شهدت منطقة حاس الواقعة في الريف الغربي لمدينة معرة النعمان في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، اشتباكات عنيفة دارت بين عائلتين في المنطقة التي تخضع لسيطرة فصائل مقاتلة وإسلامية عاملة في الجبهة الوطنية للتحرير، إثر خلافات عائلية وعمليات ثأر سابقة، مما أسفر عن حالة من التوتر المستمر في المنطقة
وأكدت مصادر أهلية أن شابًا على الأقل قُتل في إطلاق النار الذي جرى بين العائلتين، ومعلومات عن آخر، على الرغم من تصالحهما في وقت سابق، كما تدخلت قوة من فصيل عامل في المنطقة لفض الاقتتال بين العائلتين، فيما عاد الهدوء إلى المنطقة وسط توتر ومخاوف من تفاقم الخلاف والتوتر بين العائلتين.
ويأتي هذا التوتر والاقتتال بين عوائل بالتزامن مع المخاوف التي تجري من اندلاع اقتتال بين الفصائل العاملة في محافظة إدلب ومحيطها، حيث كانت منطقة دير بلوط بريف حلب الغربي، عند الحدود مع لواء إسكندرون، شهدت قبل 3 أيام توترًا بين هيئة تحرير الشام وعناصر فيلق الشام.
المماطلة في تسليم نقطة عسكرية
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التوتر يأتي على خلفية مماطلة فيلق الشام تسليم هيئة تحرير الشام، نقطة عسكرية كانت أودعتها جبهة النصرة "تنظيمك القاعدة في بلاد الشام" سابقًا قبل تغيير تسميتها إلى هيئة تحرير الشام، لدى الفيلق الذي يماطل منذ أكثر من شهر في تسليم النقطة بعد طلب الهيئة منه تسليمها، وعلم المرصد السوري أن مساعي تجري بين الطرفين عبر وسطاء لحل الخلاف، وسط معلومات عن تمكن الوسطتء من إجبار الفيلق على تسليم النقطة على أن يجري محاسبة ممانعي تسليم النقطة
ونشر المرصد السوري ليل أمس نقلًا عن معلومات وردت إليه، أن حالة الاستنفار سيطرت في المنطقة الواقعة بين دير بلوط وآطمة، بين فيلق الشام وهيئة تحرير الشام، بسبب الخلاف الذي جرى بين الطرفين، على أحد الحواجز، وسط محاولات لحل التوتر ومنع تطوره إلى اقتتال داخلي بين الفصائل.
تفاقم حدة الخلافات
كما رصد المرصد السوري توترًا بعد اختطاف إدارية في جبهة أنصار الدين من قبل عناصر قالوا أنهم من هيئة تحرير الشام، في حين أكدت مصادر موثوقة أن قياديًا تابعًا لفصيل صقور الشام في مدينة أريحا، اقتحم المجلس المحلي للمدينة، وصادر الختم الرسمي، بعد خلافات واتهامات للمجلس بالتلاعب بأسماء المواطنين وتسجيل أسماء مواطنين محسوبين عليهم.
وطلبت منظمة إنسانية من المجلس المحلي في أريحا وفقًا للتفاصيل التي رصدها المرصد السوري، تقديم أسماء 350 شخصًا لدعم كل واحد منهم بمبلغ ألف دولار أميركي، لتنفيذ مشروع صغير يمكنه من إعالة نفسه وأسرته، حيث اتهمت مصادر متقاطعة المجلس بتسجيل أسماء 300 من المحسوبين على حركة أحرار الشام وردت المصادر ذلك إلى أن المجلس نفسه مزكى من قبل حركة احرار الشام الإسلامية، الأمر الذي تسبب في توتر مع القيادي في صقور الشام ودفعه لهذا الإجراء.
ارتفاع حدة التوتر بين جوزف وإبلين
كما نشر المرصد السوري يوم الأحد الماضي أنه يسود التوتر قريتي جوزف وإبلين في جبل الزاوية على خلفية مشادات كلامية وإطلاق نار تبعه اعتقالات بين هيئة تحرير الشام من جهة، والجبهة الوطنية للتحرير من جهة أخرى، وفي المعلومات التي وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عائلتين في بلدة جوزف إحداهما مناصرة للهيئة والأخرى للجبهة الوطنية للتحرير، جرت بينهما مشادات كلامية، على خلفية رفع العائلة الموالية للهيئة علمها في مظاهرة الجمعة الماضية، ليتطور الخلاف بين العائلتين إلى إطلاق نار، حيث سارع عناصر هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير، ليؤازر كل منهما على حدا العائلة الموالية له، وتتطور الخلافات إلى اعتقالات متبادلة بين الطرفين، ومن ثم لتتوسع رقعة الخلافات وتصل إلى الفصيلين في قرية إبلين، ليقوم كل منهما بعمليات اعتقال مماثلة لعناصر الفصيل الآخر.
وذكر المرصد السوري أن لجنة صلح تمكنت من فض الخلاف بين الطرفين، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة مصورة من بيان صلح بين هيئة تحرير الشام من طرف والجبهة الوطنية للتحرير من طرف آخر جاء فيه”اجتمع الأخوة ممثلي هيئة تحرير الشام وممثلي الجبهة الوطنية للتحرير، وتم الإتفاق على حل المشاكل العالقة في جبل الزاوية "إبلين – جوزف" وفق مايلي:
1- إخراج جميع المعتقلين من الطرفين مع كامل أماناتهم مباشرة.
2. تشكيل لجنة تكون على تواصل دائم ومستمر بين الأطراف لحل أي مشكلة فوار.
