برز في الساعات الماضية تصعيد جديد للأزمة المستعصية بين رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، بعدما حصل السراج، الذي يتجه إلى تعيين قائد عسكري جديد للمنطقة الجنوبية، على دعم مشروط من مدينة مصراتة.
وتحدثت تقارير لوسائل إعلام محلية، أول من أمس، عن عزم السراج التحرك بالتنسيق مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، لمواجهة العملية العسكرية التي دشنها المشير حفتر الأسبوع الماضي لتطهير منطقة الجنوب من "عصابات الجريمة والإرهاب"، عبر تنصيب آمر عسكري للمنطقة العسكرية الجنوبية يكون تابعاً له، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي.
وكان السراج قد وعد لدى اجتماعه مساء أول من أمس، مع وفد من أعيان وشيوخ وقيادات مدينة مصراتة، بأن تعمل حكومته على توفير الإمكانيات لحل المختنقات في مرافق البلديات في مصراتة، وكافة المدن الليبية بطريقة عادلة ومتوازنة. لكن ورغم إشادة الوفد ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، إلا أنه دعا السراج في المقابل إلى كشف المعرقلين لتلك الترتيبات التي تستهدف بسط الأمن وفرض سلطة القانون.
أقرأ يضًا
- السراج يتلقى دعوة لحضور قمة تونس العربية وحالة ترقب بين ميليشيات طرابلس
وقال أعيان مصراتة إنهم طالبوا السراج بضرورة حل التشكيلات المسلحة المعرقلة للإجراءات، الهادفة إلى إقامة الدولة المدنية وتحقيق الأمن والأمان، لكونها تقف وراء عدم تنفيذ ما يلزم من ترتيبات أمنية، وفرض السلطة القانون والتمكين لمؤسسات الدولة، وتسليم للمواقع المتفق عليها مع البعثة الأممية.
وتم أمس إزالة كافة السواتر الترابية في منطقة جنوب طرابلس، على كامل الطريق الرابط بين طرابلس وترهونة، وإعادة فتح الطرقات وعودة الحركة إلى طبيعتها بالمنطقة، عقب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين ميليشيات ما يعرف باسم قوة "حماية طرابلس" الموالية لحكومة السراج، اتفاقا لوقف إطلاق النار مع ميليشيات "اللواء السابع"، المتحدر من ترهونة، والتي خلفت 16 قتيلا وأكثر من 60 جريحا، وفقاً لإحصائية رسمية.
وقالت وكالة الأنباء الموالية لحكومة السراج إنه تم تبادل المحتجزين والجثامين بين الجانبين، في إطار تنفيذ بنود الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في ختام الاجتماعات المشتركة بين وفد مشايخ وأعيان قبائل ورفلة والمجلس الأعلى للمصالحة بطرابلس الكبرى ومشايخ وأعيان ترهونة.
في المقابل، أكدت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني، وجود ما وصفته بانتشار واسع لكتائب الاستطلاع ووحدات التأمين، التابعة لقوات الجيش في مناطق الجنوب الليبي ضمن عملية تطهيره. وقال العقيد ميلود الزوي المتحدث باسم القوات الخاصة في بيان، مساء أول من أمس، إن وتيرة الأمن تتعزز في سبها بعد انتشار الجيش بالمدينة، لافتا إلى أن بعض المناطق أعلنت ترحيبها بالجيش، مثل القطرون وأوباري، في انتظار إعلان سكان مرزق تأييدهم للعملية العسكرية، التي تقوم بها قوات الجيش في المنطقة الجنوبية.
وكان الجيش الوطني الليبي قد اتهم رئيس البعثة الأممية غسان سلامة بأنه أصبح معارضا للجيش وجزءا من الأزمة الليبية. حيث طالب العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، مساء أول من أمس في مدينة بنغازي، سلامة بعدم الانحياز لأطراف معادية للجيش.
وأكد السراج خلال اجتماعه أمس في طرابلس مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا آلن بوجيا، أمس، على أهمية تفعيل ما تم الاتفاق بشأنه من تعاون، ومساهمة الاتحاد الأوروبي في دعم قطاعي الصحة والتعليم خاصة، وعبّر عن تطلعه إلى علاقة شراكة فاعلة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي.
وبحسب بيان لمكتب السراج فقد أكد بوجيا على تطابق وجهات النظر حيال أهمية تفعيل اللجان المشتركة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، معلنا أنه سيعمل على تحقيق ما تم الاتفاق حوله من مشاريع خلال اجتماعات السراج مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني.
وكانت وزارة الداخلية في حكومة السراج أعلنت أول من أمس، عن منح عائلة العقيد الراحل معمر القذافي الأرقام الوطنية بعد تأخر هذا الإجراء لعدة سنوات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
- فتحي باش أغا يدعو إلى دمج ميلشيات طرابلس ضمن الأجهزة الأمنية الحكومية
- قوات حفتر تحقق مع جنود أساءوا إلى مدينة ليبية وتؤكد أنها لن تتساهل في خرق الأمن
أرسل تعليقك