أعلنت مصادر استخبارية، الأربعاء، عن إصابة عناصر تنظيم "داعش" المتخفين بين العوائل النازحة بـ"الهستريا"، خوفا من الإمساك بهم من قبل القوات الأمنية، مشيرة إلى أن هؤلاء العناصر "يترجون" الأهالي بالتستر عليهم، لحين خروجهم من مدينة الموصل وهروبهم إلى الرقة السورية.وقالت المصادر المحلية إن "عناصر داعش المتخفية بين العوائل النازحة، أصيبت بالهستريا، خوفًا من الإمساك بهم من قبل القوات الأمنية". وبينت المصادر أن "العناصر المتطرفة اخذوا يترجون الأهالي بالتستر عليهم، لحين خروجهم من مدينة الموصل وهروبهم إلى مدينة الرقة السورية".
وأوضحت أن "الأهالي رفضت التستر على تلك العصابات الإرهابية، بسبب الويلات والاضطهاد، وقاموا بالإبلاغ على كل من كان ينتمي إلى تلك المجاميع التكفيرية، ووصلوا حد الإبلاغ حتى عن أبنائهم الذين تعاونوا مع تلك العصابات". وأعلن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في (10 تموز/يوليو 2017) بيان النصر وتحرير مدينة الموصل بشكل كامل من سيطرة تنظيم "داعش".
وكشفت مصادر أمنية أن عدد المسلحين المتبقين لـ"داعش" في المدينة القديمة يبلغ نحو 250 غالبيتهم من الأجانب وعوائلهم الذين ينفذون عمليات انتحارية ضد القطعات العسكرية، انشغلت ألمانيا بأنباء عن العثور على 5 "داعشيات" ألمانيات بين المعتقلات في الموصل. وقال هاوكار الجاف، المسؤول في مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، "قبضت قوات مكافحة الإرهاب على نساء وأطفال لمسلحي (داعش) الأجانب الذين جاءوا إلى العراق من أوروبا ودول أخرى، بما في ذلك أجانب من أصول عربية، بعد سيطرة التنظيم على الموصل وفرض سلطته على مساحات واسعة من أراضي العراق وسورية في (حزيران) 2014".
وأشار إلى أن قوات مكافحة الإرهاب والقوات العراقية الأخرى كثّفت عملياتها في منطقتي القليعات والشهواني المحاذيتين لنهر دجلة، حيث ما زال هناك وجود لمسلحي التنظيم وعوائلهم. وأفادت معلومات محلية بأن المعارك مستمرة بين مسلحي "داعش" والقوات العراقية التي تتقدم بحذر بسبب كثافة العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في آخر أزقة المدينة، وبسبب وجود أعداد من المدنيين المحاصرين من مسلحي التنظيم الذين يختبئون في أقبية المنازل القديمة، ويتحصنون بالمدنيين للحؤول دون إلقاء القبض عليهم أو قتلهم، ورغم ذلك، توجّه مروحيات الجيش العراقي بين الحين والآخر ضربات صاروخية لتجمعات "داعش" الذين يخوضون قتالا حتى الموت ضد القوات المتقدمة في اتجاههم.
وفي هذا الإطار، تحدث الجاف عن استسلام عدد من زوجات مسلحي التنظيم الأجانب بعد مقتل أزواجهن، حيث سلّمن أنفسهن طوعا مع أطفالهن، في حين ألقت قوات الأمن القبض على بعضهن، كما لجأت أخريات إلى تفجير أنفسهن وأطفالهن بالقوات المتقدمة، لافتا إلى أن لدى الحكومة العراقية برنامجا مخصصا للتعامل مع مسلحات التنظيم الأجانب، إذ يتم تقسيمهن إلى قسمين: يتم تسليم بعضهن إلى دولهن، أو تتم محاكمتهن في العراق. وسيتحدد هذا الأمر في إطار تنسيق بين الحكومة العراقية وحكومات أجنبية.
وتنقسم جنسيات مسلحات "داعش" الأجانب بين الروسيات والشيشانيات (وهن الغالبية) والألمانيات والكنديات والأستراليات والفرنسيات والبريطانيات والأفغانيات ومن جنسيات أفريقية وعربية مختلفة، إضافة بالطبع إلى العراقيات. وأشرفت نساء التنظيم على قيادة الحسبة النسوية (الشرطة النسوية) التي كانت تجوب الأسواق والأزقة، بحثا عن النساء المخالفات لقوانين التنظيم، ويتردد أنهن استخدمن كل أنواع التعذيب خصوصا التعذيب بـ"العضاضة" (آلة حديدية شبيهة بمصائد الحيوانات) ضد النساء المعتقلات.
وقال الجاف "خلال الأيام الماضية قبضت القوات العراقية على نحو 27 امرأة أجنبية من مسلحات (داعش)، ونُقلن جميعهن إلى بغداد للتحقيق معهن، معظمهن كن قناصات، لا سيما الروسيات منهن". وتابع أن هناك نحو 250 مسلحا من التنظيم ما زالوا في المدينة القديمة، ويختبئون في أقبية منازلها.
وأكد الضابط في الجيش العراقي في الموصل، حيدر علي، أن الجنود العراقيين أوقفوا عشرات "المتطرفات " من مختلف الجنسيات كن مختبئات في أقبية عدد من المنازل وبعضهن "انغماسيات (يفجرن أنفسهن خلال المعارك المباشرة) وأخريات كن قناصات"، زاعما أن بعضهن ألمانيات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن برلين لا تمتلك معلومات مؤكدة حول 5 ألمانيات من بين نحو 20 "داعشية" اعتقلن في الموصل.
وأضاف أن السلطات الألمانية على اتصال مباشر مع نظيرتها العراقية، وتبذل أقصى جهودها للحصول على معلومات تفصيلية سريعة عن النساء المعتقلات، وستقدم عونا قنصليا لهن لو كن فعلا من حملة الجنسية الألمانية. ورجحت صحيفة "دي فيلت"، بناء على معلومات أمنية، أن يكون بين النسوة المحتجزات في الموصل تلميذة ألمانية عمرها 16 عاما تنحدر من ولاية سكسونيا. أما موقع "دويتشه فيله" فنقل عن مصادر برلمانية عراقية أن رجال الأمن أوقفوا فتاة ألمانية عملت قناصة في صفوف "داعش" خلال معارك الموصل.
وتردد أن الفتاة تنحدر من مدينة برلين، وتعرف القليل من الكلمات العربية، ولا تتقن أي لغة غير الألمانية، وأنها سافرت إلى الموصل للانضمام إلى "داعش" بعدما أنهت دراستها. وأكدت صحيفة "دي فيلت"، من جهتها، أن السلطات المعنية تحاول التأكد مما إذا كان بين النساء المعتقلات في الموصل فتاة تدعى "ليندا.ف" (16 سنة)، أشهرت إسلامها ويُعتقد أنها التحقت بـ"داعش" عام 2016. وتنطبق أوصاف ليندا مع أوصاف فتاة صغيرة مضطربة يغطيها التراب صوّرها الجنود العراقيون بهواتفهم الجوالة في الموصل.
بالمقابل تلقى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اتصالا هاتفيا من رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي. وبحسب بيان لمكتب العبادي، فان ماي قدمت التهنئة بالانتصارات العراقية وتحرير الموصل وهزيمة داعش ، مؤكدة استمرار دعم بلادها للحكومة العراقية وللقوات العراقية في مجالات التسليح والتدريب. وقالت "إننا ندعم وحدة العراق ولانقبل بأي شيء يقلق وحدته ونحن مع عراق واحد وآمن ومستقر لجميع العراقيين"، مشيرة إلى "سعي بريطانيا لاستصدار قرار لتجريم داعش في الأمم المتحدة".
من جهته، أكد العبادي أن نصر العراقيين الحق هزيمة كبيرة بداعش، وقلل من قدرته على تجنيد المتطرفين. وقال إن "ذلك تم بتضحيات العراقيين وبتعاون ابناء المدن المحررة وترحيبهم بالقوات العراقية"، مشيرا إلى "عزم الحكومة على الاستمرار بعمليات التحرير ودعم قدرات القوات العراقية".
وفي غضون ذلك أعربت واشنطن، فجر الأربعاء، عن قلقها إزاء الاستفتاء الذي ينوي الإقليم الكردي إجراءه للانفصال عن العراق في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول المقبل. وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هيلي، إن " إجراء أي استفتاء على الاستقلال سيشكل انحرافاً عن الأولويات العاجلة مثل هزيمة داعش وتحقيق استقرار البلاد لجميع العراقيين".
وجاء ذلك في بيان أصدرته هيلي عقب اجتماعها مع يان كوبيش، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق (يونامي). وذكر بيان السفيرة الأميركية، أنها بحثت خلال اجتماعها مع المسؤول الأممي "الأوضاع الراهنة في العراق بعد تحرير الموصل، بما في ذلك الحاجة إلى المساءلة وتحقيق الاستقرار وعودة المشردين داخلياً إلى ديارهم". وأكدت هيلي على أهمية ضرورة تبسيط بعثة الأمم المتحدة، تقديم المساعدة إلى العراق، للتأكد من أنها لا تزال صالحة للغرض الذي أنشأت من أجله.
ودعا كوبيش "الحكومة الفيدرالية والإقليم الكردي (شمال) إلى الدخول في مفاوضات، بدون أي تأخير"، بشأن استفتاء الاستقلال المزمع عقده في 25 سبتمبر/أيلول المقبل. وأكد في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول العراق، أنه "لا ينبغي بحث هذا الموضوع المهم بدون تفهم مشترك". وسبق للحكومة العراقية أن أبدت رفضها لإجراء الاستفتاء، وقالت إن خطوة تخص مصير البلاد يجب أن تتخذها الحكومة الاتحادية في بغداد.
أرسل تعليقك