غزة ـ ناصر السعد
تعيش غزة على حافة الهاوية قبل احتجاجات السبت، في إطار ذكرى الاحتفال بالمظاهرات الحاشدة على طول الحدود، بعد مرور نحو عام أطلق فيه الجنود الإسرائيليون النار على آلاف الأشخاص، وكشفت إحصائيات الأمم المتحدة والتي اتهمت القناصة الإسرائيليين بإطلاق النار عمدا على المدنيين عن أعداد جديدة من الضحايا، وهو ما يعكس الأثر المدمر للقتال، حيث قُتل 194 فلسطينيا بينهم 41 طفلا في المظاهرات الأسبوعية، وأصيب ما يقرب من 29 ألف شخص ربعهم مصاب بطلق ناري، وفي الفترة نفسها قُتل جندي إسرائيلي واحد.
تأتي ذكرى التظاهرات في وقت تصاعد فيه التوتر، حيث أطلقت حركة "حماس" التي تحكم غزة صواريخ على الأراضي المجاورة، وخاضت إسرائيل وحركة حماس معارك عدة في العام الماضي في أعقاب التظاهرات المميتة التي حدثت قرب السياج، ومن المقرر أن تجري الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل/ نيسان المقبل، وتزداد الدعوات المحلية لتوجيه ضربة حاسمة ضد حماس، بالإضافة إلى المطالبة باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات التي تصفها إسرائيل بأنها "أعمال شغب عنيفة"، وقام الإسرائيلية بجانب حرق الإطارات بإحراق الحقول الإسرائيلية وإطلاق الطائرات الورقية والبالونات المحملة بعبوات بنزيق ومواد حارقة.
ويعود قادة الاحتجاجات بما في ذلك حماس قطاع غزة كاملا إلى الإغلاق من أجل المشاركة في تظاهرة بعد ظهر السبت، وحذروا في بيان المشاركين بهدف الحفاظ على المظاهرات بشكل "سلمي وشعبي"، وجاء في البيان "ندعو شعبنا وبخاصة الشباب إلى توخي أقصى درجات الحذر، والحرص من قناصة العدو المجرمين".
اقرأ ايضًا:
وفدٌ أمني مصري يُطلع قيادة "حماس" على تقدّم جهود "وقف النار"
تأتي المظاهرة باسم "مسرة العودة العظيمة" بغرض رفع الحصار عن سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة مع الضغط من أجل الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ويعتبر معظم سكان غزة من اللاجئين، حيث طُرد أحفادهم من ديارهم في إطار الحروب التي أحاطت بقيام دولة إسرائيل عام 1948.
وبدأت المسيرات بأحداث تشبه المهرجانات بما في ذلك رقص الدبكة التقليدي والوجبات العائلية، فيما ألقيت الصخور وقنابل البنزين وكانت هناك محاولات لخرق السور من خلال قطع الأسلاك، وفي ظل ارتفاع أعداد القتلى أفادت تقارير بأن أشخاص حاولوا إلقاء عبوات ناسفة عند الحاجز.
ووصفت إسرائيل التظاهرات منذ اليوم الأول باعتبارها "تجمعا إرهابيا عنيفا منظما جيدا"، وهو الوصف الذي اختلف عليه محققو الأمم المتحدة، ولم تغير إسرائيل سياستها تجاه إطلاق النار الحي على الرغم من الغضب الدولي، ويعتبر السبت هو يوم الأرض في ذكرى قتل إسرائيلين لستة متظاهرين عرب غير مسلحين عام 1976 كانوا يتظاهرون ضد مصادرة الأراضي في شمال إسرائيل.
وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" أن الآلاف الذين أطلقت القوات الإسرائيلية النيران عليهم تم التخلي عنهم حاليا، وأضافت المنظمة "يتلقى المصابون القليل من الرعاية الصحية أو المساعدة من السلطات الفلسطينية العالقة في مأزق سياسي بالفعل، في ظل وجود نظام صحي دمره الحصار الإسرائيلي المستمر لأكثر من عقد، ولا تعتبر إصابات الأشخاص جرح بسيطةن لكنها جرح كبيرة حيث فقد بعضهم أطرافهم وتحطمت عظام بعضهم".
وقد يهمك ايضًا:
قوات الاحتلال الإسرائيلي تصيب عددًا من الفلسطينيين شرق غزة
الأمم المتحدة تعلن أن إسرائيل قتلت 35 طفلا فلسطينيا واثنين من الصحفيين خلال احتجاجات 2018
أرسل تعليقك