برلين ـ جورج كرم
أكد متحدث باسم شرطة برلين تقريرًا نشرته صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، عن تعرُّض الشيشانيين المقيمين في ألمانيا، والشيشانيات على وجه الخصوص، إلى تهديدات من قبل متشددين شيشانيين. وكتبت الصحيفة في تقريرها تقول: إن بعض الشيشانيات تعرضن بالفعل إلى إصابات وأضرار جسدية بسبب التهديدات". وذكر المتحدث باسم الشرطة أن النيابة العامة تحقق ضد مجهولين بتهمة التهديد بارتكاب جنايات تهدد الأمن الاجتماعي.
وكانت الجريدة اليومية البرلينية تحدثت في نهاية الأسبوع الماضي عن توزيع مقاطع فيديو على الإنترنت تهدد الشيشانيين بالموت ما لم تنسجم تصرفاتهم وحياتهم وملبسهم مع تصورات المتشددين الشيشانيين الأخلاقية. وتظهر أفلام الفيديو شيشانياً يحمل بندقية ويوجه فوهة مسدسه إلى وجه المشاهد، ويهدد بالموت كل من لا يتمسك بالمبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها الدين الحقيقي.
ويقول الرجل أمام الكاميرا إنهم 80 مؤمناً أقسموا بالمصحف الشريف على فرض تصوراتهم الأخلاقية. وقدر مصدر في شرطة برلين عدد الشيشانيين المتطرفين الذين يقودون الحملة ضد مواطنيهم بنحو100 رجل، وقال إن كثيراً منهم لديهم سجلات إجرامية لدى الشرطة الألمانية. وتستخدم المجموعة "واتساب" في التعامل مع بعضهم وفي نشر تهديداتهم. وأشار إلى تكليف قسم حماية الدولة في شرطة الجنايات الاتحادية بالتحقيق في الموضوع، ورفض الكشف عن مزيد من المعلومات حفظاً لسرية التحقيقات. وفضلاً عن فرز كثير من الشيشانيين المتطرفين في قائمة الخطرين، وحظر مسجد "فصلت33"، الذي كانوا يلتقون فيه، تقود الشرطة عدة تحقيقات بين الشيشانيين بتهمة التورط في تجارة المخدرات. ويعتقد رجال التحقيق أن الحرب بين عصابات مخدرات شيشانية متنافسة في العاصمة الألمانية كانت وراء مصرع رجل في سيارة مفخخة ببرلين قبل سنة.
وتعرض مقر جمعية شيشانية في شارع غروننيغر ببرلين في مايو/أيار الماضي إلى إطلاق نار قيدته الشرطة ضد مجهولين. وقال مصدر في الشرطة آنذاك إن المحققين يعرفون عن تعاون بين الإرهابيين الشيشانيين والعصابات الشيشانية الإجرامية. وسبق للوزير اندرياس غايزل، وزير داخلية ولاية برلين، أن ذكر مطلع العام الحالي أن كثيراً من أعضاء جمعية "فصلت33" الشيشانيين هم من أصحاب السوابق في اللصوصية والمخدرات وأعمال العنف. وكان الإرهابي التونسي أنيس العامري من المترددين على مسجد "فصلت"، وشوهد للمرة الأخيرة، وهو يغادر المسجد قبل ساعات من تنفيذه عملية الدهس ببرلين. وقاد العامري شاحنة في سوق لأعياد الميلاد يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2016 وتسبب في موت 12 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين.
ويشكل الشيشانيون والأتراك معظم المترددين على مسجد "فصلت" الذي تضم هيئته الإدارية عصمت د. وأمين أترا، وهما رئيس الجمعية ورئيس "مجلس الإرشاد" فيها. ويمثل الاثنان أمام محكمة برلين بتهمة تجنيد 4 شيشانيين للقتال في سورية إلى جانب تنظيم "جند الشام"، ودعم الإرهابيين مادياً بمبلغ 7 آلاف يورو تم تحويله سنة 2015، وشراء أجهزة جيولوجية لقياس المسافات والمساحات وإيصالها إلى سوريا.
جدير بالذكر أن مسجد فصلت تعرض إلى 3 حملات مداهمة وتفتيش خلال أقل من سنة، وتصنف دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) 10 من زوار المسجد الأساسيين في قائمة الإسلاميين الخطرين. وتجري حالياً في برلين محاكمة 3 من أعضاء الهيئة الإدارية بتهمة دعم الإرهاب وتجنيد المتطوعين للقتال إلى جانب "داعش" في سورية والعراق. يضاف إليهم عضو آخر معتقل رهن التحقيق بالتهمة نفسها، وعضو خامس متهم بالتحضير لعمليات إرهابية خطيرة تهدد أمن الدولة. والتحق مؤسس جمعية "فصلت33"، الألماني - التركي امره ف. بتنظيم جند الشام منذ سنة 2012. وتشير معطيات دائرة حماية الدستور إلى أنه فقد حياته في المعارك التي شارك فيها في سورية.
وقضت محكمة جزاء برلين على مراد س. رئيس اللجنة الثقافية في جمعية "فصلت"، بالسجن لمدة 4 سنوات سنة 2015 بتهمة التحضير لعمليات إرهابية تخل بأمن الدولة. وثبت أن مراد س. التحق بـ"جند الشام" عدة مرات بين 2013 - 2014، وتلقى هناك التدريبات العسكرية على السلاح، وشارك في دوريات الحراسة في معسكرات التنظيم. وفي يونيو/حزيران 2016 قضت محكمة برلين بسجن الشيشاني قاسم مراد ك. لمدة سنتين بعد أن دانته بتهمة التحريض على الكراهية ضد الأديان، والمجاهرة بإطراء عمليات تنظيم داعش الإرهابية. وجاء الحكم مخففاً بسبب اعتراف ك. وهو إمام المسجد، بالتهم التي نسبت إليه. واعترف المتهم أيضاً بأنه يعتبر مسجد فصلت واجهة لـ"داعش"، ويعتبر نفسه محارباً إعلامياً في صفوف "داعش".
أرسل تعليقك