مخاوف من تدخل غربي في دول أميركا اللاتينية بعد تبرير القتال في سورية
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

عقب تصريح ترامب بأن المكسيك "غير قادرة" على إيقاف المهاجرين

مخاوف من تدخل غربي في دول أميركا اللاتينية بعد تبرير القتال في سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مخاوف من تدخل غربي في دول أميركا اللاتينية بعد تبرير القتال في سورية

مجلس الأمم المتحدة
واشنطن - يوسف مكي

أصبح المعيار القانوني الذي تروّج له الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وحلفاؤها لتبرير العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، مصدر قلقٍ لدى دول أميركا اللاتينية التي تخشى أن يتم استخدام نفس المعيار في النهاية لتبرير التدخل في بلادها. في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة المكسيكية جهدًا كبيرًا في الأمم المتحدة لتوفير مزيد من الشفافية للمبررات القانونية الرسمية التي قدمتها القوى الغربية للعمليات العسكرية في سورية وأماكن أخرى.

وازداد القلق في أميركا اللاتينية بسبب خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير والذي اتهم فيه القوات المسلحة المكسيكية بأنها "غير قادرة أو غير راغبة" في إيقاف المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الأميركية. وفي مارس / آذار قال إنه يفكر "بجدية بالغة" في وصف عصابات المخدرات المكسيكية بأنها منظمات إرهابية.

وتقول دول أميركا اللاتينية إن أحد أهم المسائل في القانون الدولي التي يجب النظر إليها هي متى يجوز شن حرب على أراضي بلد آخر بواسطة مجموعة من القوى العسكرية، دون جدال عالمي.

وقدمت الدول المشاركة في حملة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من العمليات العسكرية الأجنبية رسائل لتبرير ما تقوم به إلى الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن ذلك نوعًا من الدفاع عن النفس ضد تهديد الإرهاب بالاضافة إلى انه في العديد من الحالات تكون حكومات الدول المعنية "غير راغبة" أو "غير قادرة" على التعامل مع ذلك التهديد. 

من جانبه قال المستشار القانوني لبعثة الأمم المتحدة المكسيكية ، بابلو أروشا أولابويناغا: "إن الدول المشاركة في العمليات العسكرية لا تزال تجادل بأن حكومات تلك الدول غير راغبة أو غير قادرة على استخدام القوة ضد الجماعات الإرهابية ، وهي حجة تستخدمها إلى حد كبير عدد قليل من الدول الغربية."

اقرأ ايضًا:

بومبيو يؤكد الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بمعلومات استخبارية

ويضيف أولابوينغا أن عدم وجود رد متضافر حتى الآن ضد استخدام مثل هذه الحجج للدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة يجب ألا يفسر على أنه "موافقة" لمثل هذه التصرفات، بل هو انعكاس لنقص الشفافية في منظومة الأمم المتحدة.  

ويشدد أولابوينغا على أن المخاوف مشتركة على نطاق واسع في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، ففي شهر أكتوبر الماضي ، أصدر 33 دولة ممثلة بجماعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ، بيانًا أثار القلق بشأن زيادة رسائل المادة 51 التي يتم إرسالها إلى مجلس الأمن لتبرير استخدام القوة في عمليات مكافحة الإرهاب.

وقالت بولينا ستارسكي ، الباحثة في معهد ماكس بلانك في هايدلبرغ: "من المهم بطبيعة الحال ما إذا كانت تلك الدول تنقل ادعاءاتها بشأن التبريرات علانية أم أنها تحجبها، هذا سبب آخر للشك فيما إذا كانت حجة أن حكومات الدول غير راغبة أو غير قادرة على مواجهة التهديدات يمثل تفسيرًا دقيقًا للمادة 51".

وخلال فبراير / شباط، زعم وزير الخارجية الأميركي ، مايك بومبو ، أن هناك "خلايا نشطة" لحزب الله في فنزويلا ، وأعلن: "لدينا التزام بالتصدي لهذا الخطر الذي يواجه أميركا".

يعود تطور مبدأ "حكومات الدول الغير راغبة أو غير قادرة على مواجهة التحديات" إلى "الحرب العالمية على الإرهاب" التي شنها جورج دبليو بوش، وبعد الفشل في الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على معيار قانوني لتبرير العمليات العسكرية الأجنبية ، عقد جون بيلينغر ، المستشار القانوني لوزارة الخارجية السابق، اجتماعًا عام 2007 مع محامي الأمن القومي من المملكة المتحدة وأستراليا وكندا وعدد قليل من الحلفاء المقربين في أكاديمية وست بوينت العسكرية.

وصاغت "مجموعة ويست بوينت" مجموعة من المبادئ ، بما في ذلك مبدأ "عدم رغبة الحكومات او عدم قدرتها" لمواجهة التحديات ، لدعم استخدام مبررات المادة 51 للدفاع عن النفس لاستخدام القوة والتدخل العسكري، لا سيما ضد مجموعات غير حكومية في الشرق الأوسط.
وعندما قام جي جونسون ، المستشار العام في البنتاغون في إدارة أوباما ، بتجميع مذكرة لتبرير الغارة على مجمع أسامة بن لادن في أبوت آباد في عام 2011 ، قيل إنه استفاد من عمل مجموعة ويست بوينت في الجدال المثير بأن باكستان "غير راغبة أو غير قادرة" على التعامل مع بن لادن نفسه.

وحدد المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية البريطانية ، السير دانييل بيت لحم ، مجموعة مماثلة من المبادئ في مقال نشر عام 2017 للمجلة الأميركية للقانون الدولي. واستشهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالمادة 51 كمبرر للتدخل العسكري الفرنسي في مالي في عام 2013. 

وعلى مدار السنوات الخمس الماضية ، احتجت معظم الدول الـ 13 بحق الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة لشن هجمات على مجموعات تُعتبر تهديدات إرهابية معظمهم في سورية دون موافقة حكومة دمشق.

وقال ريتشارد غوان ، مدير الأمم المتحدة في الأزمة الدولية: "هناك شعور بأن مجلس الأمن والقانون الدولي عمومًا قد فشلا بشكل كبير في قضية سوريا ، حتى أن منتقدي السياسة الأميركية قد يفهموا لماذا تصرفت الولايات المتحدة بهذه الطريقة، لكن هناك قلق متزايد بشكل عام من أنه مع توقف مجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة ، فإنه يمنح الولايات المتحدة وغيرها مهلة للتعليق الدائم على المادة 51 والحملات العسكرية."

واعترف دبلوماسي من أميركا اللاتينية بخطورة التحديات التي يواجهها القانون الدولي في سورية، لكنه قال إنه ينبغي أن يحيل مجلس الأمن القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لحلها ، بدلاً من حل الأسباب القانونية المفتوحة للتدخل العسكري.

قد يهمك أيضاً :

ؤتمر منظمة الفاو الإقليمي لأفريقيا يختتم أعماله في الخرطوم

منظمة "الفاو" تعلن أن 224 مليون شخص أفريقي يعانون من سوء التغذية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف من تدخل غربي في دول أميركا اللاتينية بعد تبرير القتال في سورية مخاوف من تدخل غربي في دول أميركا اللاتينية بعد تبرير القتال في سورية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 03:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

11 قتيلا وعشرات الجرحى إثر حادث دهس في سوق بألمانيا

GMT 08:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح يروى صفحات من قصة نجاحه على المسرح الكبير

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab