غزة - ناصر الاسعد
نجا رئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطينية رامي الحمدالـله ورئيس المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، من محاولة اغتيال استهدفت موكبهما صباح الثلاثاء قرب بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وعلمت مصادر صحافية أن أجهزة الأمن اعتقلت عددًا من المشبوهين، وأن التحقيقات الأولية معهم أشارت إلى أن وراء الجريمة سلفيين متشددين أو عملاء لأجهزة الأمن الإسرائيلية. وكان لافتًا تمسُّك الأطراف كافة، من السلطة الفلسطينية إلى حركة "حماس" والوفد المصري الموجود في غزة، بالمصالحة التي يعتقد أنها كانت هدفًا لهذه "الجريمة".
وتضاربت المعلومات في شأن طبيعة الانفجار بعدما أصابت شظاياه آخر سيارتيْن في موكب الحمدالـله، لكنه واصل طريقه إلى شرق جباليا شمال القطاع، حيث افتتح محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي. وقالت المصادر إن شخصيْن على الأقل يستقلان دراجات نارية، ألقيا قنابل يدوية على الموكب أثناء مروره بسرعة قرب بلدة بيت حانون. وأضافت أن قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، التي تديرها حركة "حماس" في القطاع، اعتقلت أحد المهاجميْن وأخضعته للتحقيق، لافتة إلى أن قادة الحركة يشعرون بغضب وحرج شديديْن.
واستبعدت أن يكون للحركة ضلع في محاولة الاغتيال، مرجحة أن يكونا عملاءً لإسرائيل يقفون خلفها، فيما رجحت مصادر أخرى تورط عناصر متشددة، أو متضررة من المصالحة، بهدف الإجهاز على أي أمل بإنهاء الانقسام، وأعلن المدير العام لقوى الأمن في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم (حماس) أن فرق التحقيق باشرت عملها عقب محاولة الاغتيال، مشيرًا إلى أنه أجرى ثلاث جولات في المكان منذ الاثنين شخصيًا لتأمين الطريق، وأن الحادث لا يخدم إلا الاحتلال.
ودان الوفد الأمني المصري محاولة استهداف موكب الحمدالله، مؤكدًا بقاءه في قطاع غزة. وشدد في بيان على استمرار الجهود المصرية في إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، مثمنًا موقف الحمدالـله الذي اعتبر أن الحادث لن يزيده إلا إصرارًا على إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة.
ودانت الرئاسة الفلسطينية بشدة الهجوم الجبان، وحمّلت في بيان "حماس" المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الغادر الذي يستهدف الجهود والخطوات التي يقوم بها الرئيس محمود عباس من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مؤكدة أن من نفذ الهجوم يخدم مباشرة أهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي، صاحبة المصلحة الرئيسة بتكريس الانقسام واستمراره. وأكدت عزم عباس على عقد سلسلة اجتماعات خلال الأيام القليلة المقبلة لأخذ القرارات المناسبة بشأن هذا التطور الخطير... وإصراره على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
ورأت أن الهجوم محاولة يائسة تصب في مصلحة الذين يسعون في هذه المرحلة الخطيرة إلى تصفية القضية الفلسطينية.واعتبر الحمدالله أن استهداف موكبه لا يمثل الوطنية الفلسطينية، وهو عمل جبان لا يمثل شعبنا، ولا أهلنا في غزة. وقال فور وصوله إلى مقر مجلس الوزراء في رام الله بعد ظهر الثلاثاء "تم استهدافنا بعبوات مزروعة بعمق مترين، وأصيب 7 من الحرس، وهم يعالجون الآن في المستشفيات في رام الله". وأكد أن الحادث لن يمنعنا من إتمام عملنا في غزة واستكمال المصالحة، وسنبقى نعمل حتى نعود إلى غزة، ونتوحد، ولن يكون وطن من دون غز"
وحذَّر الحمد الـله خلال افتتاحه محطة معالجة الصرف الصحي من المؤامرة الكبيرة ضد المشروع الوطني، مطالبًا "حماس" بعدم السماح بتمريرها. ووجه خطابه للمجتمعين في البيت الأبيض للبحث في إيجاد حلول إنسانية للأوضاع المأسوية في قطاع غزة، قائلاً: اليوم (الثلاثاء) يعقد اجتماع في واشنطن. نحن لسنا ضد أي مشروع لقطاع غزة، لكن يجب أن يمر من خلال الحكومة، وألا يرتبط بأي مشروع سياسي.
وأدان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية استهداف موكب الحمدالله وفرج، داعيًا حركة "فتح" إلى عدم التسرع في اتهام "حماس"، و التحلي بالمسؤولية الوطنية ومغادرة مربع المناكفة وتوزيع التهم جزافًا. وأفاد مكتبه بأنه شدد خلال تواصله مع الوفد الأمني المصري، على أن عملية التفجير تستهدفنا جميعًا، ويجب أن تزيدنا إصرارًا وتمسكًا بخيار المصالحة».
والتقى هنية مساء الثلاثاء وفدًا رفيع المستوى من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للبحث في تداعيات استهداف الموكب. وقبل ذلك، أجرى هنية اتصالًا هاتفيًا مع الحمدالـله وفرج للاطمئنان عليهما، واتفقا على أن الاحتلال وأعوانه يتحملون المسؤولية عن الهجوم. واعتبر فرج أن من السابق لأوانه تحميل أي جهة المسؤولية عن الهجوم.
أرسل تعليقك