قادة الميليشيات الحوثية يغدرون بأتباعهم البسطاء من خارج السلالة
آخر تحديث GMT06:59:29
 العرب اليوم -

يستخدمونهم مقابل الفتات ثم يتركونهم يصارعون الموت مع ذويهم

قادة الميليشيات الحوثية "يغدرون" بأتباعهم البسطاء من خارج "السلالة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قادة الميليشيات الحوثية "يغدرون" بأتباعهم البسطاء من خارج "السلالة"

الميليشيات الحوثية
صنعاء - العرب اليوم

تُوفّي المواطن اليمني عبدالرحمن الصبري (50 عاما) في صنعاء قبل يومين وهو من محافظة تعز (جنوب غرب) كمدا على نجله الأوحد الذي قتل وهو في صفوف الميليشيات الحوثية بعد أن استدرجته للقتال معها مقابل راتب بسيط لا يفي بأقل متطلبات الحياة.

بدأت الحكاية عندما استقطب أحد المشرفين الحوثيين في صنعاء نجل عبد الرحمن الوحيد البالغ من العمر 18 سنة أو يكاد، ليصبح أحد المنتمين إلى قوات النجدة التابعة للميليشيات التي يقودها القيادي أحمد علي جعفر والملقب «أبو آلاء».

لم يشفع لهذا المراهق صغر سنه وعدم خبرته القتالية كما لم يشفع له عند الجماعة المتعطشة للدماء كونه وحيد أبويه من الذكور، لذلك دفعت به مع آخرين كما هو دأبها إلى إحدى جبهات القتال ليعود جثة هامدة بعد أسابيع وفق ما أفاد مقربون من العائلة لـ«الشرق الأوسط».

وأوضحت المصادر الخاصة أن الجماعة الحوثية في بداية الأمر، استقطبت الفتى اليافع بجسده النحيل ليكون ضمن ما تسميه «اللجان الشعبية» وهي مكون ميليشياوي خارج التصنيف الرسمي للقوات الحكومية التي أخضعتها الجماعة لها بعد الانقلاب، وذلك قبل أن يتم إلحاقه بقوات النجدة الخاضعة للجماعة ومقرها في حي الحصبة شمال العاصمة صنعاء.

بعد مقتل الفتى، لم تكلف الجماعة الحوثية - وفق مقربين من العائلة - نفسها بتقديم أي شيء لأسرته التي تعاني من الفاقة، والمكونة من أب كبير في السن وأم وابنتين صغيرتين، بل شددت على والده عبد الرحمن الصبري ليلتحق بالخدمة في إحدى نقاط التفتيش التابعة للجماعة في أحد شوارع صنعاء مقابل استمرارها في دفع الراتب الضئيل الذي كانت تدفعه لابنه القتيل وهو 30 ألف ريال يمني (ما يعادل 50 دولارا).

وبحسب الشهادات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» أخبر القادة الحوثيون والد الفتى بأنه إن لم يخدم مع الجماعة فإنها ستخفض المبلغ إلى عشرة آلاف ريال فقط، الأمر الذي دفعه للموافقة حرصا منه على تسخير المبلغ لإطعام زوجته وابنتيه.

لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، فبعد شهرين من موافقة عبد الرحمن على الالتحاق بالخدمة في إحدى النقاط التابعة للميليشيات تعرض لحادث مروري من قبل دراجة نارية الأمر الذي أصيب جراءه بكسور متفرقة في جسمه خضع معها لعدد من العمليات الجراحية.

قامت الجماعة الحوثية بنقل عبد الرحمن - وفق تفاصيل القصة التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» إلى منزله، وتركته لأوجاعه وفقره وقامت بقطع الراتب الضئيل الذي كانت تدفعه له نهائيا لأنه - بحسب المقربين منه – لا ينتمي للسلالة الحوثية فضلا عن كونه من محافظة تعز التي ينظر الحوثيون إلى أبنائها باستعلاء مقيت.

ويقول الشهود على القصة إن الجماعة الحوثية حينما يكون القتيل أو المصاب من عناصرها القادمين من صعدة أو المنتمين سلاليا إلى زعيمها عبد الملك الحوثي، تكون معاملته على نحو مغاير تماما، بخلاف إن كان من رجال القبائل أو ممن تطلق عليهم الجماعة وصف «الزنابيل» وهو وصف تحقيري يقابله وصف «القنديل» من هو من السلالة الحوثية.

