بدأت القوات العراقية، عمليات تحرير قضاء راوة من تنظيم "داعش"، فيما نفذت القوات عملية عسكرية لمطاردة التنظيم في منطقة الرطبة غرب العراق، في وقت أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن الأخير بحث مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال لقاء جمعهما سبل حل الخلافات والقضايا العالقة بين بغداد وأربيل عبر تدعيم الحوار وفق الدستور.
وأعلن المقدم الركن أحمد الدليمي، انطلاق عمليات تحرير قضاء راوة (320 كلم غرب بغداد)، من قبضة عناصر تنظيم "داعش". وقال إن الجيش العراقي والحشد العشائري أطلقوا، السبت، عمليات تحرير قضاء راوة "لتحريره من (داعش)، من ثلاثة محاور لإنهاء سيطرة (داعش) على آخر معاقله في العراق".
وأضاف أن "المعركة انطلقت من ثلاثة محاور الشمالي من مفرق راوة، والجنوبي من مناطق راوة القديمة، والشرقي من المناطق الصحراوية بإسناد جوي عراقي". وأوضح أن "القوات العسكرية عازمة على استعادة القضاء بوقت قياسي، وطرد الإرهابيين المتطرفين منه، وإعلانه محرراً من قبضتهم". وكان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن، الجمعة، "تحرير قضاء القائم من سيطرة تنظيم داعش في فترة قياسية".
وصرح قائد عمليات تحرير غرب الأنبار، الفريق الركن عبدالأمير رشيد يار الله، بأن القوات العراقية نفذت، أمس، عملية عسكرية لمطاردة تنظيم داعش في منطقة الرطبة. وقال في بيان "إن قيادة عمليات الأنبار تنفذ عملية نوعية واسعة، لتطهير وتفتيش جميع المناطق من الأنبار باتجاه الرطبة، ومن الرطبة باتجاه الحدود الإدارية لمدينة كربلاء، وجميع المناطق المحيطة بالرطبة". وأضاف أن العملية تأتي "بالتزامن مع اقتحام قواتنا البطلة مناطق السعدة والكرابلة وحصيبة، والتي أنجزت مهامها بتحرير كامل مناطق جنوب نهر الفرات، وإكمال تحرير قضاء القائم، والوصول إلى الحدود الدولية".
وقال "اشتركت بالعملية جميع قطعات قيادة عمليات الأنبار، وفوج من شرطة طوارئ الأنبار وحشد الأنبار، وجميع المديريات والوكالات الاستخبارية العاملة بالقطاع، ما أسفر عن تدمير 15 معسكراً للمتطرفين بإسناد طيران الجيش الأبطال وتدمير 10 أوكار تستخدم من قبل المتطرفين ، لشن الهجمات على الطريق، وتحرير 40 قرية ومطار الرطبة الجنوبي ومطار الرطبة الشمالي".
وتقترب القوات العراقية والسورية بشكل متزامن على جانبي حدوديهما، في سعيهما إلى إطباق الخناق على تنظيم داعش.
ومساء السبت، وجّه الطيران السوري غارات مكثفة على مواقع داعش في البوكمال التي باتت آخر معاقل للتنظيم في سوريا.
وأعلن ناشطون سوريون رصد دخول سيارات تحمل عناصر من تنظيم داعش إلى مدينة البوكمال السورية قادمة من قضاء القائم. وهو ما دفع فصائل في الحشد الشعبي لإعلان استعدادها لمطاردة داعش داخل الاراضي السورية.
وأكد العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، لـ(فرانس برس) وجود تنسيق مع الجيش العربي السوري. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري قوله إن"التنسيق موجود من غرفة العمليات المشتركة السورية الروسية العراقية الإيرانية في بغداد".
وتمكنت القوات المشتركة، يوم الجمعة، من تحرير مركز قضاء القائم الحدودي بعد ساعات قليلة من بدء عملية الاقتحام. وقال قائد عمليات تحرير غرب الانبار، الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله إن"قيادة عمليات الانبار نفذت عملية نوعية واسعة لتطهير وتفتيش المناطق كافة من الأنبار باتجاه الرطبة ومن الرطبة باتجاه الحدود الإدارية لمدينة كربلاء وجميع المناطق المحيطة بالرطبة، بالتزامن مع اقتحام قواتنا البطلة مناطق السعدة والكرابلة وحصيبة التي أنجزت مهامها بتحرير كامل مناطق جنوب نهر الفرات وإكمال تحرير القائم والوصول الى الحدود الدولية".
وأضاف يارالله، في بيان له السبت، إن"جميع قطعات قيادة عمليات الانبار وفوج من شرطة طوارئ الانبار وحشد الانبار وجميع المديريات والوكالات الاستخبارية العاملة بالقاطع اشتركت بالعملية". وأشار قائد عمليات غرب الانبار الى ان"العملية أسفرت عن تدمير 15 معسكراً للمتطرفين بإسناد طيران الجيش الأبطال، وتدمير 10 أوكار تستخدم من قبل الإرهابيين لشن الهجمات على الطريق". وأوضح يار الله ان"عدد المناطق المحررة بلغ 40 قرية، ومطار الرطبة الجنوبي، ومطار الرطبة الشمالي، لتبلغ المساحة الكلية المحررة 20000 كم".
وبعد يوم من إعلان تحرير مركز مدينة القائم، أعلن المرصد السوري المعارض أنّ اشتباكات عنيفة تدور بين تنظيم داعش من جهة وعناصر الحشد الشعبي من جهة أخرى على محاور قرب الحدود السورية العراقية.
وذكر المرصد، في بيان له السبت، أن"الاشتباكات وقعت عند منطقة الهري الحدودية، في الريف الشرقي لدير الزور، بعد تمكن قوات الحشد الشعبي من السيطرة على قضاء القائم المقابل لمدينة البوكمال في الجانب السوري"، مشيراً إلى ان"الاشتباكات ترافقت مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية".
وأضاف المرصد السوري، بحسب وكالة رويترز، ان"ضربات جوية استهدفت مناطق في ريف دير الزور الشرقي، قرب الحدود السورية العراقية، بالتزامن مع قصف مدفعي طال المنطقة"، مبيناً أن"القوات العراقية والحشد الشعبي المرافق لها، عمدت إلى قصف بلدة الباغوز الواقعة قبالة مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، ما تسبب بأضرار مادية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية".
ولفت المرصد الى دخول سيارات تحمل عناصر من تنظيم داعش، قادمة من منطقة القائم والمعبر الحدودي الواصل إليها، بعد تمكن القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي المرافقة لها من السيطرة على المعبر، ودخولها إلى منطقة البوكمال وباديتها، على متن آليات وعربات وصلت إلى مناطق سيطرة التنظيم فيها.
وفي هذا السياق، قال جعفر الحسيني، المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق، إن قواته التي تقاتل التنظيم قرب الحدود مع سوريا، ستقاتل التنظيم أيضا في بلدة البوكمال السورية الحدودية.جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الحسيني يوم الجمعة لقناة الميادين. وأضاف الحسيني أن قوات المقاومة العراقية ستشارك في المعركة ضد داعش في البوكمال السورية،لأنها تقع على الحدود مع العراق.
وبيّن القيادي في كتائب حزب الله ان"البوكمال السورية تحت مرمى صواريخ القوات العراقية في مدينة القائم ووجود قواتنا على حدود البوكمال سيكون محورا جديدا في مواجهة داعش".
من جهته، أكد الكولونيل راين ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي، أن"قيادات داعش تترك أتباعها للموت أو للقبض عليهم في تلك المناطق". وأضاف ديلون لـ(فرانس برس)، ان العناصر الذين يتمكنون من الهروب "يختبئون في صحراء" وادي الفرات الأوسط، التي كانت على مدى سنوات خلت معبراً للتهريب ودخول الإرهابيين وغيرهم من المقاتلين المتطرفين.
إلى ذلك، أعلن السفير العراقي لدى السعودية، رشدي العاني، أن منفذ "جديدة عرعر"، الذي يربط المملكة مع العراق، مفتوح رسمياً، مشيراً إلى أن هناك صيانة في الجانب العراقي ستكتمل خلال أيام قليلة، وستبدأ الشاحنات بالدخول إلى العراق عن طريقه، وستكون البداية بساحة جمركية للتبادل التجاري بين البلدين.
وأوضح أنه يجري العمل على تحضير دخول السعوديين إلى العراق، بعد أن يصبح الطريق إلى بغداد سالكاً وآمناً، لافتاً إلى أن تلك الخطوة تواجه بعض الصعوبات على المستويين الفني والإداري.
وتحدث السفير عن منفذ "جميما" من جهة مدينة رفحاء، قائلاً إن "المنفذ يحتاج لبناء من الجانبين، والقرار صدر بفتحه، والعمل مستمر لإنشاء المجمعين الحدوديين بين السعودية والعراق، وحينما يتم الانتهاء منهما ستباشر الدوائر المعنية عملها في المنفذين".
وعن التبادل التجاري بين البلدين، أكد العاني أن "هناك وفوداً رسمية من البلدين ستصل إلى الرياض وبغداد، مثل وفد رجال الأعمال العراقي برئاسة وزير التجارة، إضافة إلى وفود رسمية على مستوى الوزراء، سيعلن عنها في حينه".
وتحسنت العلاقات السعودية العراقية، خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد توتر على مدى أكثر من ربع قرن، حيث زار رئيس وزراء العراق حيدر العبادي المملكة مرتين أخيراً، وعادت الرحلات الجوية بين البلدين، وأعيد العمل إلى معبر عرعر البري بينهما.
بالمقابل أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري ان الأخير بحث مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال لقاء جمعهما سبل حل الخلافات والقضايا العالقة بين بغداد واربيل عبر تدعيم الحوار وفق الدستور.
وذكر المكتب في بيان انه "جرى خلال اللقاء بحث اخر التطورات على المستويين السياسي والامني، ومعطيات مرحلة ما بعد داعش بعد ان اوشك العراق على انهاء وجود هذه العصابات الارهابية على ارضه، والانتصارات المهمة التي حققتها قواتنا الامنية البطلة في مناطق غرب الانبار والتي كان اخرها تحرير قضاء القائم والذي يعد ايذانا بانتهاء الارهاب في العراق".
وأضاف البيان ان "الجانبين اتفقا على اهمية استغلال كل الفرص والامكانيات من اجل تدعيم الامن والاستقرار في البلاد ووضع جدول زمني محدد لإعادة النازحين الى مناطقهم، وتفعيل عوامل التنمية الاقتصادية والاهتمام بالمستوى المعيشي والخدمي للمواطنين". وأشار البيان الى ان "اللقاء تناول سبل حل المشاكل وانهاء الازمات وخصوصا الازمة بين حكومة المركز والاقليم عبر تدعيم الحوار واحترام الثوابت الوطنية وتحكيم الدستور في كل القضايا العالقة". وتابع البيان ان اللقاء اختتم بتأكيد رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء على ضرورة فتح آفاق جديدة من التعاون مع دول الجوار والدول الاقليمية بما يعزز الواقع الاقتصادي للعراق ويقوي اواصر حسن الجوار".
أرسل تعليقك