بغداد-نجلاء الطائي
هرب غالبية قادة تنظيم "داعش" في قضاء الحويجة مع أسرهم، ومعهم ملفات مهمة تضم أسماء قادة التنظيم في العراق والتعاملات المالية للتنظيم، فيما قال قائد عمليات قادمون يا تلعفر إن أكثر من 2000 من مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا خلال الحملة العسكرية لتحرير قضاء تلعفر، نافيًا بشدة وجود أي اتفاق مع مسلحي التنظيم، في وقت حطت فيه طائرة تقل نساء وأطفالاً تم إجلاؤهم من العراق، بعد مقتل ذويهم من متطرفي "داعش"، في مطار العاصمة الشيشانية غروزني، مساء الجمعة. وقال مسؤولون شيشانيون ومبعوث "الكرملين" المعني بحقوق الأطفال إن أربعة نساء وثمانية أطفال، تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات، استقبلهم أقاربهم.
وتبعت النساء اللائي جئن من الشيشان وكازاخستان وروسيا أزواجهن، الذين سافروا إلى العراق وسورية للانضمام إلى صفوف عصابات "داعش" قبل أعوام، وبعد مقتل أزواجهن علقت النسوة وأطفالهن وسط معارك ضارية. ووفقًا لمسؤولين شيشانيين وأقارب فإن عودة النساء والأطفال تمت بعد مفاوضات وترتيبات قام بها الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، وممثلون عن حكومة كازاخستان. وقال مبعوث "الكرملين" المعني بحقوق الأطفال إنه من المعتقد أن نحو 350 طفلاً روسيًا مازالوا عالقين في سورية والعراق.
وميدانيًا، قال قاد عمليات قادمونيا تلعفر، الفريق أول ركن عبد الأمير رشيد يار الله، خلال مؤتمر صحفي في بغداد: "شرعت قيادة العمليات المشتركة في إكمال العمليات بعد تأمين ما تحتاجه الوحدات العسكرية، بمشاركة الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة التطرف والحشد الشعبي، وبدأت العملية في 20 أغسطس / آب، وحشد 40 ألف مقاتل (ثلاث فرق من الجيش وثلاث فرق من الشرطة وكذلك من جهاز مكافحة التطرف وأكثر من 10 ألوية من الحشد وإسناد الطيران)، إضافة إلى تأمين ممرات آمنة لضمان خروج المدنيين بأمان والخدمات الإنسانية والطبية، والوحدات العسكرية كانت موجودة قبل الشروع في العملية، حيث كان الحشد الشعبي مسؤولاً عن غرب تلعفر، بما يقرب 12 كيلومترًا"، مشيرا إلى أن قضاء تلعفر والمحلبية والعياضية لم تكن مطوقة من جميع الجهات كما يدعى، لم يكن الأمر مشابهًا لما جرى في الساحل الأيمن للموصل، لذلك قررت القوات بدء الهجوم من عدد من المحاور.
وأكمل حديثه قائلاً: "دأبت قيادة العمليات المشتركة على تنفيذ الهجوم من محاور عدة لتحرير وتطهير مركز القضاء، الذي تبلغ مساحته 26 كيلومترًا مربعًا في 29 حي ومنطقة، قبل الذهاب إلى العياضية في المرحلة الثانية، وراعينا في عملنا تحشيد القوة الكبيرة للقوات لحسم المعركة في أسرع وقت، ونجحنا في تحرير 1655 كيلومترًا مربعًا خلال 12 يومًا. وتطرق إلى الدور الكبير للطيران، حيث كانت هناك 344 طلعة جوية قتلت 571 متطرفًا ودمرت تسع عربات مفخخة و14 مضافة للمتطرفين، وقُتل أكثر من 2000 متطرف فضلاً عن تدمير 77 مفخخة و990 عبوة ناسفة وتفكيك 71 منزلاً مفخخًا و66 نفقًا و13 معمل تفخيخ، بالإضافة إلى قتل 50 انتحاريًا". ولفت إلى أن المتطرفين كانوا يراهنون على تلعفر، مضيفًا: "لم يستسلم أي متطرف لقواتنا ولم يكن أي اتفاق، وسيسري ذلك على الحويجة لنذهب ونقتل العدو، ولم نتفق مع أي منهم، ولذلك كانت التضحيات من القوات هي 115 قتيلاً و679 جريحًا، والمراقب لذلك يرى أن المعركة عنيفة ولا توجد اتفاقات للخروج من المدينة".
وزعم رئيس "ائتلاف دولة القانون"، نوري المالكي، قبل أيام، أن الجميع علم بأن تلعفر لم تحرر بقتال وإنما باتفاق، وذلك في معرض دفاعه عن اتفاق حزب الله اللبناني مع "داعش"، والذي يقضي بنقل المئات من مسلحي التنظيم من منطقة على حدود لبنان إلى البوكمال السورية، على حدود العراق. وأفاد مصدر محلي في محافظة كركوك بأن أبرز قادة "داعش" في الحويجة هربوا مع أسرهم في اتجاه منطقة جبال حمرين والجزيرة، في محافظة صلاح الدين، عبر ناحية العباسي والرياض التابعتين للحويجة (55 كيلومترًا جنوب غربي كركوك)، مبينًا أن غالبية الفارين يحملون جنسيات عربية وأجنبية. وأوضح أن من بين الفارين قيادي بارز يحمل الجنسية المغربية، ويعتبر واحدًا من أهم قادة التنظيم ومن المقربين من زعيمه، أبو بكر البغدادي، واختفى عن الأنظار بشكل نهائي ومعه ملفات مالية مهمة بالإضافة الى أسماء قادة التنظيم في العراق، ومن كان يجند لهم المسلحين ويرتب وصولهم إلى العراق وسورية.
وفي غضون ذلك، أعلنت خلية الإعلام الحربي، في بيان لها، أن وحدات إضافية تابعة لقيادة قوات الشرطة الاتحادية انطلقت من بغداد لتشارك في عمليات قادمون يا حويجة، بعد أن أعلنت، الخميس، أن طائرات القوة الجوية ألقت ملايين المنشورات على قضاء الحويجة، تتضمن إبلاغ أهالي القضاء بـ"قرب خلاصهم" من تنظيم "داعش". وقال القيادي في حشد عشائر ناحية البغدادي، في محافظة الأنبار، قطري العبيدي ، إن طيران التحالف قصف رتلاً عسكريًا لتنظيم "داعش"، السبت، كان متوجهًا من القائم إلى مدينة عنة الكائنة على بعد 210 كيلومترات غرب الرمادي.
وأشار إلى أن القصف أسفر عن مقتل 22 مسلحًا من "داعش"، علاوة على تدمير سبع عربات لهم. ويذكر أن طيران التحالف الدولي والطيران العراقي يقصفان، بين الحين والآخر، عربات لتنظيم "داعش" في مناطق عنة وراوة والقائم، غرب الأنبار، تمهيدًا لتحريرها من قبضة التنظيم.
أرسل تعليقك