أعلن زعيم التيار الصدري بالعراق مقتدى الصدر، الأحد، تحوله لـ"المعارضة الوطنية" لمدة لا تقل عن 30 يوماً بهدف حل أزمة تشكيل الحكومة العراقية المستمرة منذ أشهر.ويعاني العراق من انسداد سياسي أعقب انتخابات أكتوبر 2021، فيما لم يتم تشكيل حكومة تتمكن من إدارة شؤون البلاد، إذ أخفق البرلمان العراقي خلال الأشهر الماضية في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لعدم اكتمال نصاب الثلثين المفترض توفره من عدد النواب الـ329.
وفشل التحالف الثلاثي "إنقاذ وطن" المكون من (التيار الصدري، الديمقراطي الكردستاني، التحالف السني)، الذي يطالب بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، بحشد أكبر عدد من الأصوات لعبور العتبة المطلوبة.
وفي المقابل، دعا الإطار التنسيقي الذي قاطع الجلسات وهو تحالف يطالب بحكومة توافقية، ويضم قوى شيعية أبرزها "ائتلاف دولة القانون" و"الفتح"، لعدم تأييد التحالف الثلاثي، والالتحاق بما أسماه "الثلث المعطل" لمنع تمرير قرار تنصيب الرئيس.
وقال الصدر في بيان على "تويتر": "تشرفت أن يكون المنتمون لي أكبر كتلة برلمانية في تاريخ العراق، وتشرفت أن أنجح في تشكيل أكبر كتلة عابرة للمحاصصة، وتشرفت أن أعتمد على نفسي وألا أكون تبعاً لجهات خارجية. وتشرفت بألا ألجأ للقضاء في تسيير حاجات الشعب ومتطلبات تشكيل الحكومة".
وأشار إلى "ازدياد التكالب عليه من الداخل والخارج" لافتاً إلى أن مساعيه في "تشكيل حكومة أغلبية وطنية لم تنجح"، مضيفاً "فذلك استحقاق الكتل النيابية المتحزبة والمستقلة، أو من تدعي الاستقلال، والتي لم تعنا على ذلك".
وأضاف "لكن بقي لنا خيار لا بد أن نجربه، وهو التحول إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن ثلاثين يوماً"، مؤكداً أنه إذا "نجحت الأطراف والكتل البرلمانية، بما فيها من تشرفنا في التحالف معهم، بتشكيل حكومة لرفع معاناة الشعب، فبها ونعمت وإلا فلنا قرار آخر نعلنه في حينها".
أكد رئيس الكتلة الصدرية حسن العذاري، في وقت سابق الأحد، أن "مصالح الشعب العراقي وأرزاقهم أمانة في أعناقنا"، مضيفاً في تغريدة على "تويتر": "سنعمل بكل الطرق القانونية والتشريعية لضمانها والدفاع عنها".
وعقب نجاح الإطار التنسيقي في تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، قدم زعيم التيار الصدري في نهاية مارس الماضي، "فرصةً" إلى الإطار لـ"لتفاوض مع جميع الكتل لتشكيل حكومة وطنية" خلال 40 يوماً، لكنها لم تنجح، كما دعا الصدر بعد ذلك جميع النواب المستقلين للالتحاق بالكتلة الأكبر لتشكيل حكومة مستقلة خلال 15 يوماً.
من جهته أعلن الإطار التنسيقي عن مبادرة لمعالجة "الانسداد السياسي" في البلاد، داعياً "جميع المخلصين إلى تحمل المسؤولية وعدم الإصرار على معادلة كسر الإرادات التي من شأنها أن تزيد المشهد تعقيداً دون جدوى".
ورغم تلك المبادرات إلا أن المشهد السياسي لا يزال غير واضح المعالم، حيث قال تحالف "السيادة" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" المنضويان مع الصدر بتحالف "إنقاذ وطن" في بيان مشترك إنهما "لن يفتحاً أي باب للتفاوض مع بقية الكتل وإن موقفهما من موقف الصدر في تشكيل حكومة الأغلبية"
النائب من الإطار التنسيقي عارف الحمامي قال الأحد، لشبكة "رووداو" الكردية "إنهم لم يتلقوا حتى الآن أي مبادرات جديدة ولا يعتقد أن شيئاً سيحدث للخروج من الحالة القائمة، فالمبادرات السابقة لم تقدم حلاً للخروج من الانسداد السياسي".
وأضاف الحمامي أنهم "ينتظرون انتهاء مهلة مقتدى الصدر للمستقلين لتشكيل الحكومة وظهور شيء جديد لكن أي شيء جديد لن يحصل قبل انتهاء المهلة وستبقي الوضع كما هو حتى نهاية هذا الأسبوع".وقدم نواب مستقلون في البرلمان العراقي، الأحد، مبادرتهم بشأن تشكيل الحكومة، مؤكدين عبر مؤتمر صحافي على "ضرورة تحقيق الاستحقاقات الدستورية بكافة مراحلها".
ودعا النواب المستقلون "الأطراف السياسية المعنية للانضمام للنواب المستقلين والحركات الناشئة لتشكيل الكتلة النيابية الأكثر عدداً دون اشتراطات مسبقة".وذكر النواب المستقلون أنه "يجب على الكتل النيابية الداعمة لتشكيل الحكومة أن تمكّن المعارضة من أدوات الرقابة في رئاسة اللجان النيابية وغيرها من خلال إجراء التعديل على قانون مجلس النواب".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك