تونس - حياة الغانمي
اعترف أحد الموقوفين في قضية جبل سمامة، خلال تحقيق أجهزة الأمن معه، أن العنصر الإرهابي "م ب" اتصل به وطلب منه مقابلته، وفي الموعد المحدد تم اللقاء بينهما وقد كان هذا الأخير مرفوقًا بعدد من العناصر الإرهابية من جنسيات مختلفة، وقد كان جميعهم مسلحين بأسلحة كلاشنكوف فتوجه معهم إلى جبل سمامة، وبوصولهم المعسكر تعرف على العناصر الارهابية المتواجدة فيه.
وأطلق عليه العنصر الإرهابي " م ب " كنية "أبو أيوب" بعد التعرف على بعضهم البعض، موضحًا أن هناك برنامجًا يوميًا داخل المعسكر كان يتم الالتزام به، حيث يتم تكليف 4 عناصر بمهمة حراسة المعسكر بمعدل ساعة لكل فرد بداية من طلوع الشمس، و3 عناصر لجلب كمية من الحطب و 4 عناصر لجلب الماء من ماجل موجود في جبل سمامة و3 عناصر لطهو الخبز وعنصرين يتكفلان بطهو الطعام. وأشار إلى أن أحد الأطراف كان يزودهم بالمؤونة، ويتكفل كل من الإرهابي لقمان أبو صخر والعنصر الإرهابي " م ب" وبعض العناصر الأخرى بإيصالها لبقية المجموعة في المعسكر.
وأكد المتهم أنه ندم لما اقترفه بعد أن تأكد أن ما تقوم به تلك الجماعات الإرهابية لا يمت للدين بصلة، فقرر تقديم نفسه للوحدات الأمنية بعد أن فر من المعسكر. واعترف المتهم "م أ "خلال التحقيق معه من قبل فرقة مكافحة الإرهاب أنه درس في كلية التقنية اختصاص هندسة، ثم انتقل إلى كلية التقنية في جندوبة قبل أن يلتحق خلال 2008 بدورية العرفاء للجيش الوطني، وتدرب في خليج الشعرة في بنزرت واتبع اختصاص بحرية وتعلم كيفية إصلاح البواخر.
وبعد الثورة وتحديدًا خلال 2014 قدَّم استقالته، موضحًا أن شخصًا سلفيًا كان يؤدي معه الصلاة في الجامع طلب منه توفير أحذية رياضية وجوارب إلى المجموعات الإرهابية التي يتزعمها الإرهابي عاطف الحناشي في جبال جندوبة ووعده في بادئ الأمر إلا أنه تراجع ولم يمكنه مما طلبه منه، موضحًا أنه يتبنى الفكر السلفي المعتدل ولا يتبنى الفكر الجهادي التكفيري .
كما جاءت في اعترافات " و.ج " أنه بعد نصب الكمين لبعض أفراد المجموعة الإرهابية التي ينتمي لها، ومقتل عنصرين اثنين من قبل وحدات أمنية تمكن البقية من الفرار والعودة إلى المعسكر وبقوا يتابعون الأخبار من خلال الراديو. وبمزيد استفساره صرّح بأنه لاحظ وجود تململ في صفوف العناصر الإرهابية حول مبايعة تنظيم "داعش" واستفسروا آنذاك الأمير الجزائري المكنى" معاوية" وقد عبرت مجموعة عن مبايعتها لـ"داعش" وانشقاقها عن كتيبة عقبة بن نافع ثم تحولوا من الشعانبي إلى جبل السلوم، وكان بحوزة كل واحد منهم سلاحًا ناريًا وتم الاتفاق مع الأمير الجزائري على إعادة الأسلحة التي بحوزتهم إلى المعسكر في حال تقرر التحول إلى ليبيا.
وأوضح "وج" أنهم تفرقوا إلى أربع مجموعات إلى أن وصلوا إلى المعسكر في جبل السلوم، حيث وجدوا عدة عناصر إرهابية في انتظارهم وكان جميعهم مسلحين بكلاشنكوف وشطاير وقد أعلمهم حينها الإرهابي " مراد الغرسلي " أنه تقرر الانشقاق عن كتيبة عقبة بن نافع. وتفيد المعطيات المتوفرة لـ"العرب اليوم" بأن عددًا كبيرًا من الإرهابيين سلموا أنفسهم للقوات الأمنية التونسية معبرين عن ندمهم على ما اقترفت أياديهم خاصة بعد اكتشافهم أن ما تقوم به المجموعات الإرهابية لا يمت للدين بصلة..
أرسل تعليقك