أعلنت قيادة عمليات الأنبار في "الحشد الشعبي"، أمس الثلاثاء، أنها" منعت القوات الأميركية من القيام باستطلاع ميداني مريب للفرق الأمنية ضمن حدود مسؤوليتها"، فيما استبعد نائب قائد الحشد اللواء طارق العسل حدوث ذلك، معتبراً أن "لا أحد يستطيع إيقاف الأميركيين".
ونقلت مديرية إعلام "الحشد" عن قائد العمليات قاسم مصلح قوله إن الاستفزازات الأميركية وصلت إلى كشف معلومات سرية لقواتنا المرابطة على الحدود. وأوضح أن قيادة عمليات الأنبار للحشد منعت القوات الأميركية من إكمال الاستطلاع مما اضطرها إلى الرجوع لقاعدة "بئر المراسمة" وعدم الاقتراب من قاطع الحشد الشعبي، حيث يعتبر هذا الاستطلاع انتهاكاً للسيادة الوطنية العراقية. وأشار إلى أن القوات الأميركية تعمل على أخذ معلومات دقيقة وحساسة من القوات الأمنية المرابطة على الحدود العراقية السورية.
وقال قائد عمليات "الحشد" قاسم مصلح إن "القوات الأميركية استطلعت مسافة من الحدود العراقية السورية ووجهت أسئلة إلى شرطة الحدود والجيش العراقي تلخصت بعدد النقاط القتالية الموجودة عند الحدود وكمية الذخيرة ونوع السلاح وعدد الأفراد المتواجدين في كل نقطة، وتلك المعلومات غاية في الخطورة وتكشف سرية القوات المرابطة مما يجعل استهدافها سهلاً".
أقرأ يضًا
- قوات الحشد الشعبي تنشر 20 ألف مقاتل على الشريط الحدودي مع سورية
ولم يصدر عن القوات الأميركية أي رد على بيان قيادة "الحشد" في الأنبار، إلا أن نائب قائد الحشد اللواء طارق العسل استبعد عملية منع القوات الأميركية. وقال لـ"الشرق الأوسط": "لم تردني أي معلومة حول منع القوات الأميركية، ولا علم لي بالموضوع لأنني متواجد في الرمادي، لكن أستبعد ذلك، فلا أحد يستطيع منع الأميركيين".
وفسر الخبير في الجماعات المسلحة هشام الهاشمي ما جرى برغبة الحشد بمعاملة الأميركيين بالمثل، بمعنى أنه لا يسمح باقترابهم من قطعاته مثلما لا يسمح الأميركيون باقتراب الحشد من أماكن تواجد قواتهم. وقال الهاشمي لـ"الشرق الأوسط" إن هذه هي الحالة الثالثة التي تمنع فيها جماعات الحشد القوات الأميركية من الاستطلاع، وعدم السماح لها بالمرور عبر المناطق التي تسيطر عليها.
وأشار إلى أن "حركة النجباء" منعت الأميركيين من المرور في 2016 وكذلك فعلت "قوات بدر" قبل أسبوعين في منطقة العظيم، وهذه الحالة الثالثة في منطقة الرطبة. ولفت إلى أن "جميع تحركات القوات الأميركية على الأرض تتم بمرافقة قوات من الجيش العراقي، ومن النادر أن تتجول من دون وجود قوات عراقية رسمية".
أعلن الناطق باسم مركز الإعلام الأمني العميد يحيى رسول في بيان، أمس، عن قيام القوات الأمنية في قيادة عمليات الأنبار بـ"تنفيذ واجب في منطقة البودعلج، نتج عنه تفجير 40 عبوة ناسفة مختلفة محلية الصنع من مخلفات عصابات "داعش" الإرهابية، كما عالجت 15 عبوة ناسفة قديمة قرب سكة القطار. وكشف عن تمكن القوات من إلقاء القبض على إرهابي داخل أحد المنازل في قضاء الرطبة وبحوزته 3 بنادق مختلفة.
تضارب معلومات وتقديرات حول الوجود الأميركي في العراق
وبعد مرور 11 عاماً على توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، عاد الحديث عن الوجود الأميركي في العراق ليحتل الأولوية لدى الشارع، فضلاً عن الطبقة السياسية، وسط تضارب في المعلومات والتقديرات.
المعلومات التي كانت متداولة طبقاً للمصادر الرسمية العراقية تفيد بأن العدد الكلي للأميركيين في العراق هو خمسة آلاف شخص ليست بينهم قوات قتالية على الأرض، بل تقتصر أعداد هؤلاء على المستشارين والمدربين.
وقال عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار فيصل العيساوي، إن "القوات الأميركية حالياً لا يوجد لها أي تحرك داخل المدن، لكن ما يحصل من حين لآخر أن القوات الأميركية لديها بعض المناطق خارج نطاق الإسناد الجوي لإنزال المعدات والأغذية وغيرها، ما استلزم تحرك قوات برية بشكل دوري لنقل تلك المعدات إليهم".
وأضاف في تصريح صحافي، أمس، أن "ما حصل مؤخراً هو عملية استبدال فرقة عسكرية بالفرقة العسكرية الأميركية الموجودة في العراق، وكما هو معروف فإن استبدال الفرقة يكون بشكل كامل لجميع أفرادها وآلياتها ومعداتها". وأوضح أن "دخول قوات كندية وأميركية إلى الفلوجة كان للمشاركة في احتفالية عيد الشرطة في القضاء"، لافتاً إلى أن "هذه المشاركة كانت على أساس أن تلك القوات كانت تشرف على تدريب أفواج الشرطة المحلية في الفلوجة بعد تحرير المناطق".
وأكد أن "القوات الأميركية لا تتدخل في الملف الأمني في المحافظة، وتلك القوات لا تقوم بأي واجب داخل المدن أو الطرق أو حول محيط قواعدها باستثناء المناطق الصحراوية، وواجبها الوحيد هو تدريب الشرطة المحلية والحشد وبعض قوات الجيش العراقي مع تقديم بعض الإسناد للقوات العراقية حين تنفذ واجبات في الصحراء حصراً".
ونفى مسؤول عراقي ما يشاع عن زيادة في أعداد القوات الأميركية في العراق، وقال لـ"الشرق الأوسط" إن "الحديث عن زيادة أعداد الأميركيين أو مجمل قوات التحالف الدولي كلام غير دقيق، بل لا يعدو كونه مبالغات في مواقع التواصل الاجتماعي". وأشار إلى أن "الحقيقة بخلاف ذلك، فأعدادهم تراجعت قليلاً بعكس ما يجري تصويره". وأوضح أنه "لا توجد قاعدة أميركية داخل الأراضي العراقية، بل بعثات تدريبية من دول التحالف منتشرة ضمن معسكرات عراقية ولا تتمتع بأي حصانة قانونية، وكل عملها هو بإشراف الحكومة العراقية".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
- الحشد الشعبي مسؤول في "الحشد الشعبي" يعلن مقتل قياديين في "داعش" بالقصف
- الجيش العراقي يجري تحصينات كبيرة على الشريط الحدودي مع سورية
أرسل تعليقك