دعا الرئيس العراقي برهم صالح الأجهزة الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية إلى القيام بواجباتها في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك «سد الثغرات» التي لا يزال تنظيم «داعش» الإرهابي قادراً على التسلل منها.وأفاد بيان رئاسي بأن رئيس الجمهورية بحث مع رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول ركن عبد الأمير رشيد يارالله، «تطورات الأوضاع الأمنية في البلد، والعمليات العسكرية الجارية لملاحقة الإرهابيين في بعض المناطق والمدن التي تعرضت لهجمات، في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار، حيث قدّم الفريق يارالله عرضاً بشأن العمليات العسكرية الجارية حالياً لملاحقة بقايا (داعش)».
وشدد الرئيس العراقي، حسبما جاء في البيان، على «ضرورة دعم سلطة الدولة وأجهزتها الأمنية في فرض القانون وحماية المواطنين وتعزيز قدرات القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها، تدريباً وتسليحاً، في القيام بمهامها وتطوير إمكاناتها القتالية والتنسيق الأمني المشترك في مجابهة التحديات وسد الثغرات الأمنية وقطع الطريق أمام محاولات خلايا الإرهاب شن هجمات على بعض القرى والمناطق».
إلى ذلك، أظهر شريط مصور بثته وزارة الداخلية العراقية آثاراً لهجوم شنّته عناصر «داعش» على مخفر لقوات حرس الحدود العراقية، في منطقة عرعر، على الشريط الحدودي مع السعودية. وجاء في الشريط المصوَّر آثار الإطلاقات النارية على مقر المخفر الحدودي، عقب الهجوم الذي شنه عناصر التنظيم على اللواء الخامس التابع للفوج الثالث بشرطة حدود.
من جهته، أمر وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، أمس (الأربعاء)، بإيقاف ثلاثة قادة عسكريين في قوات حرس الحدود، في المنطقة الخامسة، بسبب عدم قيامهم بالواجب المطلوب حيال الهجوم الذي شنه التنظيم على المخفر.
وقال مصدر في وزارة الداخلية، في تصريح صحافي، إن «وزير الداخلية عثمان الغانمي وجّه بإيقاف كل من قائد قوات حرس الحدود المنطقة الخامسة، اللواء هزاع الشمري، وآمر اللواء حرس حدود الخامس، وآمر الفوج الثالث لواء حرس الحدود الخامس، وذلك بسبب هروبهم من أرض المعركة، خلال المواجهات مع عصابات (داعش) الإرهابية البارحة أثناء هجوم على مخفر حدودي على الحدود بين محافظة الأنبار والسعودية».
وأضاف المصدر أن «الإرهابيين سيطروا على مخفر ملحق الأبيض»، ثم أحرقوا النقطة وسرقوا أجهزة الاتصالات وعجلة من نوع «بيك أب - فورد»، وكذلك أسلحة تابعة للمنتسبين إلى المخفر. وتابع أنه لا توجد خسائر بشرية كون المنتسبين تركوا المخفر وهربوا. ويقع المخفر جنوب قضاء الرطبة في اتجاه الحدود العراقية - السعودية.
وفي محافظتي كركوك وديالى، أفيد بأن القوات الأمنية العراقية تحاول سد الثغرات في كلا القطاعين، بعد سلسلة هجمات شنها «داعش»، خلال الفترة الماضية. وفي هذا السياق، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، الأربعاء، ضبط 5 صواريخ و7 قنابل وسلاح «بازوكا» في محافظة كركوك.
وقالت القيادة، في بيان، إن «قطعاتها تواصل العمليات الأمنية لتطهير قواطع المسؤولية من مخلفات العصابات الإرهابية المهزومة»، حيث نفذت قوة من اللواء الآلي الثاني بالفرقة الآلية للشرطة الاتحادية بالتنسيق مع الاستخبارات ومفارز الطائرات المسيّرة «عملية تفتيش في منطقة حضر العباسي في محافظة كركوك».
وأشارت إلى أنه تم خلال العملية العثور على «5 صواريخ مختلفة الأنواع، و7 قنابل، وسلاح بازوكا»، مبينة أنه «تم رفع وإتلاف المواد من قبل مفارز الجهد الهندسي للفرقة». وفي ديالى، أعلنت قيادة العمليات المشتركة إعادة انتشار للقطعات العسكرية في منطقة الجيزاني بمحافظة ديالى التي شهدت بعض الخروقات الأمنية أخيراً.
وأشار اللواء الطيار تحسين الخفاجي، المتحدث باسم العمليات المشتركة، في بيان صحافي، إلى «إعادة فتح الطرق مقابل نهر ريسان، وكذلك توزيع قطعات الرد السريع وتوجيه القطعات بالانتشار على جانبي الطريق، ومطاردة وملاحقة الخلايا الإرهابية الموجودة هناك».
في السياق نفسه، أعلن محافظ ديالى، مثنى التميمي، أن قوات الرد السريع دخلت إلى مناطق في حوض الوقف لم تدخلها أي قوات عسكرية منذ سنوات طويلة. وقال التميمي في تصريح صحافي إن «قوات الرد السريع تمكنت من دخول مناطق حوض الوقف، التي لم تدخلها أي قوة عسكرية منذ 13 عاماً، وتمكنت من بسط الأمن فيها، وفتح العديد من الطرق الوعرة»، مشيراً إلى أن «قوات الرد السريع باقية في مناطق حوض الوقف، وتقوم بجهود مميزة لفرض الأمن في المنطقة».
بدوره، قال قائد فرقة التدخل السريع اللواء ثامر الحسني إن «قوات الرد السريع نجحت خلال 72 ساعة من فتح عدد من الطرق في البساتين الزراعية والقرى المهجورة، لتسهيل مهمة الحركة والتنقل»، مشيراً إلى «وجود خطة لإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم».
وفي السياق نفسه، تم إطلاق عمليتين عسكريتين في قاطع شمال شرقي محافظة ديالى. وتأتي العمليتان في إطار استراتيجية لإنهاء خطر الخلايا النائمة في المناطق الزراعية القريبة من المدن الرئيسية سواء في المقدادية أو بعقوبة، وإعادة تمشيط بساتين واسعة ومترامية لمنع وجود أي مضافات للتنظيمات المتطرفة.
قد يهمك ايضا:
اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب تجّمد أموال وأصول 23 شخصاً مرتبطين بالإرهاب
عنصر من "داعش" يسلم نفسه للقوات العراقية بعد 3 سنوات قضاها في الجبال
أرسل تعليقك