إسرائيل وحركة حماس صراعٌ لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة
آخر تحديث GMT02:56:28
 العرب اليوم -

أكّد الخطيب أنّ الوضع في غزة غير قابل للاستمرار

إسرائيل وحركة "حماس" صراعٌ لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إسرائيل وحركة "حماس" صراعٌ لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة

قوات تنتمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي
غزة - ناصر الأسعد

يطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي "حملة ما بين الحروب"، وهي العمليات القصيرة لكن شديدة القسوة ضد حكّام حركة "حماس" في قطاع غزة، والتي تهدف إلى التحذير من الجماعة الإسلامية، بجانب تأجيل أو منع الحريق الكبير القادم، لكن المشكلة هي أن في كل جولة من العنف المتصاعد قد تقترب الحرب المقبلة.

اشتباكات هي الأعنف

وتشتبك إسرائيل و"حماس" عبر حدود غزة الجمعة، للمرة الثانية خلال أسبوع، إذ قصفت طائرات حربية إسرائيلية نحو 60 موقعًا عسكريًا لـ"حماس" بعد أن أطلق فلسطينيون من غزة النار على جندي إسرائيلي، لكن سرعان ما تراجع الجانبان عن السقوط في حافة الهاوية.

وقالت "حماس" التي فقدت ثلاثة من أعضائها السبت، إنها تستأنف اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة مع إسرائيل في العام 2014، بعد وساطة مكثفة من مصر والأمم المتحدة، وتمت استعادة الهدوء في الغالب لكن مرة أخرى، لم يتم حل أي من القضايا الأساسية التي تثير التوترات، تاركة الجانبين في شلل خطير.

وخاضت إسرائيل و"حماس" 3 حروب في العقد الأخير، ويعتقد كثيرون من الجانبين بأن هناك حربا رابعة لا مفر منها، ووسط كل مخاطر سوء التقدير، يمكن لأي عدد من الحوادث أن تتحول إلى حرب، لا خيار سواها، وفي نفس الوقت لا يريدها أي من الطرفين، وفي أحدث تكاثر لهذا الصراع غير المتكافئ، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية ذات التقنية العالية، البنية التحتية العسكرية لـ"حماس" لإيصال رسالة أنه على المجموعة أن توقف تكتيكها الجديد المكلفة، وهي الطائرات الورقية الحارقة والبالونات عبر الحدود إلى جنوب إسرائيل، وفي هذا الشهر، فرضت إسرائيل أيضا عقوبات اقتصادية إضافية على الأراضي الساحلية الفلسطينية المعزولة بالفعل.

"حماس" ترغب في وضع جديد

قال ناثان ثيرال، مدير المشروع الإسرائيلي-الفلسطيني في مجموعة الأزمات الدولية ومؤلف كتاب "تفادي الحرب في غزة"، وهي دراسة جديدة أجرتها المجموعة "المشكلة هي أن الرأي العام الإسرائيلي يطالب بوقف شيء ما حول الطائرات الورقية، واقترح أنه إذا أوقفت حماس الطائرات الورقية فإن الوضع يمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل نصف عام"، مضيفًا "المشكلة هي أن حماس لا تريد العودة إلى ما كانت عليه قبل نصف عام، أو قبل عام أو عامين".

يأتي تدهور الوضع في غزة على خلفية سنوات من الجمود في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، إذ تحولت الحكومة الإسرائيلية جانب اليمين الماطرف، وتم تمكينها من قبل وصول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتي تطبق ضغوط أقل بكثير على إسرائيل من الحكومات الأميركية السابقة لتقديم أي تنازلات للقيادة الفلسطينية.
وفي ما اعتبره الفلسطينيون عمل استفزازي، هذا العام، نقلت إدارة ترامب السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، المدينة المتنازع عليها.

إسرائل ترد بسرعة على هجمات "حماس"

وبدأت الأعمال العدائية في التزايد مرة أخرى الخميس، عندما تعهدت "حماس" بالانتقام لمقتل أحد النشطاء الذين قتل جراء القصف الإسرائيلي في مدينة رفح بجنوب غزة، ثم أطلقت الرصاص على جندي إسرائيلي الجمعة، وهو أول جندي يقتل في منطقة الحدود مع غزة منذ أن انتهت الحرب الأخيرة قبل أربع سنوات، وكان الهجوم الإسرائيلي على حماس بين ليلة وضحاها، ويعد من أشد الحملات خلال الفترة نفسها.

قال ثيرال "كانت حماس قلقة من مواجهاتها وضعاً جديداً، وأن قواعد اللعبة تغيرت وأن إسرائيل يمكن أن تقصفها من دون عقاب، لذا أرادت حماس أن توضح أن ذلك غير مقبول وأنها سترد"، وأضاف أن ذلك كان الديناميكية الأساسية ومصدر دورة المواجهة الحالية.

ويوجد عنصر آخر حاسم في مستنقع غزة هو الفشل المتكرر لجهود المصالحة بين "حماس" التي تسيطر على غزة منذ 11 عاما، والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب.

الحل الأفضل مصالحة حماس وفتح

وفي هذا السياق، تقول مجموعة الأزمات الدولية إن السبيل الوحيد للخروج من حرب كاملة أخرى هو اتفاق المصالحة الذي سيسمح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على حكم غزة، لكن تعثر ما يسمى باتفاق الوحدة، الذي تم التوصل إليه في الخريف الماضي

ولا يبدو أن أحد يريد تولي المسؤولية عن إدارة القطاع الذي يعيش فيه مليوني فلسطيني، ويعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر ويواجهون نسبة بطالة تصل إلى نحو 50٪، ومن المرجح أن ترغب حماس بالتخلي عن عبء الحكم، ولكن من دون التخلي عن أسلحتها، أما السلطة الفلسطينية، بقيادة خصوم حماس الرئيسيين، لا تريد ذلك، وكذلك مصر وإسرائيل.

وتصاعدت التوترات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية منذ أن بدأت حماس في تنظيم احتجاجات حاشدة وغالبا عنيفة على طول السياج الذي يقسم إسرائيل وغزة، وقتل القناصة الإسرائيليون أكثر من 140 فلسطينيا معظمهم غير مسلحين، وفقا لمسؤولين الصحة في غزة، في حين يقول الجيش إنه يتصرف لمنع اختراق الجدار ولصد الهجمات التي يشنها مسلحون من غزة مثل تلك التي وقعت يوم الجمعة.

حماس تصر على المقاومة

وتحول هذا الاحتكاك إلى تصاعد في تبادل إطلاق قذائف الهاون والصواريخ الفلسطينية ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية والمجتمعات الحدودية المدنية، وموجات من الضربات الجوية الإسرائيلية، ولقد تناور كل جانب لمحاولة استعادة توازن الردع ضد الآخر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أثناء زيارة إلى منطقة الحدود مع غزة الجمعة "رأينا جميعًا في الصحف بأنك لا تذهب إلى الحرب بسبب الطائرات الورقية والحرائق، نحن نعمل بمسؤولية وضبط النفس، على الرغم من أن المشكلة الحقيقية هي تآكل الردع، وتغيير المعادلة وبالطبع في الشعور بالأمن، وهو أمر لا يقل أهمية عن الأمن نفسه".

وقبل فترة وجيزة من سريان مفعول وقف إطلاق النار الأخير، أصر فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، على حق جماعته في مواصلة المقاومة، على حد تعبيره، "للدفاع عن شعب غزة"، وقال "من واجب المقاومة الوطني أن يردع الاحتلال الإسرائيلي عن فرض قواعد الاشتباك الخاصة به على المدنيين الأبرياء".

قال غسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، قال: "أعتقد بأن المصيدة هنا هو أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار، يجب أن ينفجر بطريقة أو بأخرى، وتحاول حماس إدارة الوضع بطرق مختلفة، بما في ذلك محاولة توجيه الغضب إلى الخارج".

ومن التعقيدات الأخرى الحجة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس ومصر ومجتمع المانحين الدوليين حول كيفية الحصول على مساعدات ضخمة ومشاريع إنمائية إلى غزة.
وتريد إسرائيل أن تمر جميع المساعدات عبر السلطة الفلسطينية، وفي مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس، جادل كوشنر وجيسون غرينبلات وديفيد فريدمان، من فريق إدارة ترامب الأول الذي يتعامل مع النزاع، بأن الوضع بالنسبة لسكان غزة سيتحسن بشكل كبير إذا قامت حماس بتغيير مسارها بشكل كبير.

ورفض سامي أبو زهري، وهو متحدث آخر باسم حماس، اقتراح الثلاثة باعتبارهم قد تبنوا الرواية الإسرائيلية ووصف الإدارة الأميركية بأنها سخيفة.

وتساءل غابي سيبوني، مدير برنامج الشؤون العسكرية والاستراتيجية في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، "هل معضلة إسرائيل هي ما يحدث في غزة من دون حماس؟ إذا حطمت إسرائيل نظام حماس، فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ كل بديل سيأتي سيكون سيئًا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وحركة حماس صراعٌ لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة إسرائيل وحركة حماس صراعٌ لن تُنهيه حرب رابعة مرتقبة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab