جنازة رئاسية لرفات رموز مقاومة الاستعمار في الجزائر خلال القران الـ19
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

تبون يرغب بإنشاء نظام شبه رئاسي وتوسيع صلاحيات البرلمان

جنازة رئاسية لرفات رموز مقاومة الاستعمار في الجزائر خلال القران الـ19

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جنازة رئاسية لرفات رموز مقاومة الاستعمار في الجزائر خلال القران الـ19

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
الجزائر - العرب اليوم

شيعت الجزائر، أمس، رفات رموز المقاومة الشعبية، التي قامت ضد الاستعمار الفرنسي خلال القرن الـ19، وذلك بتنظيم مراسم دفن رئاسية، شارك فيها الرئيس عبد المجيد تبون وأعضاء الحكومة وقادة الجيش. وفي غضون ذلك، قال الرئيس تبون إن بلاده تسعى إلى تنظيم استفتاء على الدستور الجديد بحلول شهر سبتمبر (أيلول) المقبل أو الشهر الذي يليه على أقصى تقدير، بعدما كان مقرراً في يونيو (حزيران) الماضي وجرى تأجيله بسبب الأزمة الصحية. وأعرب عن رغبته في إنشاء نظام شبه رئاسي وتوسيع صلاحيات البرلمان.

وعدّ تبون تسليم الرفات من طرف الحكومة الفرنسية في ذكرى استقلال البلاد، بمثابة خطوة مهمة لتحقيق «سلام الذاكرة». وجاء أحفاد المقاومين الشهداء، من أماكن بعيدة لحضور هذه اللحظة التاريخية التي ترقبتها عائلات المقاومين، على مدى أجيال ولمدة 170 سنة. وجرت مراسم الدفن في «مربع الشهداء» بمقبرة «العالية» بالضاحية الشرقية للعاصمة، حيث توجد قبور كبار مفجري ثورة الاستقلال (1954 ـ 1962)، ومؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، ورؤساء الجزائر المتوفين. وبدا التأثر على ملامح تبون وهو يسير وراء نعوش رفات 24 من قادة الثورات الشعبية إلى مكان دفنهم. وصادف هذا الحدث الكبير، احتفالات بمرور 58 سنة (5 يوليو/ تموز) على استعادة الجزائر استقلالها بعد 132 سنة من الاحتلال، و7 سنوات من الكفاح المسلح ضد المستعمر خلفت مليوناً ونصف مليون قتيل، ومئات الآلاف من الأرامل واليتامى.

ومنعت السلطات، لدواعٍ صحية، دخول مئات الأشخاص إلى المقبرة حيث بقوا خارجها يتابعون من بعيد الجنازة. أما الرسميون فقد ارتدوا كمامات تماشياً مع إجراءات التباعد الاجتماعي في إطار محاربة وباء فيروس «كورونا». وانطلق الموكب الجنائزي المهيب من «قصر الثقافة»؛ حيث وضع رفات رموز المقاومة الشعبية داخل نعوش، منذ يومين. وعلى طول المسافة التي تربط المكان بالمقبرة البالغة 15 كيلومتراً، سمعت الزغاريد تنبعث من البيوت. كما وقف أشخاص على الطريق عند مرور الموكب في لحظة خشوع. واللافت أن عدداً كبيراً من المشاركين في حرب التحرير، أغلبهم في الثمانين من العمر، وقفوا عند مدخل المقبرة لاستقبال النعوش، بناء على طلب مسؤولي «المنظمة الوطنية للمجاهدين».

وقال محمد شودار؛ مسؤول مكتب «المنظمة» في حي المحمدية حيث توجد مقبرة «العالية»، لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أراد من خلال تسليم بقايا عظام شهدائنا التأكيد أنه يريد فتح صفحة جديدة مع الجزائر وطي صفحة سوداء من تاريخ فرنسا، وهذا شيء مهم. لكننا بصفتنا جزائريين لا نكتفي بهذه المبادرة، فجراح الذاكرة لا يمكن أن تندمل إلا بخطوة أقوى من هذه بكثير، وهي أن تعلن فرنسا أنها ارتكبت جريمة ضد الإنسانية في الجزائر. فهل المجتمع الفرنسي مستعد لتخطي هذا الحاجز النفسي الذي يحول دون إقامة علاقات طبيعية بين البلدين؟». من جهته، أكد عبد المجيد شيخي، مدير «مؤسسة الأرشيف الوطني»؛ لصحافيين أمس، أن «متحف الإنسان» الذي كان به رفات المقاومين الـ24، «لا تزال به بقايا عظام ألف شهيد جزائري نطالب بنقلها إلى الجزائر لدفنها على أرضها التي دافع المناضلون عنها بدمائهم».

يذكر أن استعادة جماجم المقاومين بعثت مسعى قديماً كان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عطله، يتمثل في سن قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي. وأطلق برلماني إسلامي إجراءات لطرح القضية من جديد وسط تأييد غير معلن من طرف السلطة الجديدة. وقال محمد أرزقي فراد، الباحث في التاريخ، وهو برلماني سابق: «لا شك في أن تجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر سيظل واجباً على نواب الشعب ولو كان الزمن طويلاً، ولا يسقط بالتقادم. وستبقى سيادة الدولة الجزائرية مبتورة ما لم يسنّ هذا القانون، وعليه؛ فإن المنتظر في العهد الجديد الذي سيتمخض عن انتصار الحراك الشعبي هو إدراج تجريم الاستعمار الفرنسي ضمن أولوياته؛ لأن التاريخ هو ذاكرة الأمة، ونسيان الماضي هو فقدان المستقبل».

وكان الرئيس تبون ذكر في مقابلة مع الفضائية الفرنسية الإخبارية «فرنس24»، بثتها مساء أول من أمس، أن بلاده «تريد علاقة هادئة مع فرنسا. إنه أمر ممكن بين بلدين مستقلين يتمتع كل منهما بالسيادة». وأشاد بقوة بالرئيس ماكرون، قائلاً إنه «نزيه ونظيف». وفُهم من كلمة «نظيف» أن الرئيس الفرنسي متحرر من شوائب ماضي فرنسا الاستعماري. وبحسب تبون؛ «توجد فرصة للذهاب بعيداً في التهدئة وفي معالجة موضوع الذاكرة»، التي يقصد بها جزائرياً أن تعلن فرنسا اعتذاراً عن جرائم فترة الاحتلال.

وعندما سُئل الرئيس الجزائري عن مطالبات بمحاكمة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بتهم فساد؛ على غرار رئيسي الوزراء سابقاًؤوعبد المالك سلال، ووزراء سابقين، قال تبون إن «القضاء مدعوّ للقيام بدوره»، غير أنه ظهر غير متحمس للفكرة، مشيراً إلى أن «من يصدر الأوامر (التي ترتبت عليها ممارسات سوء تسيير ورشى)، ليس بالضرورة متورطاً في الفساد. وقد يتسبب منفذ الأوامر في انحرافات ويصبح بالتالي متورطاً في الفساد». ونفى تبون تماماً تأييده ترشح بوتفليقة لولاية خامسة العام الماضي، الذي انفجر الشارع رافضاً له. وكانت صحف نقلت حينها عن تبون أنه يدعم استمرار بوتفليقة في الحكم لأنه «صديق منذ 30 سنة ولا يمكنني إلا أن أقف بجنبه».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا : 

تبون يؤكّد أنّ حل الملف الليبي بيد الشعب من خلال اللجوء إلى الانتخابات

الرئيس الجزائري يؤكد أنه لا خلافات مع الأشقاء المغاربة ويدعو لإنهاء التوتر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنازة رئاسية لرفات رموز مقاومة الاستعمار في الجزائر خلال القران الـ19 جنازة رئاسية لرفات رموز مقاومة الاستعمار في الجزائر خلال القران الـ19



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab