أكدت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الأحد، أن القطعات العسكرية قطعت امدادات "داعش" بعد سيطرتها على الطريق الغربي للموصل الرابط بالأراضي السورية، وسيطرت على الجزء الأكبر من الساحل الأيسر للمدينة، في حين اشتكى قائد بحشد الموصل من ضعف الإسناد الجوي في محور القيارة، جنوب شرق المحافظة،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن الجيش الأميركي وشركاءه الدوليين، يحتاجون للبقاء في العراق، حتى بعد الهزيمة المرتقبة لتنظيم "داعش"في الموصل.
وقال المتحدث باسم القيادة، العميد يحيى رسول، إن "القطعات العسكرية مستمرة بالتقدم بمعركة تحرير الموصل، وقد تمكنت من السيطرة على الطريق الغربي الذي يربط المدينة بالأراضي السورية وقطعت امدادات داعش"، مشيرًا إلى أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتمركز في الساحل الأيسر للموصل، بعد سيطرتها على 25 حيًا بالمحور الشرقي للمدينة، ولم يبق أمامها إلا القليل لتطهيره بالكامل من الإرهابيين".
وكانت بعض وسائل الإعلام تناقلت أنباء تحدثت عن انسحاب القطعات العسكرية من بعض مناطق الموصل المحررة من "داعش"، عازية ذلك إلى مهاجمة التنظيم تلك المناطق، وأضاف رسول، أن "قوات الفرقة التاسعة واللواء التاسع بالفرقة الأولى تمكنت من السيطرة على ستة أحياء بالمحور الجنوبي الشرقي داخل الساحل الأيسر"، مبينًا أن "قطعات الفرقة 16 تتمركز في المحور الشمالي، وسيطرت على قرية العباسية التي تقع شمال حي القاهرة، لإدامة الاتصال مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب".
وأوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، أن "قطعات الشرطة الاتحادية تتمركز في المحور الجنوبي الغربي للموصل، حيث أصبحت الآن على مشارف منطقة البو سيف الغزلاني"، لافتًا إلى أن "قوات الحشد الشعبي تتمركز في المحور الغربي للموصل وتمكنت من السيطرة على مساحات واسعة". وكانت هيئة الحشد الشعبي، أعلنت في (الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر 2016)، عن تحرير قريتين، جنوب غربي الموصل،(405كم شمال بغداد)، من سيطرة تنظيم "داعش".
من جانبه قال قائد حشد الموصل، محمد الجبوري إن "قطعات الحشد تتمركز جنوب القيارة باتجاه جنوب شرق الموصل"، مضيفًا أن تلك "القوات تواصل التقدم وحررت خمس قرى من تنظيم "داعش". واشتكى الجبوري، من "ضعف الإسناد الجوي من قبل طيران الجيش والتحالف الدولي لقوات الحشد"، مبينًا أن "قوات قيادة عمليات صلاح الدين هي الوحيدة التي تقدم الدعم والإسناد لقوات الحشد".
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق عبد الأمير يار الله، في بيان صحافي، إنّ "قطعات فرقة المشاة 16 حرّرت قرى قرة تبة وكوري وغريبان وأبوجربوعة، ضمن المحور الشمالي للموصل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها"، مؤكّدًا "تكبيد "داعش" خسائر كبيرة بالأرواح والمعدّات". وفي المحور الشرقي، تستمر قطعات مكافحة الإرهاب بخوض اشتباكات مستمرّة مع تنظيم "داعش"، قال قائد عمليات نينوى ، تقوم القوات الامنية بعمليات تطهير للمناطق التي سيطرت عليها في وقت سابق، مضيفًا أنّ "القطعات اقتحمت قرى الشهداء والتأميم والنور".
وأشار القائد العسكري إلى أنّ "القطعات تتقدّم ببطء في تلك الأحياء، وتواجه هجمات انتحارية من قبل التنظيم". وفي المحور الجنوبي الغربي، تستمر قطعات الشرطة الاتحادية بعمليات تطهير المناطق التي سبق أن سيطرت عليها. ولفت يار الله، إلى أنّ "القطعات متوقفة عن التقدّم ومكتفية بعمليات التطهير فقط". من جهة ثانية، اعتبر العقيد في قيادة عمليات نينوى، باسم الحمداني، أنّ "المدنيين الذين يتخذهم داعش كدروع بشرية هم التحدي الأكبر الذي يواجه قطعاتنا".
وقال الحمداني، إنّ "القطعات العراقية حققت تقدمًا كبيرًا في جميع المحاور، وإنّ وجود المدنيين تسبب في تباطؤ المعارك"، مبينًا أنّ "قيادة العمليات وضعت خططا كفيلة بحماية المدنيين، وتحرز من خلالها تقدماً، حتى وإن كان بطيئاً".
وأشار إلى أنّ "القطعات تقترب من تحرير الساحل الأيسر، والذي لم يتبق منه سوى 35 بالمائة فقط"، مثنيًا على "الدور الكبير لطيران التحالف الدولي، والذي يوجه ضربات دقيقة جدّاً، ولم يتسبب بأي خسائر في
وقال كارتر في كلمة ألقاها خلال منتدى الدفاع الوطني، الذي عقد في مكتبة ومتحف رونالد ريغان في كالفورنيا "هناك الكثير مما يجب عمله بعد طرد "داعش" من العراق للتأكد من تحقيق انتصار كامل على التنظيم، من خلال مواجهة تدفق المقاتلين الأجانب الذين قد يلجأون لإعادة التموضع والتشكيل من جديد في العراق". ولم يوضح كارتر تفاصيل عن شكل الوجود العسكري الأميركي في العراق، الذي اقترحه بعد هزيمة "داعش"، أو عدد القوات التي ستقوم بذلك.
وأشار الوزير إلى أنه في الأسابيع الأخيرة له في منصبه "يركز على ضمان الانتقال السلس لمفاتيح وزارة الدفاع لخليفته الذي سيعلن عن توليه المنصب رسميا يوم الاثنين، الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس". وهنأ كارتر ماتيس، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية التي أشرفت على الحربين في العراق وأفغانستان، وقال: “لقد عملت مع جيم لسنوات عديدة، وهو صديق، وأحمل له كل التقدير".
وفي الشأن ذاته بحث رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، مع وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية، روري ستيوارت التطورات الأخيرة في العراق والمنطقة. وذكر بيان لحكومة إلاقليم كردستان، أن الوزير البريطاني ثمّن جهود شعب وحكومة إقليم كردستان في احتضان هذا العدد الكبير من النازحي واللاجئين الفارين من الإرهاب، وتأمين الخدمات الضرورية لهم قبل وبعد أنطلاق عملية تحرير الموصل عالياً، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم لأقليم كردستان، كونه يمر بأزمة مالية خانقة".
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي في الإقليم، وصف ستيوارت رسالة رئيس إقليم كردستان الأخيرة لحل المشاكل الداخلية بـ"المبادرة الإيجابية" مجددًا دعم بلاده لحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد عبر الحوار والتفاهم". من جهته عبّر بارزاني عن أمله في استمرار الدعم البريطاني لكردستان، لافتًا أن بريطانيا عضو مهم في التحالف الدولي ضد "داعش"، وكان لها تأثير على إنهاء التهديدات على إقليم كردستان".
أرسل تعليقك