محتجون يطالبون الحكومة السودانية بالتراجع عن اتفاق السلام
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

بعد إغلاق ميناء "بوتسودان" لليوم الرابع

محتجون يطالبون الحكومة السودانية بالتراجع عن اتفاق السلام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محتجون يطالبون الحكومة السودانية بالتراجع عن اتفاق السلام

الحكومة السودانية
الخرطوم - العرب اليوم

لم تمر ساعات على التوقيع النهائي على اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية في السودان والجبهة الثورية التي تضم العديد من الحركات المسلحة، حتى اندلعت الاحتجاجات والإضرابات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان رفضا للاتفاق وبشكل خاص مسار الشرق.وطالب المحتجون الحكومة بالتراجع عن الاتفاق، فهل يتراجع المحتجون ويقومون بفتح ميناء بورتسودان أم تتراجع الحكومة عن الاتفاق؟.

عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني جلسة طارئة، أمس الثلاثاء،  لبحث تطورات الأوضاع في شرق السودان وتداعياتها على الأمن الوطني والاقتصاد القومي للسودان.

ذكرت ذلك وكالة الأنباء السودانية "سونا"، أن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي ترأس الاجتماع، الذي عقد في القصر الجمهوري بحضور رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.وقالت الوكالة: "في مستهل الجلسة ترحم الاجتماع على روح الشهيد ملازم أول شرطة بدوي يوسف عبد الله والذي استشهد في أحداث هيا بشرق السودان".وقال اللواء ياسين إبراهيم، وزير الدفاع، في تصريح صحفي، إن الاجتماع ناقش الأحداث في الشرق وتلقى تنويرا أمنيا من الأجهزة المختصة.

ولفت إلى أن الاجتماع أكد أن شرق السودان يعاني من مشكلات متجذرة، لافتاَ إلى أن حلها لا ينبغي أن يكون بهذه الطريقة المتبعة، مشيرا إلى أن المجلس اتخذ قرارات َواضحة فيما يتعلق بحرية التظاهر والاعتصام على أن لا تكون على حساب المرافق الحيوية الهامة مثل إغلاق الطرق القومية والموانئ لتأثيرها المباشر على الاقتصاد القومي وعلاقات السودان الخارجية.

وقال وزير الدفاع إن "المجلس أكد على تكوين لجان لمعالجة قضايا شرق السودان، كما قرر  تكوين لجنة تحضيرية برئاسة الفريق مهندس إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة الانتقالي للإعداد للمؤتمر التشاوري الدستوري الجامع لمواطني شرق السودان بشأن اتفاقية السلام التي تم توقيعها بجوبا مؤخراَ".

الاتفاق لا يمثلني

وقال القيادي في لجان المقاومة السودانية فتحي إبراهيم، إن الأوضاع في ولاية البحر الأحمر والتي وصلت إلى إغلاق بورتسودان وقطع بعض الطرق، جاءت في اليوم التالي للتوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية، حيث يرى المحتجون أن توقيع مسار الشرق في الاتفاق لا يمثلهم، وأن الموقعين لا يمثلون السكان الأصليين في تلك المناطق التي تسيطر عليها بنسبة كبيرة قبائل البجا.

وأضاف لـ"سبوتنيك"، يطالب المحتجون بإلغاء الاتفاق الذي تم التوقيع النهائي عليه بداية هذا الأسبوع لأنه غير عادل ولا تمثل الشرق وقبائل "البجا" بشكل خاص، وهي التي تقوم بعمليات التصعيد، حيث أن البجا ومعها بعض القبائل يمثلون الأغلبية من السكان، كما أن هناك قبائل كبرى أخرى تسكن الشرق مثل البني عامر، لكن البني عامر لها جذور مشتركة مع إريتريا.

وأشار إبراهيم إلى أن سبب تفجر الأزمة الراهنة يرجع إلى قيام الحكومة بتعيين والي من البني عامر وتجاهل البجا، ما دفعهم لتلك الاحتجاجات مرددين "لا نقبل أن يحكمنا إرتيري" في إشارة إلى جذور البني عامر في إريتريا، مشيرا إلى أن ميناء بوتسودان مازال محاصرا من جانب البجا، لكنهم قاموا بفتح الطرق.

ولفت القيادي في لجان المقاومة، إلى أنه سوف يحدث انفجار داخلي قريبا في عموم البلاد، وهذا ناتج عن تفاقم الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق حتى في ظل حكومة البشير، فما فعله النظام السياسي في السودان خلال عام واحد فقط لم تفعله الحكومات السابقة خلال ثلاثة عقود، ومشكلتنا الآن في الحكومة التي فرضت علينا ولا تمثل الثورة، لأن حكومة الثورة تحرض على الحياة الكريمة للمواطن، لكن ما حدث هو العكس، الأمر الذي أوجد احتقان كبير في الشارع يوشك أن ينفجر في أي لحظة.

ضبابية المشهد

قال المحلل السياسي- متحدث المجلس السوداني العالمي خضر عطا المنان، في ظل ضبابية المشهد السياسي في السودان واختلاط "الحابل بالنابل" وتلاحق الأزمات وتصاعد موجة السخط العام وعدم الرضا وتراكم سنوات الغبن الاجتماعي، نحن شعب نفتقد حاسية الوعي التي تجعلنا نتحسس تحت أقدامنا ولا نقفز خلف السراب وأن نقف بعض الوقت للمحاسبة، ونغوص في جذور المشكل السوداني المزمن المتفاقم وكفانا سنوات الضياع السابقة دون حلول.

وأضاف لـ"سبوتنيك"، بكل أسف نحن اليوم نعيس في بلد تحول كل أهله إلى سياسيين ومنظرين دون وعي حقيقي، مع انشغالنا بتوافه الأمور ونترك المشكلات الحقيقية، وهذا يرجع إلى أننا نتعجل النتائج في كل شيء، فلا يمكن حل مشاكل متراكمة عبر عشرات السنين أن تحل باتفاق هنا أو هناك مع هذه المجموعة أو غيرها ثم يعقبها حفل ورقص وغناء.

دعوة للحوار

ودعا المنان جميع الأطراف والطوائف السودانية إلى الجلوس سويا بقلب مفتوح ونيه صافية وروح سامية تتقبل الآخر وترى في كل فرد أنه شريك في هذا الوطن الجريح .

وأعلن رئيس النقابة العمالية بهيئة الموانئ البحرية في السودان، الشربيني عبود الشربيني، عن إضراب ببعض الموانئ السودانية، حيث جرى إغلاق ميناء سواكن، وأجزاء من ميناء بورتسودان.

وجاءت هذه الخطوة رفضا لاتفاقية السلام الخاصة بملف الشرق التي وقعتها الحكومة السودانية مع الجبهة الثورية، السبت الماضي، في جوبا عاصمة جنوب السودان، مشددا على أنه ليس من حق أي كيان سياسي الحديث نيابة عن شرق السودان خاصة مع وجود قوى خارجية طامعة في موانئ البلاد.

وقال الشربيني في تصريح سابق لوكالة "سبوتنيك": "تم إغلاق ميناء سواكن الخاص بتصدير المواشي السودانية، كما أغلق الجزء الجنوبي لميناء بورتسودان الرئيسي للبلاد بشكل كامل خاصة البوابات 16 و17 و18 و19 الخاص بتصدير واستيراد البضائع، إلى جانب غلق الطريق الرابط بين بورتسودان والخرطوم".

وحول أسباب هذا التصعيد، أكد الشربيني أن الإضراب والإغلاق سيستمران إلى حين استجابة السلطات الرسمية لمطالب العمال، التي وصفها بـ"المشروعة"، في رفضهم التام لاتفاقية (جوبا) للسلام في السودان خاصة فيما يتعلق بملف شرق البلاد، لافتا إلى أن هناك جهات خارجية تطمح إلى السيطرة على المياه الإقليمية السودانية بالبحر الأحمر وخاصة الجزء الجنوبي لميناء بورتسودان.

وتابع الشربيني متسائلا: كيف يمكن لكيان سياسي شارك في مفاوضات السلام في جنوب السودان أن يتحدث بالنيابة عن شرق السودان بكامله. السودان وطن للجميع وهناك من يملكون أجندة خفية لخلق أزمات في شرق السودان.

من جهته، أكد مقرر مؤتمر سنكات، عبد الله أبو بشار، الذي عقد الأسبوع الماضي بشرق السودان، في تصريح سابق لوكالة "سبوتنيك"، ضرورة تنفيذ مطالبهم  التي أجملها في ضرورة تنفيذ مقررات المؤتمر، ومن ضمنها إلغاء مسار الشرق الذي وقع بالعاصمة جوبا في دولة جنوب السودان، السبت الماضي.

ووقع السودان والجبهة الثورية المعارضة اتفاقية السلام النهائية، السبت الماضي، بالعاصمة جوبا بعد حرب أهلية استمرت 17 عاما بين القوات الحكومية وقوات تابعة لجماعات مسلحة عجز خلالها الرئيس السابق عمر البشر في التوصل معهم لوقف حرب وتحقيق سلام مستدام بالبلاد.

وعقب إعلان الحكومة الانتقالية بأسماء حكام الولايات المدنيين، خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، رفضت مكونات سياسية الحاكم الجديد لولاية كسلا الشرقية للبلاد، مما تسبب في اندلاع احتجاجات وأعمال عنف بين مواطني مدينة كسلا وبعض المناطق المجاورة، أصيب على أثرها عشرات المواطنين فضلا عن تدمير ممتلكات عديدة.

قد يهمك ايضا :

البرهان بحث في الإمارات مع الأمريكيين شطب السودان من القائمة السوداء والسلام العربي الإسرائيلي

البرهان يبحث مع وفد أميركي في الإمارات رفع السودان من "قائمة الإرهاب"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محتجون يطالبون الحكومة السودانية بالتراجع عن اتفاق السلام محتجون يطالبون الحكومة السودانية بالتراجع عن اتفاق السلام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab