تمكّن رجال قبائل حجور، السبت، من كسر زحفين جديدين للميليشيات من جهتي الجنوب والشمال، بالتزامن مع إسناد جوي لطيران التحالف الداعم للشرعية, غداة انكسار أكبر زحف حوثي لاقتحام مديرية كشر في محافظة حجة اليمنية من جهة الشرق.
وأكّدت مصادر ميدانية قبلية مقتل نحو 30 حوثيًا خلال المواجهات مع رجال قبائل حجور وجراء القصف الجوي، فيما أدت المعارك إلى نزوح مئات الأسر بسبب تساقط القذائف الحوثية على القرى في جنوب المديرية.
و أدان أعضاء الكتل البرلمانية للأحزاب اليمنية، الجرائم الحوثية بحق السكان المدنيين في مديرية كشر، وطالبوا بتدخل أممي عاجل لحماية سكان المديرية وإغاثتهم، كما طالب وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح، الأمم المتحدة بالتدخل لفك الحصار الحوثي عن قبائل حجور.
وذكرت مصادر قبلية أن الميليشيات الحوثية هاجمت، السبت، المدخل الجنوبي لمديرية كشر من جهة مديرية أفلح الشام مستخدمةً الأسلحة الثقيلة والمدافع لقصف القرى في بني شرية وبني رسام وبني شوس وبني مالك، غير أن رجال القبائل صدوا الهجوم ودمروا عربات حوثية وتمكنوا من تأمين مواقع عدة في منطقة "النيد".
أقرا ايضًا:
إضعاف حوثي لآمال السلام بتوطيد أركان الانقلاب
وقالت المصادر إن القصف الحوثي أدى إلى مقتل أحد رجال القبائل من بني رسام إضافةً إلى مقتل امرأة بقذيفة للميليشيات، وذلك بالتزامن مع هجوم جديد للجماعة الموالية لإيران على مديرية كشر من المدخل الشمالي في منطقة عاهم.
وذكرت المصادر أن رجال القبائل صدوا الهجوم الجديد في هذه الجبهة وأجبروا عناصر الجماعة المهاجمين على التراجع، غير أن مناطقهم باتت محاصرة تمامًا، وتعاني من شحة الغذاء والماء بخاصة مع فتح جبهة عاهم.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن أكثر من 30 عنصرًا حوثيًا قُتلوا في مواجهات، السبت، مع قبائل حجور وجراء غارات للتحالف العربي، وقال الموقع إن رجال القبائل خاضوا معارك ضارية ضد الميليشيات ونفذوا عملية التفاف قُتل خلالها أكثر من 20 عنصرًا حوثيًا، ما زالت جثثهم مرمية في الشعاب، وسط فرار جماعي لمن تبقى منهم».
وأوضح المصدر الرسمي أن رجال قبائل حجور أعطبوا عربتين للميليشيات الحوثية في منطقة ذراع النيد، وقتلوا أكثر من 10 من مسلّحي الجماعة كانوا على متنهما، كما تمكنوا من تحرير موقع ونقطة ومدرسة ذراع النيد المحاذية لمديرية كشر من جهة مديرية أفلح الشام.
وتحاول الميليشيات الحوثية عبر فتحها جبهتين جديدتين في مناطق مديرية كشر، تشتيت رجال القبائل بعدما صدوا أكبر زحف لها في الجبهة الشرقية في مناطق العبيسة، حيث تدور المواجهات من أكثر من ثلاثة أسابيع، من دون أن تحقق الميليشيات أي تقدم.
وقالت الكتل البرلمانية اليمنية في بيان رسمي، السبت إنها تتابع بقلق بالغ ما ترتكبه ميليشيا الحوثي المتطرفة من جرائم بحق المواطنين الأبرياء من نساء وأطفال في منطقة حجور في محافظة حجة.
وأشار البيان إلى أن مسلحي الجماعة يقومون باستهداف القرى والأماكن المأهولة بالسكان بالدبابات والمدفعية ومختلف الأسلحة الفتاكة، مؤكدًا حق المواطنين في الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم.
ودعت الكتل البرلمانية الحكومة والتحالف الداعم لها إلى مساندة أبناء حجور ودعمهم في التصدي لهذه العصابات الإجرامية وفك الحصار المفروض عليهم من قبل الميليشيات الحوثية باعتبار ذلك واجبًا دستوريًا وشرعيًا.
ودعت الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام إلى اليمن مارتن غريفيث لإدانة هذا العمل الإجرامي وممارسة الضغط على ميليشيات الحوثي للتوقف عن حربها وإجرامها بحق أبناء الشعب اليمني.
وقالت الكتل البرلمانية ما كان للحوثيين أن يستمروا في حربهم على اليمنيين وتدمير مقومات البلد لولا التساهل الحاصل من قبل الأمم المتحدة مع هذه العصابات الإجرامية التي أدمنت الخراب وترفض كل مبادرات السلام.
وأشار بيان الكتل النيابية في البرلماني اليمني والتي تمثل أحزاب: المؤتمر الشعبي، والتجمع اليمني للإصلاح، والتنظيم الوحدوي الناصري، والحزب الاشتراكي اليمني، والعدالة والبناء، وتيار الأحرار والمستقلين، إلى تنصل الميليشيات من تنفيذ اتفاق السويد.
وقال إن ذلك التنصل من قبل الحوثيين "دليل واضح وصريح على رفضهم للسلام وإصرارهم على الحرب والدمار، داعيًا الحكومة إلى تكثيف اتصالاتها بالدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، والمطالبة بتدخل الجميع للضغط على الميليشيات الحوثية وداعميها الدوليين لإيقاف الحملة الجائرة على قبائل حجور ومساندة أبناء حجة للتصدي للهجوم الحوثي الإيراني.
و دعا وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، إلى التدخل والضغط الفوري لفك الحصار الذي تفرضه الميليشيات على حجور ووقف الجرائم الإنسانية بحق سكان المنطقة.
وشدد فتح على ضرورة التنسيق مع المنظمات الأممية، بخاصة برنامج الأغذية العالمي، لإرسال المواد الإغاثية والطبية والفرق الإغاثية لتقديم الخدمات للسكان المحاصرين في تلك المناطق، معتبرًا ما تقوم به الميليشيات من حصار وجرائم بحق سكان المنطقة جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.
وطالب الوزير اليمني، المجتمع الدولي والمنسقة الإنسانية بعمل الوسائل والضغوط كافة لفك الحصار عن أهالي المنطقة والسماح بإدخال المواد الغذائية والاحتياجات للمواطنين، وإدانة ما تقوم به الميليشيات من جرائم في المنطقة، وعدم الصمت حيال تلك الجرائم الجسيمة بحق الأهالي والمدنيين في المنطقة.
وقال فتح إن استمرار صمت المجتمع الدولي حيال جرائم وانتهاكات الحوثيين بحق السكان في حجور وعدد من المناطق الخاضعة لها وصمة عار في تاريخ الإنسانية، وتُشجّع الحوثيين على الاستمرار في تلك الجرائم».
ويرفض رجال قبائل حجور في مديرية كشر منذ 2011 دخول الحوثيين إلى مناطقهم، وسبق أن خاضوا جولات من المعارك ضد الجماعة غربي المديرية في منطقة عاهم ومحيطها. ودفع هذا الصمود من قبائل حجور، الجماعة الحوثية إلى محاولة اختراق المديرية من الداخل عبر الاستقطاب بالمال والمناصب غير أنها لم تنجح في ذلك، وهو ما جعلها تعاود الكرّة هذه المرة لاقتحام المديرية عسكريًا من كل الجهات.
وتحتل مديرية كشر، وهي عمق قبائل حجور المنتشرة في أكثر من مديرية في محافظة حجة، موقعًا استراتيجيًا لإطلال جبالها الشرقية على الساحل الغربي في محافظة حجة الحدودية وتمر عبرها الطريق الرئيس المتجهة من صنعاء وعمران وصعدة باتجاه مديريات حجة الشمالية الغربية حيث ميدي وحرض وحيران.
وكانت الجماعة الحوثية قد أقدمت قبل يومين على تفجير منزل الشيخ القبلي صالح بن سودة، في مديرية قفلة عذر، التابعة لمحافظة عمران والمتاخمة لمنطقة حجور بعد تصديه لإمدادات الجماعة باتجاه مديرية كشر.
وتمكّن الزعيم القبلي ابن سودة من الوصول إلى مناطق قبائل حجور غربًا مع عدد من رجاله بعد أن عجز عن مقاومة تعزيزات الجماعة المتدفقة من عمران إلى منطقة قفلة عذر.
وقد يهمك أيضًا:
"الحوثييون" يواصلون خرق الهدنة ويقصفون مستشفى في الحديدة ومدرسة في حيس
قيادي "حوثي" من الصف الثاني يزعم بأن كوميرت يسعى إلى إسقاط "استوكهولم"
أرسل تعليقك