تونس ـ ماه حياة الغانمي
تعهدت الأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب في رأس الجبل، بالبحث في قضية "تمجيد الإرهاب والإشادة بجرائمه"، وذلك إثر العثور على عبارة شهيد على حجر من الرخام، على قبر المتطرف عبد الوهاب حميد، في مقبرة عوسجة، في غار الملح. وقُتل عبد الوهاب حميد، برصاص وحدات الجيش الوطني رفقة سفيان بن عمر، خلال أول عملية جدت في تونس، والتي تعرف بأحداث "الروحية"، وذلك إثر مطاردة ثلاث سيارات مشبوهة، تسللت إلى التراب التونسي عبر الحدود الجزائرية قبل أن يتسلل اثنان من الإرهابيّين إلى منطقة وادي الروحية من عمادة الهرية الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة الروحية، وبمحاولة فرارهم نحو مكثر، انطلاقًا من محطة سيارات الأجرة في الروحية تفطّن إليهم "سمسار" المحطة، لتنطلق المواجهات والاشتباكات بين عناصر من الجيش والحرس الوطنيين بعد فرارهما إلى منطقة وادي الروحية، مما أدى إلى مقتل المقدم في الجيش الوطني الطاهر العياري، الذي قاد التعزيزات والرقيب أول بالجيش وليد الحاجي.
ويعتبر عبد الوهاب حميد من أخطر العناصر المتطرفة، التي تم القضاء عليها، وهو مولود في 14 ديسمبر/كانون الأول 1964، في منطقة عوسجة من ولاية بنزرت هاجر للعمل في الخارج، أين انضم منذ أعوام عديدة للسلفية المتطرفة، منذ كان في المهجر ثم انشق عن الحركة التي انتمي إليها وتوجه إلى أفغانستان ليصبح أميرًا للجماعة المسلحة في أفغانستان، ثم توجه نحو العراق حيث تلقى تدريبات ثم استقر في الجزائر.
وبعد سنوات استقطب مجموعة من الإرهابيين وأطلق على نفسه صفة أمير جماعة، وقرر التسلل رفقة عدد من أتباعه، بعد الثورة إلى تونس مستغلًا الانفلات الأمني في تلك الفترة، ثم أرسل مجموعة منهم إلى الجنوب وكان ينوي قيادة مجموعة إلى الشمال، غير أنه سقط قتيلا برصاص الجيش التونسي في الروحية.
وسبق لوحدات الحرس الوطني في جندوبة إلقاء القبض على الطيب القضقاضي والد الإرهابي كمال القضقاضي، وتم" إيقاف صاحب محل لصقل الرخام، و ذلك بسبب كتابة عبارة "الشهيد" كمال القضقاصي علي الرخامة التي تم تركيزها في قبر الأخير في مقبرة سيدي العربي في وادي مليز، و كمال القضقاضي هو المتهم الرئيسي باغتيال الشهيد شكري بلعيد، وقد تمّ القضاء عليه خلال مواجهات مع الشرطة برواد في شهر يناير/كانون الثاني 2014، وقضت المحكمة بالسجن لمدة سنة على والد القضقاضي بتهمة تمجيد الإرهاب. وانتبهت منذ أشهر فقط وحدات من الحرس الوطني ببن قردان إلى تواجد قطعة رخام على قبر الإرهابي نزار نوار الذي قام بعملية متطرفة، استهدفت سياح أجانب في معبد الغريبة في جزيرة جربة سنة 2002، تحمل كلمة "شهيد" في مقبرة الصياح في مدينة بن قردان.
وبعد مراجعة وكيل الجمهورية في مدنين، اذن بفتح تحقيق في الحادثة والطرف المسؤول عن وضعها، كما تبين أن عائلة الإرهابي نزار نوار تقطن في فرنسا، وغادرت تونس منذ 4 أشهر.
أرسل تعليقك