تونس - حياة الغانمي
تمكّنت الوحدات الأمنية، في تونس أخيرًا، من كشف وتفكيك تنظيم إرهابي جديد مرتبط أساسًا بما يُسمى بـ"الفرقة الحازمية في بلاد الشام"، تمّ تأسيسه في تونس سنة 2016 على يد أتباع المتشدد محمود بن حسين الحطاب المُكنّى "أبو جعفر الحطاب" القاضي الشّرعي السابق لتنظيم أنصار الشريعة المحظور، تحت مسمى "الموحّدون"، وهم جماعة شديدة الغلو منشقة عن تنظيم "داعش" الإرهابي وقد كفّرت البغدادي.
وذكرت مصادر مطلعة، أن التنظيم تشكّل في ولاية سوسة ثم ظهرت خلايا له في صفاقس وفي قعفور من ولاية سليانة وولاية بن عروس و الكرم والقيروان. وأضافت أنّ أغلب المنتمين إلى تنظيم "الموحّدون" شديدو الغلو تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، من بينهم عدد كبير من المنحرفين وأصحاب السوابق والمفتش عنهم، وقد كانوا يعتمدون التخفي من خلال إطلاق لحى خفيفة وارتداء أزياء رياضية والتردد على القاعات الرياضية والمقاهي، ومجالسة الأمنيين والعسكريين رغم كرههم الشديد لهم واعتبارهم "طواغيت".
وأكدت المصادر ذاتها أن هذه المجموعة تعتمد السرقة والنهب بالإكراه لتوفير الأموال (الاحتطاب)، وقالت إن هذا التنظيم حسب الأبحاث التي أجريت مع بعض الموقوفين، تحصل على تعليمات من قياداته المتواجدة خارج حدود البلاد بالتخفي داخل الأحزاب السياسية، و بتكثيف التدريبات الرياضية والقتالية في انتظار القيام بعمليات إرهابية، خاصة خلال التحركات الاجتماعية والمظاهرات.
وكشفت السلطات التونسية عن خلية إرهابية في ولاية بن عروس من "تونس الكبرى" تقودها فتاة (30 سنة) وتنشط تحت مسمى "الموحدون" موالية للإرهابي الخطير حمزة المغراوي الذي كان من بين الأوائل الذي أعلن عن انشقاقه عن تنظيم "داعش" في سورية. ومن خلال الأبحاث تبيّن أن الفتاة تقود نواة تنظيم "الموحدون" الذي يعتبر أكثر دموية من "داعش" حسب الاعترافات الصادمة للعناصر الخمسة الموقوفين -بين 22 و 25 سنة- حيث تعتمد في مخططاتها الإجرامية على السرقات وعمليات السطو المسلح والاغتصاب والقتل للحصول على التمويل المادي. كما نجحت وحدات الأمن في مدينة الحامّة من ولاية قابس في الجنوب التونسي في الكشف عن خلية تنتمي لتيار إرهابي متشدد وتستقطب الشباب لتسفيره لمناطق التوتر.
أرسل تعليقك