أعلن البرلمان العراقي في جلسته الأولى، الأحد، انتخاب النائب محمد الحلبوسي رئيساً له، وحاكم الزاملي وشاخوان عبد الله نائبين، في خطوة مهمة نحو تشكيل حكومة جديدة بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات العامة.وأعلن رئيس مجلس النواب فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، فيما رفع الجلسة الأولى للمجلس على أن يحدد موعد الجلسة الثانية في وقت لاحق.
وقال الحلبوسي في كلمة له إن "فترة الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية تمتد لـ15 يوماً وفي اليوم الأخير تُجرى جلسة التصويت على المرشحين"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية "واع".وبعد تأجيل لفترة قصيرة، استأنف البرلمان جلسته الأولى تحت قيادة النائب خالد الدراجي بعد تعرض محمود المشهداني، أكبر الأعضاء سناً، لوعكة صحية مفاجئة ونقله إلى المستشفى.وتعطلت عملية انتخاب رئيس للبرلمان في وقت سابق مع ادّعاء كل من الكتل السياسية المتنافسة أنها تملك الأغلبية البرلمانية. وبعد احتدام الجدل بين النواب، قرر المشهداني رفع الجلسة.
وهنّأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد، أعضاء مجلس النواب، قائلاً: "يوم كبير في تاريخنا ومناسبة للم الشمل وجمع العراقيين على طريق الإصلاح، وتمكين الدولة والوحدة الوطنية".وقال الكاظمي على تويتر: "مبارك للسيدات والسادة أعضاء مجلس النواب ترديدهم القسم، كما نبارك للسيد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبيه السيدين حاكم الزاملي وشاخوان عبد الله نيلهم باستحقاق ثقة ممثلي الشعب".
من جهته، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تويتر، إن "اختيار رئيس البرلمان ونائبيه، أولى بشائر حكومة الأغلبية الوطنية.. أبارك للشعب العراقي هذه الخطوة الأولى لبناء عراق حر مستقل، بلا تبعية ولا طائفية ولا عرقية ولا فساد".وأضاف: "لتنبثق منه (البرلمان) حكومة وطنية نزيهة خدمية تحافظ على السيادة وقرار البلاد وتراعي شعبه، وتحفظ له كرامته وتسعى لإصلاح جاد وحقيقي".
وحصل محمد الحلبوسي على أغلبية 200 صوت، فيما حصد منافسه المشهداني 14 صوتاً، فيما اعتبرت 14 بطاقة اقتراع باطلة.واختير حاكم الزاملي، نائباً أولاً لرئيس المجلس وحصل على 182 صوتاً، بينما نال منافسه النائب حميد الشبلاوي 34 صوتاً، فيما اعتبرت 11 بطاقة اقتراع باطلة. واُنتخب أيضاً شاخوان عبد الله، نائباً ثانياً لرئيس البرلمان، وحصل على 180 صوتاً، بينما حازت منافسته سروة عبد الواحد على 33 صوتاً، واعتبرت 13 بطاقة اقتراع باطلة.وشغل محمد ريكان الحلبوسي (41 عاماً)، رئاسة مجلس النواب للمرة الأولى العام 2018.
وقال الحزب الديمقراطي الكردستاني لـ"الشرق": نأسف لما حصل من فوضى داخل قاعة مجلس النواب، ونأمل في أن تمضي الجلسة بتسمية هيئة رئاسة البرلمان".وانطلقت الجلسة الأولى بحضور 325 نائباً، وأشارت وكالة الأنباء العراقية إلى أن المشهداني، فتح باب الترشيح لمنصب رئيس مجلس النواب ونائبيه، قبل أن يتم رفع الجلسة لاحقاً.وقبل بداية الجلسة الافتتاحية، عقد نواب الكتل السياسية اجتماعات منفردة، إذ أعلن "تحالف تقدم"، دعم أغلب الكتل السياسية لترشيح محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان بدورته الخامسة، فيما لم يتم الحسم بعد في منصب رئيس الجمهورية.
وقال "تحالف تقدم"، الأحد، إن أغلب الكتل السياسية تدعم ترشيح محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان بدورته الخامسة.وذكر النائب عن التحالف شعلان الكريم، لـ"واع"، أن "أغلب الكتل السنية (تقدم وعزم)، فضلاً عن الكتل الكردية الديمقراطي والاتحاد، إلى جانب الكتلة الصدرية وبعض نواب الإطار، متفقة على التصويت لمحمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب".
وأعلن الاتحاد الوطني الكردستاني الأحد، طرح أسماء عدة لمنصب رئيس الجمهورية. وقالت عضوة الاتحاد ديلان غفور لـ"واع" إن "الاتحاد الوطني الكردستاني مُصرّ على منصب رئاسة الجمهورية"، لافتةً إلى أن "هناك عدة أسماء موجودة ولكن لم يتم حسم اسم معين حتى الآن".
وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأن "نواب الكتلة الصدرية عقدوا اجتماعاً داخل مجلس النواب، قبيل انعقاد جلسة البرلمان"، وأضافت، أنّ "النواب ارتدوا الأكفان خلال الاجتماع"، دون ذكر سبب ذلك.وقال مصدر سياسي عراقي لـ"الشرق"، إن أعضاء التيار الصدري حملوا الأكفان "استذكاراً للشهيد الصدر الأول، الذي كان يلبس الكفن ويقف أمام الموت".وأضاف المصدر أن "لبس الكفن له دلالة لمحاربة الفساد والقتلة كما كان يفعل الشهيد الصدر الأول، عندما كان يقف بوجه نظام صدام حسين".
وكان مقتدى الصدر، شدد على تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، مضيفاً أنه "لا مكان للطائفية أو العرقية".وأوضح الصدر، الذي حظيت كتلته الانتخابية بأكثرية مقاعد البرلمان، في بيانه أن الحكومة المقبلة "ذات أغلبية وطنية يدافع الشيعي فيها عن حقوق الأقليات، والسنة والكرد"، كما "سيدافع الكردي عن حقوق الأقليات والسنة والشيعة"، و"سيدافع السني عن حقوق الأقليات والشيعة والكرد".
وكان الأمين العام لمجلس النواب سيروان عبدالله سيريني، قال لـ"واع": "إننا في الأمانة العامة لمجلس النواب وقبل بدء الانتخابات بدأنا بالتخطيط للعمل بالأمور الفنية واللوجستية والاستعداد للجلسة الأولى"، مبيناً أن الأمانة "أجرت محاكاة لجلسة الأحد".وكان الرئيس العراقي برهم صالح، أعلن نهاية ديسمبر الماضي، توقيع مرسوم جمهوري لدعوة مجلس النواب الجديد للانعقاد في 9 يناير الجاري، لتقريب وجهات النظر بشأن شكل الحكومة المقبلة، في ظل ما تشهده البلاد من تحركات سياسية واسعة.
وأشار المرسوم إلى أن أكبر الأعضاء المنتخبين سناً في المجلس الجديد سيترأس الجلسة. وبحسب المادة (55) من الدستور العراقي، تنعقد الجلسة الأولى للبرلمان الذي يضم 329 نائباً برئاسة أكبر الأعضاء سناً، ويؤدي جميع الأعضاء اليمين الدستورية، وتبدأ عملية اختيار رئيس المجلس ونائبيه بالأغلبية (النصف+1)، من خلال الاقتراع السري المباشر.بعد اختيار رئيس البرلمان، ينتخب أعضاؤه رئيساً جديداً للجمهورية والذي يشترط أن يكون من أبوين عراقيين بالولادة، وأن يكون حسن السمعة والسلوك، وتجاوز الأربعين من عمره، ويمتلك خبرة سياسية، ويُشهد له بالاستقامة والنزاهة والإخلاص للوطن، وغير محكوم بجريمة مخلة بالشرف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
خلافات تلقي بظلالها على مصير الجلسة الأولى للبرلمان العراقي
برهم صالح يصدر مرسوم رئاسي بدعوة البرلمان العراقي الجديد للانعقاد
أرسل تعليقك