انطلاق عملية تحرير الموصل وسط تضارب بشأن دور الحشد الشعبي وتحذيرات من مشاركته
آخر تحديث GMT13:28:37
 العرب اليوم -

تنظيم "داعش" المتطرف يمنع الصلاة في جوامع المدينة لتحويلها إلى مخازن للأسلحة

انطلاق عملية تحرير "الموصل" وسط تضارب بشأن دور الحشد الشعبي وتحذيرات من مشاركته

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انطلاق عملية تحرير "الموصل" وسط تضارب بشأن دور الحشد الشعبي وتحذيرات من مشاركته

انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل "405 كم" شمال بغداد
بغداد - نجلاء الطائي

أكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، صباح اليوم الاثنين، انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل "405 كم" شمال بغداد من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، مشيرًا إلى أن العملية هي بقيادة الجيش والشرطة الاتحادية بعد إفشال جميع المحاولات لمنع انطلاقها، وتشير المعطيات الى ترجيح كفة الرؤية الأميركية بالذهاب نحو الموصل وعدم الانشغال بتحرير مدن أخرى، وتكتفي قوات الحشد بتطويق الموصل فقط، رغم مطالبتها بتحرير الحويجة أولًا.
 
وأعلنت مجموعة مسلحة داخل الموصل، تطلق على نفسها "تحالف فصائل القوى المسلحة"، رفضها التام مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المدينة، وحذر التحالف المسلح، الذي يقول بأنه يقاتل "داعش"، في بيان تناقله عدد من وسائل الإعلام "الأميركيين والعبادي من مغبة هذه المشاركة"، وطالب القوى المسلحة المجهولة "العشائر العربية في الجنوب والفرات الأوسط بسحب أبنائها من هذه المحرقة".
 
 وقال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إن مشاركة الحشد الشعبي في الموصل تعتبر "ضمانة"، مؤكدًا على ضرورة إفساح المجال لها بشكل كبير في عمليات استعادة المدينة من "داعش"، كما أعلن أمين عام منظمة بدر هادي العامري، مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل المرتقبة، محذرًا في الوقت نفسه من اندلاع حرب أهلية.
 
وناقش القائد العام للقوات المسلحة مع قادة الحشد الشعبي الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل والحويجة، وجاءت تلك المباحثات مكملة لاجتماعات أجراها قادة الحشد الشعبي، مع رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وحضر الاجتماع الأخير مع رئيس الحكومة، كل من هادي العامري، زعيم منظمة بدر، وقيس الخزعلي، قائد عصائب أهل الحق، وأكرم الكعبي عن حركة النجباء، فضلًا عن قيادات أخرى، وغاب ممثلو "فرقة العباس القتالية"، وهي أحد أبرز الفصائل المسلحة التابعة إلى المرجعية الدينية في النجف. كما لوحظ غياب العامري خلال الاجتماع مع المالكي.
 
دعت قيادة العمليات المشتركة، أهالي الموصل، الى الابتعاد عن مواقع وتواجد عناصر "داعش" قائلة "ندعو المواطنين كافة في محافظة نينوي إلى الابتعاد عن مقرات "داعش" وعن مناطق تواجده حفاظًا عليهم من الضرر لأنها أهداف عسكرية سيتم تدميرها"،  بينما أعلنت فصائل الحشد الشعبي عن استخدامها لأول مرة "صواريخ اهتزازية" في عملية قصف خمسة مواقع للتنظيم جنوب الموصل.
 
وكشف بيان للحشد الشعبي أن الإسناد الصاروخي لقوات الحشد تستخدم لأول مرة الصواريخ الاهتزازية في استهداف الخنادق والانفاق التابعة إلى "داعش" مضيفًا أن المناطق التي تقع تحت القصف المدفعي والصاروخي هي، بادوش، برطلة، الحمدانية، الحود، الحضر، بينما أكد مصدر من داخل مدينة الموصل عن قيام داعش بمنع الصلاة في جوامع المدينة، التي شهدت فجر اليوم الاثنين انطلاق عملية واسعة لاستعادتها.
 
