طرابلس - العرب اليوم
فرضت أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين وضبط الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة نفسها على لقاء رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، ووفد أوروبي زار العاصمة طرابلس، أمس، بينما استبق المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، العرض العسكري الذي سيقام اليوم في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بالتحذير من محاولة تشويه سمعة الجيش، أو تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة قبل نهاية العام الجاري، في وقت وجه المجلس الرئاسي انتقاداً علنياً ورسمياً هو الأول من نوعه للعرض العسكري المزمع.
ودعا عبد الله اللافي نائب رئيس المجلس الرئاسي إلى تجنب ما وصفه بـ«التصرفات الأحادية ذات الطابع العسكري على غرار الاستعراضات العسكرية دون إذن مسبق»، وحذر في بيان له أمس، من أن «أي تصرفات أحادية ذات طابع عسكري ستؤدي إلى عرقلة العملية السياسية». وبعدما طالب بـ«الوقف الفوري لكل ما من شأنه المساس بما تحقق عبر المسار السياسي»، دعا بعثة الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق السلام للقيام بدور نشط، لتفادي أي تطورات تهدد ما تم إنجازه.
ورغم أن حفتر وجه دعوة رسمية إلى محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي، باعتباره القائد الأعلى لـ«الجيش الوطني»، لحضور العرض العسكري، والدبيبة، فإن الجانبين، وعلى ضوء هذا البيان، قد يغيبان عن حضور العرض، وفقاً لما أكدته مصادر مقربة منهما أمس. ومن المقرر أن يبدأ المنفي زيارة رسمية إلى تونس، اعتبارا من اليوم ولمدة يومين، استجابةً لدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيد، لتعزيز علاقات الشراكة القائمة والتنسيق بشأن المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واستعدت قوات «الجيش الوطني» على مدى الأسابيع القليلة الماضية، لإجراء عرض عسكري، يوصف بـ«الأضخم» من نوعه في البلاد منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان حفتر «عملية الكرامة» لتحرير البلاد من قبضة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة عام 2014.
في المقابل، اعتبر اللواء أحمد المسماري الناطق باسم المشير حفتر في بيان له مساء أول من أمس، أن «ليبيا على حافة أحداث تاريخية مهمة»، لافتا إلى أنه «بعد سنوات من الحرب على الإرهاب والجريمة التي تقودها قيادة الجيش وبعد هذه المرحلة الهامة والمفصلية من النضال الوطني يظهر الشعب الليبي رغبة قوية في تحقيق السلام ومصالحة وطنية تجبر الضرر وتحقق مبادئ التسامح والعفو وبناء ليبيا جديدة ينعم فيها الشعب بالأمن والأمان والعدالة والمساواة في دولة مزدهرة ومستقرة».
وأضاف «أصبح الهدف الرئيسي في المستقبل القريب هو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إلا أن هناك من لا يريد المصالحة والانتقال السلمي للسلطات بل يريد استمرار الفوضى الأمنية والهيمنة على مصادر مراكز القرار وعلى مقدرات الشعب الليبي، ونشر الإرهاب والجريمة وهؤلاء الخونة لا يطلقون النار بالسلاح فقط بل يشعلون نار الفتنة بالكلمة والتضليل الإعلامي ونشر خطاب الكراهية».
وشدد على «أن أي محاولة لتشويه سمعة (الجيش الوطني) محكوم عليها بالفشل والسقوط»، مشيرا إلى رصد العشرات من المنشورات الكاذبة والاستفزازية والأخبار المزيفة يوميا في فضاء المعلومات وعلى القنوات المرئية بهدف زرع الخوف وعدم الثقة لتشويه سمعة الجيش الوطني الليبي.
ونفى المسماري في بيانه وقوع هجوم على فرع الهلال الأحمر في مدينة هون بمنطقة الجفرة، معلنا أن المدينة هادئة ومستقرة و«الجيش الوطني» والشرطة العسكرية تدعم مديرية الأمن والأجهزة الأمنية التي تسيطر على الوضع بشكل كامل.
في شأن آخر، حل أمس، وزيرا الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، والمالطي إيفاريست بارتولو، على العاصمة طرابلس برفقة المفوض الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع أوليفر فاريلي، لإجراء محادثات مع الدبيبة ووزيري الخارجية نجلاء المنقوش والداخلية خالد مازن بهدف تحديد مسار الدعم الأوروبي للمجالين الاجتماعي والاقتصادي في ليبيا مع التركيز على قضايا الهجرة غير النظامية.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة إن اللقاء الذي عقد بمقر ديوان رئاسة الوزراء تناول العلاقات والتعاون في كافة المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا أهمها التنسيق المشترك بين الجانب الليبي والأوروبي في إيجاد حلول مستدامة وأكثر شمولية للتخفيف من أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين وضبط الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة.
واعتبرت المنقوش أن الهجرة غير المشروعة «قصة حزينة ومشكلة إنسانية وأمنية واقتصادية»، وأعلنت في مؤتمر صحافي مع الوفد الأوروبي الزائر عن اتفاق على تأمين الحدود الجنوبية ودعم الاتحاد الأوروبي لأمن الجنوب. وقالت «نحن نعاني من أزمة الهجرة ولمسنا جدية من المفوض الأوروبي إلى جانب الوزيرين الإيطالي والمالطي»، مشيرة إلى أن حرس السواحل يجب أن يكون جزءا من الاستراتيجية لمحاربة الظاهرة وليس الحل.
وطبقا لما أعلنه وزير الخارجية الإيطالي دي مايو، فإن بلاده ستستقبل الدبيبة، الاثنين المقبل، مع وفد وزاري من حكومة «الوحدة» لمناقشة ما وصفه بالتحديات القادمة والتعاون الاقتصادي. وقال وزير الخارجية المالطي «جئنا لمساعدة ليبيا في بناء مستقبل أفضل ولم نأتِ لتوقيع العقود»، لافتا إلى أنه رغم وجود خلافات في وجهات النظر في هذه المنطقة إلا أننا اتفقنا على مساندة ليبيا.
قد يهمك ايضا:
حكومة الدبيبة تواجه حصار الميليشيات في طرابلس وسط تحشيدات علنية وصمت رسمي
رسالة من "العفو الدولية" للحكومة الليبية بشأن المليشيات
أرسل تعليقك