في المنطقة والعالم ، مثمناً توقيع اتفاقية تنفيذ برنامج غذائي لمواجهة سوء التغذية في الحديدة بالجمهورية اليمنية بتكلفة 10 ملايين دولار التي وقعها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في روما مع برنامج الأغذية العالمي ، والتي من شأنها التصدي لخطر سوء التغذية الحاد للأطفال دون الخامسة من العمر حيث يتم تقديم المعونات الغذائية الطارئة لأكثر من 464 ألف مستفيد في الحديدة ولمدة ستة أشهر.
وبيَّن أن مجلس الوزراء أدان الاعتداء الإرهابي الذي استهدف إحدى نقاط التأمين في محافظة شمال سيناء في جمهورية مصر العربية ، والتفجيرات التي وقعت في ولايتي أضنة وشرناق بجمهورية تركيا، مجدداً التأكيد على وقوف المملكة وتضامنها مع جمهوريتي مصر العربية وتركيا الشقيقتين في مكافحة الإرهاب ، معرباً عن خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل .
وفي الشأن الداخلي ثمن مجلس الوزراء الإنجاز الأمني الذي تحقق بالقبض على مرتكب جريمة إطلاق النار الذي ارتكب جريمته استجابة لدعوة تنظيم داعش الإرهابي باستهداف العسكريين وسبعة أشخاص آخرين لعلاقتهم بالقضية والتي تعرض لها أحد الجنود بالقوات المسلحة في مدينة تبوك، مما يجسد كفاءة الجهات الأمنية وقدرتها على إحباط كل المحاولات التي تستهدف أمن الوطن وأبنائه. وأفاد الدكتور عادل بن زيد الطريفي أن مجلس الوزراء اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، وقد انتهى المجلس إلى إقرارها.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دشّن في قصر العزيزية في الخبر أمس عدداً من المشاريع التنموية في المنطقة الشرقية. ووجه خلال حفل التدشين كلمة جاء فيها: نحتفل بما ترونه من مشاريع تخدم بلادنا ومواطنينا، نحمد الله عز وجل الذي أعطانا هذه الثروة، وقبلها الاستقرار والأمن في هذه البلاد. هذه البلاد بلاد الحرمين، بلاد نتشرف جميعاً أن نخدمها، والحمد لله بلدنا في كل أنحائه في أمن واطمئنان ورخاء، والمواطنون مجتمعون على الحق والحمد لله.
نسأل الله عز وجل أن يرحم من أقام هذه الدولة ومن عملوا معه في هذه المنطقة، عبدالله بن جلوي، أو سعود بن جلوي، أو أبناءهم كلهم، نقول الحمد لله نحن دولة تخدم الإسلام وتخدم الحرمين الشريفين، ونخدم بلادنا ومواطنينا بمسؤولية الحمد لله نتحملها ونعتز بها، وإن شاء الله نكون قائمين بها على ما ينبغي، وأرجو من أي مواطن له ملاحظة أن يبلغني إياها.
وكان معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة قد استعرض في بداية الحفل مشاريع الوزارة بالمنطقة الشرقية التي تشمل مستشفى الولادة والأطفال بالدمام بسعة 500 سرير، ومجمع الأمل والصحة النفسية بالدمام 500 سرير، ومستشفى سعود بن جلوي بالأحساء بسعة 300 سرير، ومستشفى الملك فيصل العام بالأحساء بسعة 200 سرير، ومستشفى العمران العام بسعة 100 سرير.
ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور عرضاً مرئياً عن مشاريع وزارة الصحة، بعده دشن الملك المفدى مشاريع وزارة الصحة. بعد ذلك استعرض وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي، مشروعات الوزارة التي تتضمن مشروعات للمياه والصرف الصحي، ومشروع توسعة صوامع القمح في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وكذلك مشروع صوامع تخزين القمح وإنتاج الدقيق بالأحساء، ومرافئ صيد الأسماك، في دارين والخبر والزور والقطيف. كما شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور عرضاً مرئياً عن مشروعات وزارة البيئة والمياه والزراعة في المنطقة الشرقية ثم دشن خادم الحرمين الشريفين مشروعات وزارة البيئة والمياه والزراعة في المنطقة الشرقية.
أرسل تعليقك