لم يكلف القيادي الحوثي «أبو آلاء» المعين قائدا لنجدة الجماعة والمنتمي إلى منطقة ضحيان في صعدة، نفسه لكي يمنح عائلة عبد الرحمن حتى سلة غذائية يسدون بها جوعهم، على الأقل، رغم علمه بحكايتهم بل وبعلم واطلاع وزير داخلية الجماعة وعم زعيمها عبد الكريم الحوثي، وفق ما أفادت به المصادر الخاصة لـ«الشرق الأوسط».

بعد نحو ثلاثة أشهر من إصابة عبدالرحمن الصبري ولزومه المنزل لم يكن أمامه إلا أن يفارق الحياة كمدا على وضع أسرته وعلى نجله الوحيد الذي قتل وهو لا يزال في مقتبل العمر في خدمة جماعة متوحشة ومتجردة من الإنسانية.

وحتى مع وفاته، لم تحرك الميليشيات ساكنا -كما يقول مقربون منه- تجاه أسرته المكونة من زوجته وابنتيه، بل إن صاحب المنزل الذي كانوا يسكنون فيه وهو من أتباع الجماعة الحوثية قام بطرد العائلة دون رحمة بعد يوم من وفاة عائلها.

وفيما تعد هذه القصة المأساوية أنموذجا قاتم السواد على سلوك الميليشيات تجاه أتباعها، أفاد أحد المقربين من أسرة عبد الرحمن، بأن أحد فاعلي الخير الذين لا علاقة لهم بالجماعة قام بإيواء الأم والبنتين في بدروم إحدى البنايات على نفقته الشخصية بعد أن وجدهم في العراء دون مأكل أو مشرب أو مسكن.

ويؤكد حقوقيون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تخصص مليارات الريالات سنويا لمصلحة مؤسستي القتلى والجرحى التابعتين لها، إلا أن أغلب هذه الأموال تذهب إلى جيوب قادة الميليشيات وإلى تشييد المزيد من المقابر، فيما تواجه أسر القتلى ظروفا غاية في الصعوبة.

وحذَّر الحقوقيون المواطنين اليمنيين في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة من خطورة الركون إلى شعارات الميليشيات الخادعة التي تستدرجهم بها إلى صفوفها للقتال، لجهة أن مصيرهم سيكون في الأغلب مثل مصير عبدالرحمن الصبري وعائلته المنكوبة.

أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن الجماعة الحوثية أنشأت دائرة خاصة تتبع رئاسة مجلس الانقلاب مهمتها الإنفاق على أتباع الميليشيات القادمين من صعدة واستئجار المنازل وشراء الأراضي لهم، على حساب بقية أتباع الجماعة من محافظات أخرى مثل تعز وإب وذمار.

قد يهمك ايضا:

مشاهد “سحل” حوثية مروّعة تفجّر غضبًا عارمًا في الأوساط اليمنية

مقتل 16 حوثيًّا والميليشيات تشنّ هجومًا كبيرًا على مُخيّم للنازحين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قادة الميليشيات الحوثية يغدرون بأتباعهم البسطاء من خارج السلالة قادة الميليشيات الحوثية يغدرون بأتباعهم البسطاء من خارج السلالة



نجوى كرم تخطف الأنظار بإطلالة راقية والشعر الأشقر

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

منى زكي تشارك في رمضان 2025 بـ "ناقص ضلع"
 العرب اليوم - منى زكي تشارك في رمضان 2025 بـ "ناقص ضلع"

GMT 20:57 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أميرة ويلز كيت ميدلتون تتحدث عن معركتها مع السرطان
 العرب اليوم - أميرة ويلز كيت ميدلتون تتحدث عن معركتها مع السرطان

GMT 16:06 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أميرة ويلز تعلن إنهاءها جلسات العلاج الكيماوي

GMT 00:43 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

4 وجهات سياحية ممتعة مليئة بالمغامرة لإجازة سريعة

GMT 09:15 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

روجينا تثير الغموض عن مسلسها في رمضان

GMT 07:33 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

إغلاق معبر الكرامة حتى إشعار آخر

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أجمل موديلات فساتين الزفاف المنفوشة لموسّم ربيع 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab