تفاهمات بوتين وترامب تُمهّد الطريق لترتيبات وفق أولويات الكرملين
آخر تحديث GMT06:45:44
 العرب اليوم -

قدَّم له كرة قدم خلال المؤتمر الصحافي في هلسنكي

تفاهمات بوتين وترامب تُمهّد الطريق لترتيبات وفق أولويات "الكرملين"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تفاهمات بوتين وترامب تُمهّد الطريق لترتيبات وفق أولويات "الكرملين"

الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
هلسنكي - العرب اليوم

أهدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن غير قصد قرار التسوية في الأزمة السورية إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب عندما قدم له كرة قدم خلال المؤتمر الصحافي في هلسنكي، وخلافا لما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام الروسية التي رأت أن بوتين أهدى "الكرة السورية" إلى "منافسه"، في إشارة إلى تعليق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن أن "كرة التسوية السياسية السورية في الملعب الروسي"، تعمد الرئيس الروسي تجاهل إشارة الوزير الأميركي إلى سورية، وتهرب من التعليق عليها، محولا الموضوع إلى إشادة ترامب بنجاح روسيا في تنظيم كأس العالم. وزاد: "أريد أن أقدم هذه الكرة للسيد الرئيس، فهي الآن في ملعبه، إذ سيكون على الولايات المتحدة استضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2026".

لم يبذل بوتين جهدا كبيرا للاحتفاظ بـ"الكرة السورية" خلال محادثاته مع ترامب، إذ تكاد تحليلات الخبراء الروس تجمع على أن ترامب لم يبد أصلا اهتماما كبيرا بمناقشة الملف السوري، لدرجة أن صحيفة فيدرالية كبرى مثل "نيزافيسيمايا غازيتا" نقلت عن مصادرها أن "اهتمام الرئيس الأميركي بمناقشة ملفي أوكرانيا وسورية كان يعادل الصفر". كان لا بد من المرور سريعا على الملفين، لذلك تم تناولهما من دون توسع، وبدا من التصريحات التي أطلقها الرئيسان في المؤتمر الصحافي المشترك، أنه لا خلافات بين الجانبين في هذا الملف باستثناء إشارة ترامب إلى "سياسات إيران ونشرها العنف في المنطقة".

غابت فجأة عن المشهد كل الصيحات الروسية العالية بشأن "الدعم الأميركي للإرهابيين في سورية" و"تزويد الإرهابيين بالسلاح وتوفير ملاجئ ومعسكرات تدريب لهم"، كما غابت فجأة أيضا التحذيرات المدوية من أن واشنطن "تعمل على تقسيم سورية"، و"تشجع الانفصاليين في مناطق الشمال". غاب الخلاف في سورية كليا، لدرجة أن بوتين لم يعلق بحرف عندما أكد ترامب أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحافي أن "الولايات المتحدة نجحت في القضاء على أكثر من 90 في المائة من الإرهابيين في سورية"، لم يذكر بوتين هنا شيئا عن "الإنجاز الكبير الذي قامت به القوات الروسية في دحر الإرهاب والمحافظة على الدولة السورية".

يوحي كل هذا بأن "مساحة الخلاف في سورية كما برزت من خلال أول مناقشة مباشرة بين الرئيسين في قمتهما أضيق بكثير من التصريحات القوية في إطار الحروب الإعلامية بينهما"، حسب مصدر روسي الذي قال إن عبارة بومبيو تعكس بوضوح درجة تسليم ترامب بأن واشنطن لا مصالح لديها في سورية.

كان لافتا بالنسبة إلى أوساط إعلامية روسية أن الطرفين تعمدا عدم الإشارة إلى ملف التسوية السياسية إلا بعبارات عامة وسريعة، بينها إشارة بوتين الخاطفة إلى ضرورة إطلاق عمل مشترك بين مسار أستانة و"المجموعة المصغرة"، وتم التركيز أكثر على أمن إسرائيل والملف الإنساني. وحتى الموضوع الأخير جرى التطرق إليه من زاوية مشكلة اللاجئين وتأثيرها على بلدان الجوار والدول الأوروبية. وعندما تطرق الحديث إلى الإمدادات الإنسانية كان لافتا حرص بوتين على التذكير بأن الطائرات الروسية مستعدة لنقل الإمدادات الدولية.

وقالت مصادر عسكرية إن لدى موسكو أسطولا من طائرات الشحن من طراز "ايليوشين 76" مستعدا لتنفيذ المهمات الإنسانية، ورأى معلقون في الإعلان ارتياحا روسيا في حال تم تسليم موسكو مسألة إدارة ملف المساعدات الموجهة لسورية، والمثير أن النسخة الروسية من البيان الختامي الذي كان معدا لإصداره كوثيقة ختامية وتم تجاهله لأسباب لم تعلن، لم تشر إلا بعبارات عامة إلى الوضع في سورية من زاوية التعاون في محاربة الإرهاب والتعاون في الملف الإنساني.

وقالت مصادر إن تركيز ترامب على مسألة أمن إسرائيل، وتناول بوتين الحديث عبر تأكيد "الالتزام بضمان أمن إسرائيل بشكل ثابت" و"ضرورة عودة الهدوء إلى منطقة الجولان والالتزام باتفاقية فك الاشتباك عام 1974 بعد إتمام عملية القضاء على الإرهابيين جنوب سورية" حملا إشارات عدة إلى "أفكار حرص الرئيسان على تثبيتها، لنقلها لاحقا إلى المستويين العسكري والدبلوماسي لمناقشتها بالتفصيل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاهمات بوتين وترامب تُمهّد الطريق لترتيبات وفق أولويات الكرملين تفاهمات بوتين وترامب تُمهّد الطريق لترتيبات وفق أولويات الكرملين



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 03:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab