داكار ـ وسيم الجندي
تتواصل حركة نزوح آلاف المسلمين "الروهنغيا" باتجاه بنغلادش هربًا من الاضطهاد التي تمارس في حقهم في دولتهم ميانمار. وقد أظهرت تسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، مواصلة تدفق مئات من مسلمي الروهنغيا من إقليم أراكان غربي ميانمار، ومعاناتهم في عبور نهر "ناف" على الحدود بين ميانمار وبنغلادش.
وظهر في أحد التسجيلات، شخص يقول إن "هؤلاء الناس لا يجدون شيئًا من أجل عبور النهر، إلا أنهم يلقون أنفسهم في النهر، ويغرقون، وهذا يحدث أمام أنظار كل العالم".
وفي غضون ذلك تمنع سلطات ميانمار، وصول المساعدات الإنسانية إلى مسلمي أراكان المشردين والفارين. وفي وقت سابق من الاثنين، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فرار أكثر من 87 ألف من الروهنغيا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم خلال 10 أيام الأخيرة. وقالت كريس ليوا مديرة منظمة "مشروع أراكان" الحقوقية إنها رصدت "قيام الجيش الميانماري والمدنيين الآخرين بجمع جثث الأشخاص الذين يقتلونهم (مسلمي أراكان) ويقومون بحرقها لعدم إبقاء على أدلة وراءهم".
وأضافت ليوا في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن منظمة مشروع أراكان تراقب أحداث العنف في الإقليم. وأكدت أن 130 من مسلمي أراكان على الأقل قتلوا في منطقة سكنية واحدة فقط بمدينة "راثيدوانغ"، إلى جانب مقتل عشرات المسلمين في ثلاث قرى بالمنطقة نفسها. وقالت: إن "القوات الأمنية تقوم بتطويق القرى، ومن ثم إطلاق النار بشكل عشوائي على سكانها". وتابعت: "نرى إن الكثير من البوذيين يقومون بتقديم المساعدة للجيش في الوقت الراهن، مقارنة بأعدادهم خلال أحداث العنف التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي".
وطالبت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان في ميانمار، "يانغي لي"، اليوم الإثنين، مستشارة الدولة في ميانمار، أونغ سان سو تشي، بالتحرك لحماية مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان غربي البلاد من الانتهاكات الأخيرة بحقهم. وفي تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قالت "لي" إنه "ينبغي على أونغ سان سو تشي اتخاذ خطوة في هذا الصدد، وهذه الخطوة تتوقع من كل دولة لحماية جميع من هم تحت حكمها". ووصفت المسؤولة الأممية الأوضاع في إقليم أراكان، بأنها "أسوأ بكثير" من أحداث العنف التي شهدها الإقليم العام الماضي.
وانضمت أفغانستان، أمس الإثنين، إلى المجتمع الدولي في إدانة عمليات "القتل الجماعي" لمسلمي الروهنغيا في أراكان غربي ميانمار. وقالت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان اطلعت عليه الأناضول إن "جمهورية أفغانستان الإسلامية تستنكر بأقوى العبارات المجزرة التي يرتكبها جيش ميانمار ضد مسلمي الروهنغيا".
وأضافت أن "وزارة الخارجية، إذ تدين بشدة الهجمات الوحشية واللاإنسانية التي يرتكبها الجيش، تدعو الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم إلى أن تعير اهتمامًا جديًا إلى الإبادة الجماعية والمذابح بحق المسلمين، والمضطهدين في ميانمار".
وأدان الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أعمال العنف في ميانمار، محذرين من أن "استمرارها يؤدى إلى تصاعد التوتر وتغذية الإرهاب". جاء ذلك خلال لقائهما، الإثنين، على هامش منتدى مجموعة "بريكس" المنعقد في مدينة شيامين بمقاطعة "فوجيان" الصينية، من 3 - 5 سبتمبر/أيلول الجاري، وفق وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، قوله إن السيسي أجرى على هامش مأدبة عشاء عدداً من اللقاءات الجانبية مع رؤساء الدول والحكومات المشاركة في القمة من بينهم بوتين.
أرسل تعليقك