وأضاف المصدر إلى "العرب اليوم" ، أن عناصر "داعش" منعت الصلاة في عدد من جوامع الموصل، وذلك لتحويلها الى مستودعات لخزن السلاح والعتاد ومواقع لتجمع عناصره الإرهابية خوفًا من استهدافهم من قبل طيران القوة الجوية والتحالف الدولي، ويأتي هذا في وقت كشفت ورد فيه معلومات بانهيار خطوط الصد الأمامية لتنظيم "داعش" في بعشيقة شمال شرق الموصل بضربات عنيفة للتحالف الدولي وقوات البيشمركة.
 
وقال القيادي البارز في الحشد الشعبي حسن الساري، رئيس سرايا الجهاد والبناء، الذي شارك في الاجتماع مع العبادي، أن "اللقاء كان بشأن تحرير الموصل، والمحور الذي سيكون من ضمن مهام الحشد الشعبي في العملية العسكرية المرتقبة"، وأوضح الساري، أن "زيارات قادة الحشد الى رئيس الوزراء والزعماء السياسيين مثل رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم هو لأخذ المشورة السياسية في عملية تحرير الموصل"، معتبرًا أن "ذلك سيغلق الطريق أمام أية اجتهادات شخصية من الحشد في العملية العسكرية".

وأشار قائد "سرايا الجهاد"، عن عقد قادة الحشد الشعبي لقاءات مماثلة مع القادة العسكريين وعمليات نينوى وصلاح الدين، مؤكدًا أن رئيس الوزراء قدم، خلال الاجتماع الاخير، "شرحًا مفصلًا عن توزيع القوات في عملية الموصل، وطالبنا نحن بالحصول على إمكانات عسكرية بخصوص المعركة"، وعن دور الحشد في معركة تحرير الموصل، أكد الساري أن "الفصائل ستقف على أطراف المدينة كقوة مساندة"، لكنه استدرك بالقول "لكننا سنبقى مستعدين لأي طارئ، وننتظر توجيهات الحكومة".
 
وصرح النائب فالح الخزعلي، القيادي البارز في كتائب "سيد الشهداء"، المنضوية ضمن فصائل الحشد، ان الأخير "سيكون له دور رئيسي وقتالي في معركة الموصل"، وشدد الخزعلي، على أن "الحشد لن يكتفي بالمساندة، وسيشارك في القتال من بعض المحاور"، رافضًا الكشف عن تلك المحاور باعتبارها "أسرارًا عسكرية"، وأشار القيادي في الحشد الى "وجود 700 ألف تركماني وشبكي من المكون الشيعي يسكنون في نينوى"، مؤكدًا أن "مسؤولية تحرير مناطق هؤلاء تقع على عاتقنا. كما أنهم ممثلون في هيئة الحشد". وتوقع "نصرًا خاطفًا نظرًا لإمكانات الحشد الشعبي".
 
ولفت الخزعلي الى أن "زيارات قادة الحشد الى رئيس الوزراء والزعماء السياسيين كانت تهدف لإعطاء دور أكبر للحشد في معركة الموصل". مبينًا بالقول "بالاضافة الى القتال سيكون لنا دور في إجلاء المدنيين من مناطق القتال وفتح مراكز الإيواء، وتقليل الخسائر البشرية والحفاظ على وحدة نينوى"، وتحدث عن محاور أخرى جرت مناقشتها في اللقاء مع رئيس الوزراء، ووصفها بـ"التحديات الخطرة". مشيرًا إلى أن "من بين تلك التحديات هو تحليق الطائرات الأميركية في منطقة القتال، والخشية من تضاربها مع الطائرات المسيرة التابعة للحشد"، وكانت فصائل من الحشد  قد اتهمت مرارًا القوات الأميركية باستهداف مواقعها في مناطق المعارك. كما كانت بعض الأطراف ترفض بشكل قاطع المشاركة في اي معركة الى جانب التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وبشأن الموقف من التواجد التركي في بعشيقة، يؤكد الخزعلي "لا ضمانات لأمن القوات التركية في الموصل"، واصفًا القوات بأنها "قوات احتلال وقد تتعرض إلى النيران"، بينما اتسمت لغة الساري بالدبلوماسية في معرض حديثه عن موقف الحشد من القوات التركية، إذ قال إن "الاجتماع مع رئيس الوزراء ناقش التواجد التركي"، لافتًا إلى أن "الحكومة جادة في إخراجهم من خلال التعامل مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية".
 
وبخصوص محور "الحويجة" القريب من الموصل، التي تعهد العبادي ، مؤخرًا، بتحريرها دون إعطاء توقيتات واضحة، يكشف قائد "سرايا الجهاد" عن "تأجيل استعادتها في الوقت الحالي والاكتفاء بتطويقها"، مؤكدًا أن "قوة من الحشد ستذهب الى الحويجة مع انطلاق عملية تحرير الموصل"، وأوضح الساري أن "الهدف من إرسال القوة هو للسيطرة على اية أعمال إرهابية متوقعة من "داعش" بالتزامن مع عملية الموصل، ولقطع الطرق عن المسلحين".
 
وكان مراقبون  قد أشاروا مؤخرًا، إلى وجود خلاف بين الأميركان والحشد الشعبي في تحديد بوصلة عمليات الحويجة والموصل، وكانت فصائل "الحشد" تدافع عن فكرة اقتحام الحويجة قبل الموصل او تنفيذ عمليتين متزامنتين، نظرًا لموقع الحويجة الاستراتيجي الذي يؤثر على استقرار 5 محافظات هي" كركوك، وديالى، وشمال صلاح الدين، وشرق الموصل وجنوب أربيل"، لكن رؤية الحشد كانت تخالف الرؤية الأميركية التي كانت تريد تحرير الموصل أولًا، ثم العودة الى الحويجة والشورة وحمام العليل ومن ثم تلعفر.
 
وتقع الموصل التي يعبرها نهر دجلة على بعد 350 كلم شمال بغداد وهي كبرى مدن شمال العراق وعاصمة محافظة نينوى الغنية بالنفط، واشتهرت المدينة التي شكلت محطة تجارية بين تركيا وسورية وسائر مناطق العراق بأنسجتها القطنية الرقيقة التي تعرف باسم الموسلين، كما أنها معروفة بأماكنها الأثرية وتضم مواقع تعود إلى القرن الثالث عشر وحدائقها، قبل أن تصبح مسرحًا لأعمال العنف اليومية بعد الاجتياح الأميركي عام 2003.
 
وفي 10 يونيو/حزيران 2014 سقطت المدينة التي كانت آخر معاقل حزب البعث قبل أن يتخذها تنظيم القاعدة مركزًا في يد جهاديي التنظيم المتشدد بلا مقاومة تذكر، لاحقًا أعلن الجهاديون منها في 29 يونيو/حزيران 2014 قيام "دولة خلافة" في الأراضي التي سيطروا عليها في سورية والعراق، وتعد المدينة ذات الأكثرية المسلمة السنية في منطقة غالبيتها من الكرد، عددًا كبيرًا من الأقليات بينها التركمان والشيعة والمسيحيين وغيرهم.
 
ونزح منها عشرات الآلاف من السكان، ولا سيما الجزء الأكبر من آلاف المسيحيين الذين وجه إليهم الجهاديين إنذارًا في تموز 2014 بين خيار اعتناق الإسلام ودفع الجزية أو مغادرة المدينة وإلا فالإعدام.حاليًا يقدر عدد سكان المدينة بنحو 1,5 مليون نسمة غالبيتهم من العرب السنة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق عملية تحرير الموصل وسط تضارب بشأن دور الحشد الشعبي وتحذيرات من مشاركته انطلاق عملية تحرير الموصل وسط تضارب بشأن دور الحشد الشعبي وتحذيرات من مشاركته



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab