دعا المتظاهرون في العاصمة العراقية بغداد إلى الخروج في تظاهرات مليونية في أنحاء المحافظات لسحب الشرعية من الأحزاب، والتأكيد على مطلب إقالة الحكومة بعد ما وصفوه بالتصعيد الأمني خلال الأيام الماضية، وذكرت مصادر أن اشتباكات وقعت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب إثر إطلاق الغاز والرصاص وسط الناصرية، وأضافت أن 3 قتلى و15 جريحا سقطوا من جراء الاشتباكات، فيما استقبلت مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية عشرات الجرحى في صفوف المتظاهرين.
ويأتي ذلك بعد وقوع مواجهات بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين قرب جسر الأحرار وسط العاصمة بغداد، فيما أفادت مصادر أمنية وطبية بمقتل متظاهر وجرح 12 آخرين خلال مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة، فيما ذكرت المصادر أن قوات الأمن أطلقت الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في شارع الرشيد بالقرب من جسر الأحرار.
وكان 15 قتيلا وأكثر من 100 جريح سقطوا خلال 3 أيام من الاشتباكات المتواصلة في هذه المنطقة.
من جانب آخر، أفادت مصادرنا في العراق بإعلان العصيان المدني الشامل في محافظة النجف ابتداء من يوم الأحد، ويشمل العصيان إغلاق المدارس الحكومية والأهلية والجامعات وكافة الدوائر الحكومية وإغلاق الشوارع الرئيسية، بينما سيقوم المحتجون بتوزيع الأعلام العراقية لرفعها فوق أسطح المباني في النجف.
وفي سياق آخر، تفقّد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس، قوات بلاده في العراق دون أن يلتقي أيًا من المسؤولين الرسميين في بغداد، لكنه زار بعد ذلك أربيل والتقى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني.
وفي زيارته الأولى للعراق، تفقد بنس قوات بلاده في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار قبل "عيد الشكر" في أميركا، حسب ما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية. وكرر بنس، أعلى مسؤول أميركي على هذا المستوى يزور بلاد الرافدين منذ زيارة دونالد ترمب في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2018، ما قام به الرئيس الأميركي بأن أدى زيارة قصيرة دون لقاء أي مسؤول محلي.
وأكد مسؤولان عراقيان أن بنس تواصل هاتفيًا مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. وأفاد أحدهما لوكالة الصحافة الفرنسية بـ"لن يكون ثمة اجتماع (بين المسؤولين) طالما أنهما تواصلا هاتفيًا (...) رئيس الوزراء لن يذهب إلى الأنبار".
من جهته، أكد مكتب الرئيس العراقي برهم صالح، أنه لم يكن مطلعًا بشكل مسبق على الزيارة، وأنه ليس مقررًا عقد اجتماع بين الطرفين.
ونقلت تقارير عن مسؤولين أميركيين أن بنس وجه رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي أعرب فيها عن قلقه من نفوذ إيران. وأضاف المسؤولون أن بنس شدد على ضرورة أن ينأى العراق بنفسه عن إيران خصم الولايات المتحدة، وأن يدعم حرية المحتجين في التعبير عن آرائهم دون خوف من العنف. وأضافوا أن رئيس الوزراء العراقي أكد له حرصه على تجنب استخدام العنف ضد المحتجين.
ونشر بنس عبر "تويتر" صورًا له برفقة زوجته وجنود أميركيين خلال الزيارة التي تأتي قبل أيام من احتفال الأميركيين بـ"عيد الشكر". وأرفق نائب الرئيس الأميركي تغريدته بتعليق "عيد شكر سعيد من العراق". وسبق لزيارة ترمب أن أثارت جدلًا لعدم لقائه أي مسؤول عراقي.
وفي وقت لاحق، أمس، وصل نائب الرئيس الأميركي إلى أربيل، حيث كان في استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول أميركي رفيع أن زيارة بنس لأربيل "هدفها تطمين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة ضد (داعش)، وكذلك تطمين الأميركيين الذين يدعمون منذ وقت طويل القضية الكردية". وهذا ما عبر عنه بنس في كلمة بحضور رئيس الإقليم، قال فيها إنه يرحب "بالفرصة نيابة عن الرئيس دونالد ترمب للتأكيد مجددًا على العلاقات القوية التي تشكلت في نيران الحرب بين الشعب الأميركي والشعب الكردي عبر المنطقة".
بدوره، شكر نيجيرفان بارزاني نائب الرئيس الأميركي، وقال إن زيارته "في هذا الوقت بالذات مؤشر مهم على دعمكم المستمر لكردستان والعراق".
وتأتي زيارة بنس إلى العراق في خضم المظاهرات التي تعم بغداد والعديد من مناطق جنوب البلاد منذ نحو شهرين، والتي شهدت توجيه العديد من المتظاهرين انتقادات واسعة لإيران على خلفية نفوذها الواسع في السياسة العراقية، ودعمها العديد من الفصائل المسلحة. والتزمت إدارة الرئيس ترمب الصمت إلى حد كبير حيال الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام ساهمت في إرسائه بعد الإطاحة بحكم صدام حسين في 2003.
كما تأتي زيارة بنس بعد أيام من كشف صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "ذي إنترسبت" الإلكتروني، الاثنين، عن مئات التقارير الاستخباراتية الإيرانية المسرّبة التي تظهر عمق نفوذ طهران في العراق. وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت، عبر بنس، فرض عقوبات على قياديين في فصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بينهم ريان الكلداني الأمين العام لكتائب "بابليون". وعلق الأخير على زيارة بنس بالقول عبر حسابه على "تويتر": "لنائب الرئيس الأميركي، الذي وصل خلسة إلى العراقشعبنا الذي طرد احتلالكم بدمه، لا يريد مستقبلًا يرسمه من قتل وشرّد وسرق. غير مرحب بك في أرض العراق".
قد يهمك أيضًا
متظاهرو العراق يواصلون ضغطهم وكتل برلمانية تمضي في طريق إقالة الحكومة
تفاصيل الاتفاق الأميركي التركي لإنهاء غزو شمال سوريه
أرسل تعليقك