دمشق ـ نور خوّام
يُتمُّ سلاح الجو الروسي العام الأول على تدخله في سورية اليوم الجمعة، وذلك منذ بدء ضرباته في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015، هذا التدخل الذي زاد من نزيف الدم السوري، وتسبّب في قتل وإصابة وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين السوريين، نتيجة عنف الضربات وكثافتها على مدار العام، وتمكّن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق مقتل 9364 مواطنًا مدنيًا ومقاتلًا من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم "داعش"، خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وذلك منذ فجر الـ 30 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام 2015، وحتى فجر الـ 30 من أيلول / سبتمبر الجاري 2016، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية.
وتوزعت الخسائر البشرية على الشكل التالي 3804 مواطنين مدنيين سوريين هم 906 أطفال دون سن الـ 18، و561 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و2337 رجلاً وفتى، إضافة لـ 2746 عنصر من تنظيم "داعش"، و2814 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
واستخدمت روسيا أخيرًا خلال ضرباتها الجوية مادة "Thermite"، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبّب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع ""RBK-500 ZAB 2.5 SM"" تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 - 110 قنيبلة، محشوة بمادة "Thermite"، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 - 30 متر.
وعلى الرغم من مواصلة المجتمع الدولي لادعاءاته بحماية المدنيين السوريين، والحرص على حياتهم، فإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا زلنا نرى روسيا الاتحادية -العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، وهي مستمرة في شراكتها بشكل رئيسي في قتل المدنيين السوريين، وارتكاب المجازر اليومية بحقهم بدم بارد، بذريعة محاربة "الإرهاب"، وسط تنديدات إعلامية من المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، كما يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إدانته بشدة لاستمرار استهداف المدنيين في سورية وقتلهم، ويدعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، الدولة التي تكفل دون تمييز، حقوق كافة مكونات الشعب السوري.
وفي حلب نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة، ما لا يقل عن 12 غارة على أماكن في أحياء بستان الباشا ودوار الجندول وبعيدين وحلب القديمة ، وأنباء عن سقوط جرحى، كما سقطت صباح اليوم عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة، على مناطق في حيي الميدان و سليمان الحلبي الخاضع لسيطرة قوات النظام، ما أدى لسقوط جرحى، ترافق مع اشتباكات بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور حي بستان الباشا، في حين قصفت قوات الحكومة صباح اليوم مناطق في حيي مساكن هنانو والصاخور بمدينة حلب ودوار الجندول ومنطقة الشقيف شمال حلب، ولم ترد أنباء عن إصابات، بينما نفذت طائرات حربية فجر اليوم عدة غارات على أماكن في بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي، دون أنباء عن إصابات، في حين فتحت طائرات حربية بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة، نيران رشاشاتها الثقيلة، على مناطق في أحياء الانصاري وجسر الحج والسكري بمدينة حلب، ما أدى لأضرار مادية، بينما دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط مشفى الكندي شمال حلب، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات الحكومة على مناطق الاشتباك، في حين نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل أمس، عدة غارات على تمركزات لتنظيم "داعش" في قرية عطشانة بريف حلب الجنوبي الشرقي على طريق خناصر، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وتدور منذ ما بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة وحتى الآن، اشتباكات بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام وتنظيم جند الأقصى من جهة أخرى، في عدة محاور بريف حماة الشمالي الشرقي، وسط معلومات عن تقدم للأخير، ترافق مع قصف طائرات حربية على مناطق في الريف الشمالي الشرقي، بينما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدة مورك بريف حماة الشمالي صباح اليوم، دون أنباء عن إصابات، كما قصفت الفصائل الإسلامية بعد منتصف ليل أمس، تمركزات لقوات الحكومة في حاجز ابو عبيدة والمحطة الحرارية قرب مدينة محردة بريف حماة الغربي، عقبه قصف من قبل قوات الحكومة لمناطق في ريف حماة الشمالي، أيضاً قصفت قوات الحكومة أماكن في منطقة السطحيات غربي مدينة سلمية في ريف حماة الشرقي، دون أنباء عن إصابات.
وقصفت قوات الحكومة صباح اليوم مناطق في مدينة قدسيا وبلدة الهامة بضواحي العاصمة، ترافق مع اشتباكات بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في محيط المنطقة.
و فتحت قوات الحكومة بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة، نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي جوبر عند أطراف العاصمة الشرقية، ولم ترد معلومات عن إصابات.
وتمكنت قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من التقدم والسيطرة على محيط مشفى الكندي المدمر شمال حلب، ورصد المشفى نارياً، عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في منطقة المشفى شمال حلب، وذلك بعد نحو 3 أعوام من تمكن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من السيطرة على مشفى الكندي في الـ 20 من شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2013، والتي قامت حينها الفصائل بقتل وإعدام العشرات من عناصر قوات الحكومة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين بمحيط المشفى، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نشر بتاريخ الـ 20 من شهر كانون الأول / ديسمبر من عام 2013 الماضي، أن مقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب إسلامية مقاتلة تمكنوا من السيطرة على مشفى الكندي ذو الموقع الاستراتيجي بشكل شبه كامل، والذي يعتبر أهم معاقل قوات الحكومة عند مدخل حلب الشمالي، بعد تفجير مقاتلين لنفسيهما بعربتين مفخختين عند اسوار المشفى، مما اوقع العديد من الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام.
و قصفت قوات الحكومة مناطق في حي سيف الدولة بمدينة حلب، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 6 آخرين بجراح، بينما جرى تبادل لإطلاق القذائف بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل من طرف آخر في جنوب وجنوب غرب حلب، كما تدور اشتباكات بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في منطقة مشروع 1070 شقة بأطراف حلب الجنوبية الغربية.
ووردت معلومات عن قيام تنظيم "داعش" بـ "قطع كف" اثنين من عناصره في مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم، وذلك بتهمة "سرقة أموال الدولة الإسلامية". واستهدف تنظيم "داعش" بالقذائف تمركزات لقوات سورية الديمقراطية في قرية العزاوي جنوب الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن.
وعلم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر رسمية، أن تنظيم "داعش" قام باعتقال نحو 25 شخصاً من قرية الصبحة بريف دير الزور الغربي، وذلك بعد أن قام 3 أشخاص من القرية بتسليم أنفسهم للتنظيم بعد فرارهم من صفوف جيش سوريا الجديد، كما أكدت المصادر لنشطاء المرصد أن التنظيم نشر أسماء 15 شخصاً من أبناء القرية ذاتها، كان قد اعتقلهم منذ نحو سنتين، وقال التنظيم أنه أعدمهم بتهمة "قتال الدولة الإسلامية وعدم الاستتابة".
ووردت للمرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من بيان أصدرته قوات الأمن الداخلي الكردي "الأسايش" وجاء فيه ""تعدى حرس الحدود التركي على المبدأ الإنساني والأخلاقي وتجاوز جميع القوانين والأعراف الدولية، وذلك بقتل الطفلين ( خلف أحمد البالغ من العمر 4 سنوات – وشهد مجد البالغة من العمر سنتين ) أثر إصابتهما بطلق ناري في الرأس ما أدى إلى وفاتهما على الفور بحيث تم نقلهما إلى مشفى روج بمدينة سري كانيه من قبل قواتنا، هذا وقد قام حرس الحدود أيضاً بقتل 4 أشخاص اخرين بتمام الساعة الواحدة من منتصف ليلة أمس من قرية " نص تل " بريف مدينة سري كانيه محاولين عبور الحدود وعرف جثامين ثلاثة منهم هم ( غازي مجيد وطفليه أحمد 7 سنوات وملاك 6 سنوات ) ولا تزال الجثث مرمية على الحدود ولم يتم إحضارها حتى اللحظة بالإضافة إلى جثتين أخرتين مازالتا مرميتين على الحدود منذ أكثر من شهر، نتيجة الهمجية بإطلاق النار العشوائي من قيل حرس الحدود التركي، نستنكر وندين هذا العمل الإجرامي ونناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وهيئات الدفاع عن حقوق الإنسان للعمل على إيقاف أعمال الجندرمة التركية القائمة على مبدأ العنف والقتل ومساعدتنا لإحضار الجثث وتسليمها لذويها.""
أرسل تعليقك