الخرطوم ـ جمال إمام
شهدت الخرطوم مباحثات سودانية - أميركية رفيعة، اتفق خلالها الطرفان على "خطة مسارات جديدة" لحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للتطرّف، على أن يلتزم بالمقابل بمقاطعة كوريا الشمالية، واحترام الحريات الدينية، وكفالة حقوق الإنسان، ويتيح حذف اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للتطرّف، الاستفادة من مبادرة إعفاء الديون "هيبك"، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
ووصل نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان إلى العاصمة الخرطوم، يوم أمس الخميس، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تعدّ امتدادا للحوار السوداني - الأميركي، الذي يجري منذ أشهر عدّة، واعتبر وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور زيارة الوفد الأميركي إلى بلاده "البداية للمرحلة الثانية من الحوار السوداني - الأميركي"، معلنًا في تصريحات صحفية أعقبت جلسة المباحثات التي أجراها مع نظيره الأميركي، أنّ السودان أكد للوفد الأميركي أنّه يعتبر خطة المسارات الخمسة "أجندة وطنية"، لافتًا إلى أنّ انشغالات السودان في المرحلة الجديدة من الحوار السوداني - الأميركي، تتعلّق بحذفه من قائمة الدول الراعية للتطرّف، وأنّ حكومته تعتبر الحذف من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للتطرّف استحقاقًا، إضافة إلى الإعفاء من الديون، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
ولفت غندور إلى أنّ المسؤول الأميركي أبدى استعداده للتعاون مع السودان في مجالات مكافحة التطرّف، الذي أكّد بدوره التزام إدارته بوضع خريطة طريق جديدة تُفضي إلى حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للتطرّف، مضيفًا أنّ الجانب الأميركي أبدى انشغاله بتعاون حكومته مع كوريا الشمالية، معلّقًا بقوله: "أكّدنا لهم عدم وجود تعاون اقتصادي أو تجاري أو عسكري مع كوريا الشمالية"، باعتبار أنّ الأمر التزام بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، موضحًا أنّ نائب وزير الخارجية الأميركي تطرّق إلى قضية الحريات الدينية وكفالة حقوق الإنسان، وأنّ السودان أبدى استعداده لسماع كل ما يخص هذه الجوانب التي "نعتبرها التزامات دستورية"، حسب تعبيره.
وأوضح غندور أنّ الجانب الأميركي أبدى استعداده للتعاون مع السودان، على الصعيد الاقتصادي، بعد رفع العقوبات، مؤكّدًا أنّ شركات أميركية دخلت مجال الاستثمار في السودان، قائلًا: "أكّد الوفد الأميركي التزام البنوك الأميركية بالتعاون مع السودان، واستعداده لدعم السودان في تعاون البنوك العالمية معه".
وأعلن غندور، قبل أسبوع مضى، عن خطة لبدء الحوار مع الولايات المتحدة، تبدأ في غضون 3 أسابيع، وعلى رأس أجندتها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للتطرّف، مصرّحًا كلمته خلال افتتاح المباحثات يوم أمس الخميس، بأنّها مواصلة للحوار المستمر بينهما منذ 16 شهرًا، واوصفًا إيّاها بـ"ممتازة وشفافة" تهدف للتطبيع الكامل بين البلدين، وشدّد سوليفان على مواصلة الإدارة الأميركية الجديدة للحوار مع السودان، مضيفًا أنّ بلاده رفعت العقوبات عن السودان، متعهدًا بمواصلة الحوار معه حول عدد من القضايا المشتركة.
ورفعت الإدارة الأميركية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقوبات اقتصادية وتجارية فرضتها على السودان منذ العام 1997، كما اعترفت بأنّ السودان اتخذ "إجراءات إيجابية" بشأن خطة المسارات الخمسة، لكن القرار أبقى السودان ضمن قائمة وزارة الخارجية للدول "الراعية للتطرّف"، المدرج عليها منذ 1993، الأمر الذي تبذل الخرطوم جهودًا حثيثة لإزالته من القائمة المذكورة التي تحول دون تطبيع العلاقات مع واشنطن.
أرسل تعليقك