وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، في خطاب "حالة الاتحاد" أمام جلسة مشتركة للكونجرس، بإعادة "عصر أميركا الذهبي"، قائلاً إنه "بدأ للتو"، وتفاخر بإنجازاته خلال الأسابيع الست الماضية، وتعهد بخفض الهدر في الإنفاق الفيدرالي، مثنياً على جهود الملياردير إيلون ماسك، وجدد التأكيد على مضيه قدماً في فرض المزيد من التعريفات الجمركية، وشن أكبر عملية ترحيل للمهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة.
وتعرض ترمب في بداية أول خطابه له بالكونجرس منذ تنصيبه في 20 يناير الماضي، لمقاطعة من الديمقراطيين واعتراضات مستمرة من النائب آل جرين، والذي أمر رئيس مجلس النواب مايك جونسون، بإخراجه من القاعة، وحذر بقية الديمقراطيين وطالبهم بضرورة الحفاظ على "آداب اللياقة" في القاعة.
وألقى ترمب أطول خطاب لحالة الاتحاد بساعة و39 دقيقة، وعاد فيه إلى أجندته الانتخابية موجهاً الاتهامات للإدارة السابقة بفتح الحدود الجنوبية على مصراعيها والسماح لـ"المجرمين والمجانين"، بالدخول إلى الولايات المتحدة وارتكاب الجرائم، وتعهد بفصل الموظفين الفيدراليين الذين يعارضون أجندته.
ووجه ترمب حديثه للأميركيين وقال: "استعدوا لمستقبل مذهل، لأن العصر الذهبي لأميركا لم يبدأ بعد. وسوف يكون مختلفاً عن أي شيء شهدناه من قبل".
وواصل إصراره على فرض التعريفات الجمركية وخاصة ضد كندا والمكسيك، وطالبهما بفعل المزيد لوقف تدفق المخدرات عبر الحدود.
وتعهد مجدداً بـ"استعادة قناة بنما"، وجدد رغبته في ضم جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، وقال إنه يدعم حق سكانها في "تقرير المصير، ونرحب بكم في أميركا إذا أردتم"، واعداً إياهم بـ"الأمن والثراء". وتعهد باستعادة المحتجزين الأميركيين في قطاع غزة.
وقال إن "الديمقراطيين لن يصفقوا ولن يقفوا تقديراً للإنجازات التي أحققها مهما فعلت". وتباهي بانسحابه من منظمة الصحة العالمية، التي وصفها بأنها "منظمة فاسدة"، وكذا الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأضاف: "لقد حققنا في 43 يوماً أكثر مما تحققه معظم الإدارات في 4 أو 8 سنوات.. ونحن فقط في البداية".
وتابع فيما يتعلق بأوكرانيا، خصوصاً بعد المشادة الكلامية التي اندلعت بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "أعمل بجد لإنهاء النزاع في أوكرانيا في خضم هذا الصراع العنيف. أرسلنا مليارات الدولارات لدعم دفاعات أوكرانيا من دون ضمانات".
وقال في هذا الصدد: "تلقيت رسالة من زيلينسكي عبر فيها عن استعداده للجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة إنهاء الحرب. وجاء في الرسالة أن أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم وتوقيع اتفاق المعادن. لا أحد يريد السلام أكثر من الأوكرانيين. وبالتوازي أجرينا مناقشات مع روسيا التي أبدت استعدادها للسلام".
وأضاف: "يقتل ألفي شخص أسبوعياً، شباب روس وأوكرانيون. نريد أن نوقف هذا الأمر، أوروبا أنفقت المزيد على شراء النفط والغاز من روسيا أكثر من دعمها لأوكرانيا. جو بايدن منح أموالاً أكثر مما أنفقته أوروبا".
وانهارت محادثات زيلينسكي مع ترمب في البيت الأبيض، الجمعة الماضي، بعد سجال حاد، فيما فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق للتوقيع على صفقة المعادن.
وتطرق ترمب في حديثه إلى قناة بنما، قائلاً: "سنستعيدها، ولقد بدأنا بالفعل في ذلك. قناة بنما تم بناؤها بكلفة هائلة وبدماء أميركية وهو أكثر مشروع مكلف بتاريخ بلادنا، وتم التخلي عنه بإدارة جيمي كارتر وسنستعيدها مجدداً. لم نعطها للصين. لقد أعطيناها لبنما. نحن نستعيدها".
وأضاف مخاطباً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي كان حاضراً: "ماركو روبيو مسؤول عن ذلك، لقد حصل على 100 صوت، وسيتحمل هو مسؤولية ذلك، هو رجل رائع، ويقوم بعمل مذهل".
وفيما يتعلق بجرينلاند، قال ترمب: "لدي رسالة إلى الأشخاص في جرينلاند. نحن ندعم حق تقرير مصيركم، ونحتاجها للسلم والأمن الدوليين، وسنحصل عليها بطريقة ما. سنجعلكم آمنين وأثرياء".
وتابع قائلاً: "جرينلاند قطعة أرض كبيرة جداً، أعتقد أننا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليها".
وتطرق ترمب إلى تعزيز الدفاعات الأميركية، قائلاً: "ينبغي للولايات المتحدة أن تعمل على إنشاء قبة ذهبية، مثل تلك التي تملكها إسرائيل، ولتعزيز دفاعاتنا سنعيد بناء السفن الحربية والعسكرية"، معلناً عزمه إنشاء مكتب جديد بالبيت الأبيض يقدم محفزات تتعلق بتصنيع السفن بسرعة، وفي أقرب وقت.
وأشاد ترمب بالرسوم الجمركية التي فرضها مؤخراً وحظي بتصفيق الجمهوريين للإجراءات السريعة التي اتخذتها إدارته، في حين أثار موجة من الاحتجاجات من الديمقراطيين أثناء حديثه.
وفي إطار الحروب الثقافية، انتقد ترمب حقوق المتحولين جنسياً وبرامج التنوع والمساواة والإدماج، في حين احتفل بحملته الصارمة على الهجرة، وسخر من سلفه جو بايدن، قائلاً إن الرئيس السابق فرض "سياسات حدود مفتوحة مجنونة وخطيرة للغاية".
وفيما يتعلق برجال الشرطة والأمن، قال ترمب إنه وقع أمراً يقضي بإعدام أي شخص يقتل شرطياً، وسيطلب من الكونجرس إقراره، مضيفاً: "نحن نعيد الاحترام والدعم لرجال الشرطة".
تخشى الولايات المتحدة من تفوق الصين عليها في سلاح البحرية، وفق عدد ما يملكه الطرفان من سفن وطرادات حربية.
وأمضى ترمب وقتاً في الحديث عن قضايا تتراوح من الرياضيين المتحولين جنسياً إلى عمل وزارة كفاءة الحكومة، لكن أكبر شيء قد يعمل عليه الكونجرس هذا العام سيكون مشروع قانون ضخم للضرائب والإنفاق، وقد حدد ترمب أولوياته.
وكرر ترمب دعواته لخفض الضرائب وإدراج العديد من وعود الضرائب في حملة الانتخابات في مشروع قانون في وقت لاحق من هذا العام، وتحديداً إلغاء الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي.
وأكد أن إدارته تسعى لإنقاذ الاقتصاد الأميركي وتقديم "إغاثة فورية ودراماتيكية" للعائلات العاملة، محملاً الإدارة السابقة مسؤولية ما وصفه بـ"كارثة اقتصادية وكابوس تضخمي"، إذ ارتفعت أسعار الطاقة والمواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة. وقال: "لقد عانينا من أسوأ تضخم خلال 48 عاماً، وربما في تاريخ البلاد كله".
وتعهد ترمب بإغلاق "الحدود" التي قال إن الديمقراطيين "تركوها مفتوحة"، وأشار إلى خطته لإصدار بطاقة ذهبية للسماح للأثرياء بالقدوم إلى الولايات المتحدة.
وأكد ترمب أن إدارته أطلقت "أكبر حملة لمكافحة الهجرة غير الشرعية في تاريخ الولايات المتحدة"، محققة "أدنى معدلات تسلل عبر الحدود تم تسجيلها على الإطلاق".
وانتقد الدعوات السابقة لسن تشريعات جديدة لضبط الحدود، قائلا: "كل ما كنا بحاجة إليه هو رئيس جديد". وطالب ترمب الكونجرس بتمرير ميزانية لتمويل ما وصفه بـ"أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ البلاد"، متجاوزة بذلك الرقم القياسي المسجل خلال عهد الرئيس دوايت أيزنهاور.
واعتبر الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة تعيش نهضة اقتصادية غير مسبوقة، حيث ارتفعت ثقة المواطنين في الاتجاه الذي تسير فيه البلاد، كما شهدت الشركات الصغيرة أعلى زيادة شهرية في مستوى التفاؤل على الإطلاق، وفق قوله.
وزعم أن دول العالم كانت "تسرق الولايات المتحدة لعقود، ولن نسمح لهذا بالاستمرار". وقال لدينا 1.7 تريليون دولار استثمارات جديدة في الأسابيع الماضية فقط.
وقال إن شركة أبل ستستثمر 500 مليار دولار، وسوفت بنك تعهد بـ2 تريليون دولار استثمارات.
ودعا الكونجرس إلى التخلص من قانون الرقائق والعلوم الذي مرره الرئيس السابق جو بايدن، واستخدامه لخفض الدين الأميركي.
وأوضح أنه وقع نحو 100 أمر تنفيذي، واتخذ أكثر من 400 إجراء لإعادة "المنطق والأمان والتفاؤل والثروة" إلى البلاد.
وأكد أن إدارته تسعى لإنقاذ الاقتصاد الأميركي وتقديم "إغاثة فورية ودراماتيكية" للعائلات العاملة، محملاً الإدارة السابقة مسؤولية ما وصفه بـ"كارثة اقتصادية وكابوس تضخمي"، إذ ارتفعت أسعار الطاقة والمواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة. وقال: "لقد عانينا من أسوأ تضخم خلال 48 عاماً، وربما في تاريخ البلاد كله".
وانتقد ترمب بشكل خاص الارتفاع الكبير في أسعار البيض، متعهداً بخفضها ضمن جهوده لمكافحة التضخم. وأكد أن أحد الحلول الرئيسية يتمثل في خفض تكاليف الطاقة، متهماً الإدارة السابقة بعرقلة مشاريع النفط والغاز وإغلاق أكثر من 100 محطة للطاقة.
كما كشف عن مشروع ضخم لإنشاء خط أنابيب غاز طبيعي في ألاسكا، سيكون من بين الأكبر في العالم، بالتعاون مع دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية، باستثمارات تقدر بتريليونات الدولارات. كما تعهد باتخاذ إجراءات تاريخية لتعزيز إنتاج المعادن النادرة داخل الولايات المتحدة.
قد يهمك أيضــــاً:
ترامب يدعو الرئيس الصيني لحضور حفل تنصيبه الشهر المقبل
ترامب يرى أن معالجة مشاكل الشرق الأوسط أسهل من حل الصراع في أوكرانيا
أرسل تعليقك