3. فيما يخص مشكلة إبلين العمل على تفعيل اللجنة السابقة لحل المشكلة وتعهد جميع الأطراف على المتابعة بالحل” حيث تشهد المنطقة هدوءاً حذرا منذ مابعد منتصف ليل أمس يتخلله استنفارات على حواجز الطرفين في المنطقة.
تصاعد الانفلات الأمني في إدلب
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان المزيد من العمليات الأمنية التي عادت للتصاعد بعد عملية الإعدام التي نفذت بحق عناصر ينتمون لخلايا تابعة لتنظيم "داعش"، أعدمتهم هيئة تحرير الشام قبل ساعات، عقب اعتقالهم في الأسابيع الأخيرة، على خلفية الحملات الأمنية الواسعة لضبط الفلتان الأمني وإنهائه وإعادة الاستقرار إلى محافظة إدلب والمناطق الأخرى المحيطة بها والمحاذية لها.
وجاء في التفاصيل التي رصدها المرصد السوري، أن مسلحين مجهولين فجروا عبوة ناسفة مستهدفين قياديًا أمنيًا في حركة نور الدين الزنكي، ما تسبب بأضرار مادية، في حين عثر على جثث 3 أشخاص .
وقالت مصادر موثوقة، أنهم مقاتلين في صفوف حركة إسلامية ومهجرين من غوطة دمشق الشرقية، على الطريق الواصل إلى منطقة حربنوش في القطاع الشمالي من ريف إدلب، جرى قتلهم بعد اختطفاهم.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 309 على الأقل تعداد من اغتيلوا في أرياف إدلب حلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الماضي، من العام الجاري 2018، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 60 مدنيًا بينهم 9 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و216 مقاتلًا من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و31 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم "داعش".
إعدام عناصر "داعشية" في إدلب
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد تنفيذ هيئة تحرير الشام، دفعة جديدة من الإعدامات، بحق متهمين بانتمائهم لخلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش" ومسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات داخل محافظة إدلب وفي محافظتي حلب وحماة، حيث رصد المرصد السوري إعدام هيئة تحرير الشام 5 أشخاص.
وأكدت المصادر أنهم أعدموا في منطقة الزربة بريف حلب الجنوبي، بتهمة "الانتماء لخلايا تابعة لتنظيم داعش"، وأطلق عناصر من تحرير الشام النار عليهم، بعد اعتقالهم في وقت سابق ضمن حملة الاعتقالات التي طالت عشرات الأشخاص بهذه التهم، والتي تخللتها اشتباكات عنيفة في بعض الأحيان بين عناصر من هذه الخلايا وعناصر الهيئة، بالإضافة للإعدامات التي كانت تنفذ بشكل مباشر، أو عمليات الاستهداف الجماعي لمواقع ومقار لهذه الخلايا، وتعد هذه أول عملية إعدام تجري ضمن المنطقة الروسية – التركية منزوعة السلاح، والتي جرى تحديدها في اتفاق روسي – تركي مؤخرًا.
الجندرما التركية تواصل استهداف المناطق الحددية
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات استهداف جديدة من قبل حرس الحدود التركية "الجندرما" لمناطق جديدة حدودية في الشمال السوري، حيث وثَّق عملية استهداف من قبل الجندرمة التركية طالت قرية خراب كورت الواقعة في ريف مدينة القامشلي الحدودية، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما تسبب بإصابة طفل بطلق ناري، وإصابته بجروح بليغة، كما استهدفت مدرسة في منطقة سوسك في القطاع الغربي من ريف مدينة تل أبيض في الريف الشمالي للرقة، ما أدى لأضرار مادية، من دون وقوع إصابات.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد في الـ 17 من أيلول / سبتمبر الجاري، إطلاق القوات التركية على الحدود مع منطقة رأس العين "سري كانيه" النار على الشاب حمزة شعبان الحسين، من قرية الأسدية، ما تسبب بإصابته إصابة خطرة.
وأكدت المصادر الأهلية أن الشاب أصيب خلال عمله في أرضه القريبة من الشريط الحدودي، كما أكدوا أن حالات مماثلة جرت خلال الأسابيع والأشهر الفائتة، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الـ 13 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، عن قتل الجندرما التركية لشابين من عائلة واحدة ينحدران من قرية خربة الجوز في ريف إدلب الشمالي، إذ أكدت المصادر أن أحدهما استشهد بإطلاق نار عليه من قبل قوات الجندرمة فيما قتلت الأخيرة الشاب الثاني بعد اعتقاله وضربه وتعذيبه حتى الموت.
سقوط قتلى بالقرب من الجدار الحدودي
ويذكر أن الجدار الحدودي بين الشمال السوري وتركيا شهد مقتل مئات المدنيين السوريين، برصاص حرس الحدود التركي "الجندرما" الذي لم يردعه أي شيء من محاسبة أو أوامر عن قتل السوريين على الشريط الحدودي، بحيث بات الاعتقال والقتل والتنكيل يوميًا، ومنا ما جرى مؤخرًا من عملية قتل لشخص من قرية خربة الجوز الحدودية، عبر ضربه بشكل مبرح وتعذيبه والتنكيل به، إلى أن فارق الحياة، بعد قتل أحد ذويه في الوقت ذاته بالطلقات النارية.
ووثَّق المرصد السوري استشهاد 410 مدنيين سوريين منذ انطلاقة الثورة السورية برصاص قوات الجندرما، من ضمنهم 75 طفلًا من دون الثامنة عشر، و37 مواطنة فوق سن الـ 18، فيما رصد المرصد، إصابة المئات برصاص قوات الجندرما التركية "حرس الحدود" في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سورية، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين.
أرسل تعليقك