أزمة جديدة تشتعل بعد إزالة النصب التذكاري للفريق الركن عبدالوهاب الساعدي
آخر تحديث GMT21:57:36
 العرب اليوم -

عقب أيام من إقصاء القائد العسكري عن جهاز "مكافحة الإرهاب"

أزمة جديدة تشتعل بعد إزالة النصب التذكاري للفريق الركن عبدالوهاب الساعدي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة جديدة تشتعل بعد إزالة النصب التذكاري للفريق الركن عبدالوهاب الساعدي

نصب تذكاري أقامه الأهالي للساعدي خلال ازالته
بغداد - العرب اليوم

تجدّدت الضجة المثارة منذ أيام حول قرار رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إقصاء الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي ونقله إلى دائرة «الإمرة» في وزارة الدفاع، وذلك عقب إقدام السلطات في بغداد على إزالة نصب تذكاري أقامه الأهالي للساعدي في إحدى مناطق الموصل، تكريما لدوره في الحرب وتحرير المدينة من قبضة تنظيم «داعش».

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية التحاق الساعدي بها وتنفيذه أمر النقل الصادر من رئيس الوزراء، بعد أن أصرّ عبد المهدي على تنفيذه ورفض دعوات التراجع عنه التي صدرت عن طيف واسع من السياسيين ورؤساء الكتل.

ولم تكتف السلطات العليا في بغداد بنقل الساعدي إلى وزارة الدفاع التي تقول إنه عملية «طبيعية وغير مهينة»، وعمدت، أول من أمس، إلى منع الأهالي والناشطين في مدينة الموصل من إزاحة الستار عن تمثال طولي للساعدي، نفذه النحات الموصلي عمر الخفاف على نفقة الأهالي والناشطين، ثم عادت السلطات في ليل اليوم نفسه وأزالته من مكانه.

كان بعض الناشطين والأهالي قرروا، أول من أمس، بالتزامن مع الضجة التي نجمت عن نقل الساعدي إلى وزارة الدفاع، إزالة الستار عن تمثاله، لكن قوات «سوات» في المدينة طوقت المكان ومنعتهم من ذلك بذريعة الأوامر التي صدرت عن السلطات في بغداد.

ويقول الناشط المدني أيمن الأعرجي إن «تمثال الساعدي، وهو بطول نحو 3 أمتار، اكتمل منذ أشهر على يد النحات عمر الخفاف وبأموال الأهالي والناشطين، ووضع في ساحة (طاهر زيناو) في الجانب الأيسر من الموصل، لكن السلطات لم تسمح بإزالة الستار عنه، ثم فوجئنا صباحاً بإزالته نهائياً من مكانه».

ويضيف الأعرجي أن «أهالي الموصل يحبون الساعدي ويقدرون ما قام به من عمل كبير ضد (داعش)، لذلك أرادوا تكريمه، وقد شعر الجميع بخيبة كبيرة بعد إزالة التمثال، لكنهم غير قادرين على فعل شيء، فتهمة (الدعشنة) حاضرة دائماً».

ويعتقد الأعرجي بأن «حلفاء إيران وأتباعها من حرض ووقف وراء قرار المنع والإزالة، لأنهم لا يريدون مشاهدة نموذج لقائد عسكري وطني بعيداً عن الطائفية، لكن أهل الموصل أثبتوا أنهم يكنون كل الاحترام والمحبة للقائد العسكري المحترف بعيداً عن انتماءاته الطائفية أو القومية»، في إشارة إلى أن الساعدي ينحدر من محافظة ميسان الجنوبية وينتمي إلى المكون الشيعي.

ويتساءل الأعرجي باستغراب: «لماذا تسمح السلطات بانتشار صور الولي الفقيه الإيراني علي خامنئي والخميني وزعماء الطوائف المعممين في محافظة نينوى وأغلب مدنها، التي تثير غالباً حفيظة الأهالي، فيما تمنع صور أو نُصب ضابط وطني يحبه الناس».

ويؤكد المحامي والمرشح السابق في الموصل زيد الطائي، أن «لعبد الوهاب الساعدي سمعة كبيرة في الموصل لما أبداه من شجاعة في المعارك وما تمتع به من بساطة في التعامل مع السكان المدنيين». ويعتقد الطائي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ثمة حسابات سياسية ربما تقف وراء إزالة النصب، وهناك من يقول إنه قد يثير حفيظة بقية القادة والضباط الذي اشتركوا في المعارك ضد (داعش)، لكن المشكلة أن في الموصل شارعاً وبوابة لأحد الأحياء سُمّيا باسم القائد السابق لجهاز مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي، ولم يثيرا حفيظة أحد».

ويؤكد الطائي أن «عدداً غير قليل من أهالي الموصل شعروا بالحزن لمنع إزاحة الستار عن النصب وإزالته لاحقاً، حتى ريان الحيالي، قائد قوات (سوات) التي نفذت عملية المنع، حزن واعتذر للناس المتجمهرين حول النصب وذكر لهم أن واجبه تطبيق الأوامر الصادرة من الجهات العليا».

ويرى الطائي أن «الموصليين وأهالي نينوى عموماً لديهم ميل وحب قديم لقادة الجيش، باعتبار وجود عدد كبير من الضباط في محافظتهم، وذلك ما جعلهم يتمسكون بالساعدي ويتخذون منه نموذجاً وطنياً يحتذى». ويرجح الطائي «ورود أوامر الإزالة من السلطات في بغداد، وليس للسلطات المحلية في نينوى دخل في الموضوع».

وعند النقطة المتعلقة بدفاع الناس وحبهم للساعدي، سواء في الموصل أو بقية المحافظات العراقية، يرى الباحث السياسي حارث حسن، المقيم في الولايات المتحدة، أن مرد ذلك إلى أن الساعدي «رجل الميدان الذي يقود أصعب المعارك العسكرية بنفسه، ينام على الأرض بصدر عار، وهو البطل الذي يشبه الناس العاديين». ويضيف حسن في منشور عبر «فيسبوك» أن الساعدي «لم يعد من منفى بعيد، بل كان على الدوام وسط شعبه، الشيعي الذي لم يعرف الطائفية، الذي يحبه السنة، ليس فقط لدوره المفترض في تخليصهم من (داعش)، بل وأيضاً لأنه لم يعاملهم كآخر، بل كعراقيين وحسب».

قد يهمك أيضًا

التحالف يؤكد التزامه بأمر عبد المهدي بشأن الأجواء العراقية

وزارة الدفاع العراقية تعلن مقتل 12 داعشيًا في قصف جوي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة جديدة تشتعل بعد إزالة النصب التذكاري للفريق الركن عبدالوهاب الساعدي أزمة جديدة تشتعل بعد إزالة النصب التذكاري للفريق الركن عبدالوهاب الساعدي



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab