أعلن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن بلاده مستعدة للمضي قدما في الاستثمار في مشروع بمليارات الدولارات مع الأردن، لإيصال مياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت، وهي فكرة كانت مطروحة منذ سنوات.
وذكر موقع "بلومبرغ" الأميركي، أن هنغبي لفت إلى أنه يتوقع موافقة الحكومة الإسرائيلية على "مشروع وصل البحر الأحمر بالبحر الميت" الذي سينقل المياه من البحر الأحمر إلى مركز لتحلية المياه في ميناء العقبة الأردني. وسيتم ضخ المياه الملحية على طول 200 كيلومتر، شمالا إلى البحر الميت، وهو بحر مالح يحده الأردن من الشرق وإسرائيل والضفة الغربية من الغرب. وقال هنغبي إن كل دولة ستتعهد بتقديم 40 مليون دولار سنويا للمشروع لمدة 25 عاما، إذ سيصبح إجمالي المبلغ ملياري دولار على الأقل.
وأشار هنغبي الى أن "المشروع يمكن أن يساعد في التخفيف من النقص الحاد في المياه في الأردن، كما سيتمكن الفلسطينيون من شراء المياه المحلاة بسعر التكلفة، كما يهدف أيضا إلى التخفيف من تبخر مياه البحر الميت، حيث يحصد الأردن وإسرائيل منه على مادة "البوتاسيوم"، ويقومان بنشاطات سياحية، وسيوفر مصنعاً للطاقة الكهرومائية لكلا البلدين".
التوترات الثنائية
واتفقت الجارتان الأردن وإسرائيل، على العمل سوياً في المشروع في عام 2013، لكن التنفيذ تأخر بسبب التوترات السياسية، بما في ذلك تعثر عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ومقتل عاملين من الأردن على يد حارس أمن إسرائيلي في السفارة الإسرائيلية في عمان.
ومن المتوقع أن يستنفد الأردن مصادر المياه العذبة تحت الأرض خلال الأربعين سنة المقبلة، وفقا لمنظمة "ميرسي كوربس" الإنسانية العالمية. وترى إسرائيل التعاون وسيلة لتحسين العلاقات مع الأردن، التي ظلت فاترة على الرغم من معاهدة السلام التي أبرمتها في عام 1994.
وقال هنغبي في مقابلة عبر الهاتف: "هذا أمر مهم للتعاون الإقليمي."، مضيفا:" كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقتنعا بأن السلام له ثمن، وقد وافق على ذلك."
الانتخابات المبكرة
وتأتي تعليقات هنغبي بعد إسبوع من دعوة نتنياهو لانتخابات مبكرة، حيث سيجري التصويت من يناير/ كانون الثاني إلى أبريل/ نيسان.
وجعل رئيس الوزراء تحسين العلاقات مع العالم العربي أولوية خلال فترة ولايته الماضية، ولكن هنغبي نفى أن قرار إسرائيل بشأن مشروع المياه مرتبط بالانتخابات، قائلا إنه "جاء بعد شهر من المحادثات التي دارت في الكواليس مع نظيره الأردني"، موضحا أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، كان مشاركا في المفاوضات.
وأوضح هنغبي:" يعد هذا أكبر مشروع مشترك في الشرق الأوسط بين إسرائيل ودولة عربية."، مضيفا:"يعاني الأردن من مشكلات خطيرة في المياه، وتريد إسرائيل في الحفاظ على استقرار الأردن، فهي الدولة التي لها أطول حدود معنا."
وأشارت دراسة للبنك الدولي عن المشروع في عام 2014 ، إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، ستعاني المنطقة القريبة من البحر الميت مزيداً من الشقوق الطينية والانهيارات الأرضية التي ستؤثر على النظم البيئية الأرضية والمائية والسياحية والصناعة الكيميائية، حيث ينخفض مستوى البحر بأكثر من متر في العام.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
- تل أبيب تحتج على دوس الوزيرة الأردنية جمانة غنيمات على العلم "الإسرائيلي"
- الاتحاد الأوروبي يطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف "التحريض والإجراءات المعادية"
أرسل تعليقك