شهدت مدينة الرقة، عملية اغتيال استهدفت رئيس أحد المجالس المحلية لحي "الحديقة البيضاء" في المدينة التي كانت تُعد سابقاً معقلاً لتنظيم "داعش" وعاصمة دولته في سورية. وتأتي عملية الاغتيال في إطاراستمرار لعمليات إشاعة الفوضى والانفلات الأمني ضمن مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" من قبل خلايا تابعة للتنظيم وأخرى مرتبطة بأطراف إقليمية، كما سمع دوي انفجارين في مدينة الرقة، ولم يعرف إلى الآن أسباب وطبيعة الانفجارين، في حين نشر المرصد السوري لحقوق الانسان أنه هز انفجار مدينة الرقة بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء تبين أنه ناجم عن انفجار لغم في منطقة الفروسية بمدينة الرقة، الأمر الذي تسبب بأضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وذكر المرصد السوري أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن القوات الأمنية في مدينة الرقة، تنفذ منذ الخميس الماضي عمليات مداهمة وتفتيش بحثاً عن خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، في مدينة الرقة، التي كانت تعد سابقاً عاصمة تنظيم داعش” في سورية، والمعقل الرئيسي للتنظيم. وأكدت المصادر الموثوقة أن عمليات الاعتقال طالت نحو 70 شخصاً إلى الآن، فيما لا تزال المداهمات مستمرة بحثاً عن مطلوبين متهمين بالانتماء لخلايا تابعة للتنظيم وخلايا مرتبطة بجهات إقليمية، والتي عمدت في الأسابيع والأشهر الأخيرة لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات التي تسببت بوقوع خسائر بشرية.
التحالف وقسد يضغطان عسكرياً على مسلحي "داعش" للاستسلام
وفي محافظة دير الزور، لا يزال تنظيم "داعش" يواصل محاولات البقاء جاهداً في شرق الفرات، عقب حصره من قبل التحالف الدولي و"قوات سورية الديمقراطية" في أقل من كيلومترين مربعين. ورصد المرصد السوري مواصلة قوات التحالف و"قسد" وطائرات التحالف عمليات قصفها لمناطق سيطرة التنظيم المتبقية في شرق النهر، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بهدف محاولة الضغط على المستمر على التنظيم، للاستسلام، في الوقت الذي يتعنت فيه عناصر وقادة التنظيم المتبقين في الجيب، الاستسلام إلى الآن، ويحاولون التوصل الى صفقة تمكنهم من الخروج نحو مجهولة، والفرار من عملية الاعتقال التي قد تودي بهم في قبضة التحالف إلى اعتقال مدى الحياة.
اقرأ أيضاً : اشتباكات بين "تحرير الشام" و"داعش" تقتل طفلة عند الحدود السورية مع لواء اسكندرون
ورصد المرصد السوري استمرار الاشتباكات وعمليات القنص والاستهدافات بوتيرة متفاوتة العنف في محيط الجيب بين عناصر "قوات سورية الديمقراطية" وعناصر التنظيم، فيما تزداد المخاوف على حياة من تبقى من المدنيين داخل الجيب المتبقي للتنظيم. ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد خروج دفعة جديدة من المتبقين من مدنيين وعوائل عناصر تنظيم "داعش" ومن عناصر التنظيم نفسه، ووصولها الى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، في القطاع الشرقي من ريف محافظة دير الزور، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن تعداد الخارجين في هذه الدفعة بلغ أكثر من 350 شخصاً، من ضمنهم 30 على الأقل من عناصر التنظيم، تجري عملية نقلهم نحو منطقة "حقل العمر" النفطي، لنقلهم إلى مخيمات "الهول" التي تعاني هي الأخرى من وضع إنساني يزداد سوءاً في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف الحسكة، حيث يرتفع إلى نحو 1500 تعداد الخارجين خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، فيما يرتفع إلى 38550 عدد الخارجين الذين وثقهم المرصد السوري منذ الأول من ديسمبر/كانون الثاني الفائت وحتى الـ 10 من شباط / فبراير الجاري.
ورصد المرصد السوري أمس الثلاثاء، خروج دفعة جديدة من المدنيين المتبقين في جيب تنظيم “داعش” مع أعداد من عناصره وعوائلهم، خرجوا وتمكنوا من الوصول نحو مناطق قوات سوريا الديمقراطية، خلال الـ 24 ساعة الاخيرة، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الدفعة بلغ تعدادها 500 شخص على الأقل غالبيتهم من الأطفال والنساء، من جنسيات مختلفة روسية وألمانية وفرنسية وتركية وشيشانية، ومن ضمنهم 28 عنصراً على الأقل من جنسيات غير سورية بينهم 7 عناصر من جنسيات غربية، وكان نشر المرصد السوري ليل أمس الأول أن نحو 600 شخص تمكنوا من الوصول لمناطق سيطرة قسد في الريف الشرقي لدير الزور، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن نحو 20 من عناصر التنظيم خرجوا من ضمنهم، من ضمنهم 6 عناصر من الجنسية التركية وسيدتان من الجنسية الفرنسية و3 من الجنسية الأوكرانية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة عن أن التحالف الدولي يعمد لعدم استهداف المنطقة التي يتحصن فيها قادة التنظيم المتبقين وعناصره، ويحاول إجبار التنظيم على الاستسلام والخروج لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما أن المصادر الموثوقة أضافت للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن المنطقة التي يتحصن فيها التنظيم بقادته وعناصره، يتواجد فيها نحو 40 طناً من الذهب، بالإضافة لعشرات ملايين الدولارات، والتي تبقت في حوزة التنظيم.
وعلم المرصد السوري أن الذهب المتواجد في المنطقة، جرى جمعه من كافة المناطق التي سيطر عليها التنظيم سابقاً، كما أن جزءاً من هذه الكميات الضخمة من الذهب جرى نقلها من تركيا إلى مناطق سيطرة التنظيم، عن طريق وسطاء أتراك وقادة في التنظيم، على صلات وثيقة مع السلطات التركية ومخابراتها، حيث تعمل قوات التحالف على إجبار التنظيم على الاستسلام، بغية الحصول على كميات الذهب والأموال الضخمة الموجودة بحوزته.
قصف عنيف يطال 35 منطقة في إدلب وحماة
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مزيداً من القصف البري الذي طال مناطق سريان الهدنة الروسية التركية، ومناطق تطبيق اتفاق بوتين أردوغان، حيث استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في بلدة اللطامنة في القطاع الشمالي من الريف الحموي، كما استهدف القصف مناطق في قرية الصخر ومحيطها في الريف ذاته، ليرتفع إلى نحو 215 عدد القذائف التي استهدفت مناطق سريان الهدنة، بحيث استهدف القصف كلاً من بلدات وقرى تلمنس ومعرشمارين ومعرشمشة ودير الشرقي وجرجناز وكفرنبل بريف معرة النعمان، وخان شيخون التمانعة وترملا وأم نير بريف إدلب الجنوبي، ومسعدة ورأس العين وباريسا وبعربو والفرجة والخوين والزرزور وطويل الحليب والرفة والتح ومحور الكتيبة المهجورة وتل خزنة في الريفين الشرقي والجنوبي الشرقي لإدلب، وقلعة المضيق على الحدود الإدارية بين إدلب وحماة، وخربة الناقوس وقرية جسر بيت الراس في الريف الشمالي الغربي من حماة، وبلدات وقرى اللطامنة وحصرايا وتل هواش وكفرنبودة وكفرزيتا والحردانة والجابرية بريف حماة الشمالي، وقريتي سحاب وشولين بجبل شحشبو.
وتسبب القصف باستشهاد طفل في كفرنبل وإصابة أكثر من 7 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، فيما أوقفت الجهات المسؤولة عن الجانب التعليمي في إدلب، الدوام الرسمي في المدارس اليوم الأربعاء خشية استمرار تصعيد القصف على منطقة معرة النعمان، التي تلقت النصيب الأكبر من القصف اليوم، ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 225 على الأقل عدد الذين قضوا واستشهدوا خلال تطبيق اتفاق بوتين أردوغان هم 76 مدنياً بينهم 30 طفلاً و11 مواطنة استشهدوا في قصف من قبل القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها واستهدافات نارية وقصف من الطائرات الحربية، ومن ضمنهم 3 استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل، و67 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين أردوغان، من ضمنهم 14 مقاتلاً من “الجهاديين” و23 مقاتلاً من "جيش العزة" قضوا خلال الكمائن والاشتباكات بينهم قيادي على الأقل، قضوا في كمائن وهجمات للقوات الحكومية السورية بريف حماة الشمالي، و82 من تلك القوات والمسلحين الموالين لها.
قد يهمك أيضاً :
وزيرة الجيوش الفرنسية تؤكد من جبهة العراق أن نهاية التنظيم الإرهابي باتت قريبة
"قوات سورية الديمقراطية" تشنُّ هجوماً واسعاً على معقل "داعش" الأخير في دير الزور
أرسل تعليقك