قيس سعيد يبدأ مهمته الرئاسية بإعلان الحرب على الفساد ومقاومة التطرف
آخر تحديث GMT21:36:04
 العرب اليوم -

تعهّد بالاعتماد على مساهمة الشعب للخروج من الديون الخانقة

قيس سعيد يبدأ مهمته الرئاسية بإعلان الحرب على الفساد ومقاومة التطرف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قيس سعيد يبدأ مهمته الرئاسية بإعلان الحرب على الفساد ومقاومة التطرف

الرئيس التونسي قيس سعيد خلال أدائه اليمين الدستورية في البرلمان أمس
تونس ـ كمال السليمي

أدى قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية المنتخب، بمقر مجلس نواب الشعب (البرلمان)، أمس الأربعاء، اليمين الدستورية خلال جلسة برلمانية استثنائية، قبل أن يلقي أول خطاب سياسي له، بحضور رؤساء البلاد السابقين، ورؤساء الحكومات السابقين، ورئيس الحكومة الحالي، وأعضاء الحكومة، وممثلي الهيئات والمنظمات الوطنية، إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في تونس.

وحظي خطاب الرئيس قيس بتغطية إعلامية قياسية، حيث تابعه 350 صحافيًا من مختلف المؤسسات الإعلامية التونسية والأجنبية، علاوة على نقله مباشرة على أكثر من شاشة تلفزيونية، وعلى موجات كثير من الإذاعات، وعرف متابعة كبيرة من جل شرائح المجتمع التونسي.

وفي خطابه الموجَّه إلى الشعب التونسي، تعهّد الرئيس الجديد بمواصلة مقاومة الإرهاب ومظاهر الفساد، ووعد بعدم استغلال أجهزة الدولة من قبل الأحزاب، والمحافظة على كرامة التونسيين وحريتهم، مؤكدًا أنه “لا سبيل لأي عمل كان خارج إطار القانون، والتحديات في تونس كبيرة، والمسؤوليات جسيمة”.

وفي معرض حديثه عن نتائج الانتخابات، اعتبر سعيد أن الشعب التونسي حقق إنجازًا تاريخيًا وثورة حقيقية بمفهوم جديد، وبأدوات الشرعية، في إشارة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، وقال إن “هذه اللحظة تاريخية تؤكد أن الشعب التونسي قادر على تغيير مساره في كنف احترام الشرعية”.

وخصص الرئيس قيس جانبًا مهمًا من خطابه الحماسي للشباب، وقال إنه “صنع تاريخًا جديدًا، وآثر الموت من أجل الحياة، وحقق العبور من ضفة الإحباط إلى ضفة البناء والعمل”.

وأضاف سعيد، الذي قوطع خطابه بتصفيق الحاضرين في أكثر من مناسبة، إن تونس “مجتمع يسوده القانون، والجميع مطالَب باحترام القانون مع ضرورة حياد المرافق العمومية، وتَرْكها خارج الحسابات السياسية”.

وفي موضوع المحافظة على الثروات الوطنية، قال الرئيس التونسي الجديد إنه “لا مجال للتسامح مع أي مليم من عَرَق التونسيين”، وتوعد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن البلاد واستقرارها بقوله “إن رصاصة واحدة من إرهابي ستقابل بوابل من الرصاص لا حد له”.

ووسط تصفيقات الحاضرين، شدد سعيد على أن الرسائل الموجهة اليوم إلى التونسيين “عبارة عن مجموعة من الأمانات... فشعبنا أمانة، والدولة أمانة، وأمننا أمانة، والقضاء على آهات الفقراء والبؤساء أمانة، وابتسامة الرضيع في المهد أمانة، وعلينا أن نحمل الأمانات بصدق وعزم، وهذا الأمر ليس بكثير عن التونسيين”.

أما في مجال المحافظة على الحريات، فقد أكد الرئيس المنتخب على أنه “لا أحد يستطيع بعد اليوم سلب الحرية من التونسيين تحت أي ذريعة، ومن يشده الحنين للوراء فهو يلهث وراء السراب، ويسير ضد التاريخ” على حد تعبيره. وفي هذا السياق وعد سعيد بعدم المساس بحقوق المرأة، قائلًا: “ما أحوج المرأة إلى مزيد من دعم الحقوق، وخاصة منها الاقتصادية والاجتماعية... لأن كرامة الوطن من كرامة مواطنيه”.

في غضون ذلك، وجّه سعيد خطابه إلى المنظمات الوطنية، وخصوصًا الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، المتهم من قبل الحكومات السابقة بالتدخل في الشأن السياسي، ودعاها لأن تكون قوة اقتراح، مؤكدًا أن المنتمين لها “وطنيون وهم مستعدون للمشاركة في البناء”.

وبخصوص المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد، تحدث سعيد عن “استعداد التونسيين للمساهمة بيوم عمل عن كل شهر لفائدة الوطن، وذلك لمدة خمس سنوات، وهذا ما سيجعل البلاد تتخلص من أعباء الديون والقروض وتفيض خزائنها”، على حد تعبيره، داعيًا إلى بناء علاقة ثقة جديدة بين الحكام والمحكومين.

وبخصوص تعامل تونس مع القضايا الخارجية، تعهّد الرئيس المنتخب باستمرار انتصار تونس للقضايا العادلة، ومن بينها القضية الفلسطينية التي تسقط بمرور الزمن، معتبرًا أن هذا الموقف “ليس موجهًا إلى اليهود... فنحن حميناهم في تونس، خاصة أثناء الأزمات، وسنواصل حمايتهم. لكن هذا الموقف موجّه ضد الاحتلال الصهيوني”.

وفي نهاية خطابه السياسي الأول، أعاد سعيد توجيه رسائله إلى مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية، قائلًا: “الرئيس يمثل رمزًا لوحدة البلاد، وهو ضامن لاستقلالها وساهر على احترام دستورها، وجامع للجميع، وهو يتعالى على كل الصراعات الظرفية الضيقة”.

وتغيب عن حفل التنصيب المنصف المرزوقي، الرئيس الأسبق، الذي قدم اعتذاره لعدم حضوره مراسم تنصيب الرئيس المنتخب، وذلك لوجوده خارج تونس وارتباطه بمواعيد مسبقة. ودعا كل الأطراف السياسية إلى تجاوز الحسابات الضيقة، والشروع في تشكيل الحكومة الجديدة، والدخول بسرعة في الإصلاحات لحل الملفات الاجتماعية والاقتصادية الشائكة.

وبشأن الخطوة التي ستتلو أداء قيس سعيد لليمين الدستورية، وتسلمه المهام الرئاسية بصفة رسمية، فإنه من المنتظر أن يدعو الرئيس المنتخب خلال الأيام المقبلة، الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة إلى اقتراح شخصية سياسية من حركة النهضة لتشكيل حكومة تخلف حكومة الوحدة الوطنية، التي قادها يوسف الشاهد منذ 2016.

يُذكر أن معظم المراقبين يرون أن حركة النهضة المعنية بتزعم المشهد السياسي، ستجد صعوبة كبرى في تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بثقة البرلمان الجديد، خصوصًا بعد أن أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن خسارة النهضة لمقعد برلماني في دائرة ألمانيا الانتخابية، وهو ما يجعل عدد نوابها يتقلص من 52 إلى 51 نائبًا برلمانيًا فحسب، وذلك في ظل رفض معظم الأحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية دعمها ومشاركتها السلطة.

قد يهمك أيضًا

قيس سعيد يؤدي اليمين الدستورية ليصبح رئيسًا جديدًا للبلاد ويوجِّه خطابًا للشعب

الانتخابات التشريعية في تونس ترسم خريطة جديدة للبرلمان بسبب تشكيل الحكومة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيس سعيد يبدأ مهمته الرئاسية بإعلان الحرب على الفساد ومقاومة التطرف قيس سعيد يبدأ مهمته الرئاسية بإعلان الحرب على الفساد ومقاومة التطرف



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab