استهداف مطار بغداد يفضح «تجميد» ضرب «المنطقة الخضراء»
آخر تحديث GMT07:23:38
 العرب اليوم -

استهداف مطار بغداد يفضح «تجميد» ضرب «المنطقة الخضراء»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - استهداف مطار بغداد يفضح «تجميد» ضرب «المنطقة الخضراء»

مطار بغداد الدولي
بغداد - العرب اليوم

فيما استهدف مطار بغداد فجر أمس بصاروخي كاتيوشا سقط أحدهما قرب المطار بينما تم تدمير الآخر قبل سقوطه، تكشف زلات لسان كبار السياسيين وفي المقدمة منهم العاملون في الحقل الدبلوماسي أحيانا الكثير مما هو غاطس أو مسكوت عنه لهذا السبب أو ذاك.كان الأسبوع الماضي حافلا بزلات من هذا النوع ربما واحدة منها في طريقها للإطاحة بصاحبها، بينما الثانية فضحت ما كان مسكوتا عنه طوال فترة زمنية كثر فيها القيل والقال. بطل الزلة الأولى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أمضى نحو 3 أيام في العراق متنقلا بين بغداد وأربيل على وقع أزمة كانت تتفاعل في بلاده إثر التسريب الصوتي الذي يتحدث فيه بمرارة عن تدخلات الجنرال قاسم سليماني الذي أغتيل بالقرب من مطار بغداد الدولي أوائل عام 2020. ومنذ أن اغتال الأميركيون سليماني بأوامر مباشرة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تحول مطار بغداد إلى هدف دائم لصواريخ الكاتيوشا حتى بعد انسحاب الأميركيين من موقع قريب له كانوا يستخدمونه لهم قبل انسحابهم منه آواخر العام الماضي. ومع أن زلة لسان ظريف لا تزال تتفاعل في مختلف الأوساط في بلاده، فإن الزلة الثانية كانت على لسان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.

ومثلما أن زلة لسان ظريف، كما يرى الخبراء والمراقبون، قطعت عليه طريق الوصول إلى الرئاسة الإيرانية، حيث الانتخابات على الأبواب، فإن إعلان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في حواره التلفازي الطويل مع قناة «الشرقية» الذي استمر لنحو ساعتين تقريبا بأن عدم استهداف المنطقة الخضراء بالصواريخ إنما هو «عملية تجميد» مقصودة بدا وكأنه فضح مستورا كان الجميع يتجنب الخوض فيه. فالصواريخ التي كانت تسقط على المنطقة الخضراء حيث السفارة الأميركية وبمعدل عدة صواريخ في الأسبوع وأحيانا في اليوم الواحد كانت تمضي جهة أو فصيل مسلح تبنيه لها، بل إن الجميع كان يدينها ولكن كل حسب طريقته في الإدانة. فهناك جهات ترفض عمليات استهداف البعثات الدبلوماسية وتعدها أعمالا متهورة وتؤذي سمعة البلاد وتنتهك سيادتها وهناك جهات أخرى تحاول أن تكون دبلوماسية قدر الإمكان مع أنها في داخلها تؤيد ولو ضمنا عمليات الاستهداف، بينما الفصائل المسلحة التي كثيرا ما تتبرأ من عمليات القصف تتهم أميركا نفسها عن طريق ما تعتبرهم عملاء لها في الداخل بأنهم هم من يقومون بمثل هذه الأعمال لكي يضعوا فصائل «المقاومة»، كما يطلقون عليها، في دائرة الاستهداف الأميركي الدائم. بل هناك من بين تلك الفصائل من يتهم «تنظيم داعش» في القيام بمثل هذه الأعمال، بينما الجميع يعرف أن لـ«داعش» أسلوبه في العمل ليس من بينها حمل الصواريخ على منصات وسط بغداد وبين دور الأهالي بل وفي مناطق بعضها محسومة من حيث الهيمنة على فصائل مسلحة معروفة.

الوزير فؤاد حسين وبعد أن وجد مقدمو البرنامج الثلاثة أنهم عثروا على كنز ثمين حين أعلن أن عدم استهداف الخضراء حاليا لم يكن صدفة وإنما هي عملية «تجميد» مقصودة حاولوا الإلحاح عليه في الكشف عن مزيد من المعلومات بشأن هذا التجميد الذي فضح الكثير مما هو مسكوت عنه وفي مقدمته أن الجهات التي تتبرأ من تهمة إطلاق الصواريخ على الخضراء بعضها على الأقل هي من تقوم بذلك. وبالتالي فإن التجميد إنما تم بموافقة ثلاثة أطراف على الأقل هي: مطلقو الصواريخ الطرف الأول والحكومة العراقية الطرف الثاني وإيران الطرف الثالث. لكن طبقا للمعطيات فإن إيران المسؤولة عن ترتيبات هذه الأوضاع ليست «إيران الدولة» التي حاول ظريف الدفاع عنها في تسجيله الصوتي بل «إيران الثورة» التي يمثلها الآن خليفة سليماني، الجنرال إسماعيل قاآني الذي يزور العراق دائما مثل ظريف أيام كان في أوج مجده قبل التسريب الصوتي. لكن قاآني يأتي دائما في زيارات غير معلنة وأبرزها آخر زيارتين له اللتين جاءتا عقب إطلاق الصواريخ على الخضراء مع بدء تغيير الإدارة الأميركية من جمهورية إلى ديمقراطية.

ومع أن الهدنة التي انعقدت في الزيارة الأولى بقيت هشة فإن الزيارة الثانية قبل أكثر من شهرين هي التي نتجت عنها الهدنة التي لا تزال مستمرة، ويبدو أنها ستكون قابلة للصمود ما دام أن هناك قرارا بالتجميد قد تم التوصل إليه. الأمر الذي قد يكون غير مطلوب إعلانه هو القول بالتجميد، بينما المطلوب دائما هو أن تبقى مثل هذه القضايا مسكوتا عنها حتى لا يتحمل أحد مسؤولية التجميد مع العدو وفي حال انهارت ربما تقع مسؤولية أي استهداف جديد على عاتق الجهة التي خرقت الهدنة.

لذلك فإن استمرار إطلاق الصواريخ على مطار بغداد تحديدا البعيد عن المنطقة الخضراء بل البعيد عن العاصمة نفسها، فضلا عن عدم وجود أميركيين فيه أو بالقرب منه لا يعني سوى شيء واحد وهو إعلان من الجهات التي قد تكون كلها أو بعضها طرفا في الهدنة بأنها موجودة وأنها مستمرة في عملها دون توقف، وأن عدم استهداف الخضراء لا يقع في زاوية التجميد التي أعلنها حسين، وقد تبدو زلة لسان منه، بل هي مجرد عملية تبادل أدوار باتجاه تشتيت عمليات الاستهداف.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

سقوط صاروخين على الأقل قرب مطار بغداد الدولي ولا ضحايا

سقوط صواريخ قرب مطار بغداد الدولي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استهداف مطار بغداد يفضح «تجميد» ضرب «المنطقة الخضراء» استهداف مطار بغداد يفضح «تجميد» ضرب «المنطقة الخضراء»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab