رسالة حاسمة من مصر والأردن بشأن تهجير سكان غزة والسيسي يرفض زيارة واشنطن
آخر تحديث GMT12:21:57
 العرب اليوم -

رسالة حاسمة من مصر والأردن بشأن تهجير سكان غزة والسيسي يرفض زيارة واشنطن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رسالة حاسمة من مصر والأردن بشأن تهجير سكان غزة والسيسي يرفض زيارة واشنطن

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل ملك الأردن الملك عبدالله الثاني على هامش انعقاد قمة القاهرة للسلام لبحث الأزمة في غزة
القاهرة ـ شيماء عصام

في ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة، تبرز التحركات العربية كعامل حاسم في مواجهة الضغوط الأميركية الرامية إلى تهجير سكان القطاع.ففي اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أكد الزعيمان رفضهما القاطع لأي خطط تهدف إلى إبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم، وشددا على ضرورة بدء إعادة إعمار غزة فورًا.

كما تطرق الرئيسان إلى التصعيد في الضفة الغربية، و"الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس"، مشددين على ضرورة "التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف تحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط"، وسبل تعزيز التنسيق والتشاور بين الدول العربية.

وأشادت حركة حماس بما وصفتها "المواقف الثابتة" للأردن ومصر، "بعد رفضهما أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني"، وتأكيد البلدين وجود خطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون المساس بحقوق سكانه.
وأكدت الحركة أن الموقف الأردني يُعتبر "امتداداً لموقف المملكة الثابت في رفض مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل"، مشيرة إلى أن هذه المشاريع تهدف إلى "طمس هوية الشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة".
كما عبّرت حركة حماس عن تقديرها لمواقف الدول العربية ودول العالم التي أعلنت رفضها لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية حقوقهم الوطنية، معربةً عن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه، وأنه لن يقبل بأي حلول "تمس حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال".

وكان الملك الأردني، عبد الله الثاني، أكد خلال لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على موقف بلاده ضد "التهجير" للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية. وفي تغريدة عبر منصة "إكس" أشار إلى أن هذا الموقف يعكس "الموقف العربي الموحد"، مؤكداً أن أولوية الجميع هي إعادة إعمار غزة "دون تهجير" أهلها.

وخلال اللقاء، وتعقيباً على سؤال وُجّه إلى ترامب بشأن السبب الذي قد يدفع الملك عبد الله لاستقبال الفلسطينيين، قال العاهل الأردني إن هناك خطة من مصر والدول العربية، وإنه قد تمت دعوتهم من قبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان لمناقشتها في الرياض.
وأضاف الملك عبد الله: "علينا النظر إلى مصالح الولايات المتحدة وشعوب المنطقة، وخاصة شعبي الأردني".
وتابع بالقول: "علينا أن ننتظر خطة مصر بشأن كيفية العمل مع الرئيس ترامب فيما يتعلق بتحديات غزة".

وكشف الملك خلال اللقاء عن استعداد بلاده لاستقبال 2000 طفل من قطاع غزة، من المرضى والمصابين بالسرطان، وهو ما رحّب به ترامب واعتبره "لفتة جميلة".
وقالت إحدى الصحفيات اللاتي حضرن اللقاء بين الملك عبد الله والرئيس الأمريكي، إن الحديث مع الصحفيين الذي جرى خلال اللقاء لم يكن مُجَدولاً، وإن اللقاء كان من المفترض أن يكون مغلقاً أمام الصحافة، لكنه "فُتح فجأة أمامهم".

لكن ترامب عاد ليعلق على خطته بشأن قطاع غزة بالقول إن الأمر "ليس بذلك التعقيد"، وإن سيطرة الولايات المتحدة على "تلك القطعة من الأرض" ستحقق الاستقرار في الشرق الأوسط "للمرة الأولى"، مضيفاً أن سكّان غزة سيعيشون "حياة جميلة وآمنة" في مكان آخر.
وردّاً على سؤال بشأن المكان الذي سيذهب إليه سكّان قطاع غزة، قال ترامب: "أعتقد أننا سنحصل على قطعة من الأرض في الأردن، وقطعة في مصر، وربما في مكان آخر، لكنني أعتقد أنه حين ننهي مناقشاتنا، سيكون لدينا مكان حيث يعيش فيه سكّان غزة بسعادة وأمان".

وعقّب ترامب بالقول إن سكان غزة كانوا يُقتلون بوتيرة "لم يرها أحد من قبل"، وإنه لا مكان في العالم "أشد خطراً" من غزة، واصفاً القطاع بـ "مصيدة الموت". وأضاف أن سكّان غزة لا يريدون العيش في القطاع، لكن "لم يتوفر لهم البديل قط".
وردّ الملك عبد الله على تصريح ترامب بشأن الحصول على قطعة من الأرض في الأردن بالقول: "عليَّ أن أنظر إلى مصالح بلدي".

وقلّل ترامب من مدى ضخامة نقل مليوني فلسطيني خارج قطاع غزة بالقول: "هذا عدد قليل من الأشخاص مقارنة بالأشياء التي حصلت خلال العقود والقرون الماضية"، وأضاف: "يعيش سكّان غزة حياة تعيسة، فهم يعيشون تحت مبانٍ منهارة ومتداعية، وظروفهم مروّعة".

وقال الرئيس الأميركي إنه ليس على الولايات المتحدة "شراء" غزة، بل سيتم امتلاكها، فهي منطقة "مزقتها الحرب" على حد قوله، وأضاف: "الكثير من فرص العمل ستُخلق في الشرق الأوسط، وستكون هذه الفرص لسكّان الشرق الأوسط، وسيجلب ذلك السلام للمنطقة".
وردّاً على سؤال بشأن السلطة التي تخوّله السيطرة على قطاع غزة، قال ترامب: "بموجب السلطة الأمريكية".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اقترح ترامب أنه قد يحجب المساعدات عن الأردن ومصر ما لم يوافقا على استقبال سكان غزة.

لكن ترامب قال للصحفيين خلال لقائه الملك عبد الله إنه لا يريد ذلك، وإن لديه علاقات جيدة معهما، وأضاف ترامب: "نقدّم الكثير من الأموال لمصر والأردن، لكنني لا أريد التهديد بذلك".

ولوحظ أن لهجة الملك الأردني اتّسمت بالحذر والدبلوماسية خلال الحوار مع الصحفيين في البيت الأبيض، لكن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، كان أقل تحفظاً في التعبير عن الموقف الأردني من خطة ترامب.

وقال الصفدي في تصريحات لعدة وسائل إعلام عربية وأردنية محلية، إن الموقف الأردني "ثابت ولا يتغير"، وإن "التهجير لا يمكن أن يتم إلى الأردن وإلى مصر، ولا يمكن تهجير الفلسطينيين من أرضهم"، وتابع بالقول: "أخبرنا ترامب أن فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين. سنعمل مع الرئيس الأمريكي من أجل إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها".

وبشأن الخطة التي أشار إليها العاهل الأردني خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، قال الصفدي إن ترامب قدّم خطته بشأن غزة "معتقداً أنه لا يمكن إعادة إعمار القطاع دون مغادرة أهاليه، وطرْح الملك يتمثل في أنه يمكن إعادة البناء مع بقاء أهل غزة"، مضيفاً أن هناك جهداً مصرياً وعربياً لإعداد خطة بشأن ذلك.

كما أكد وزير الخارجية الأردني أن ذلك الأمر "يحتاج إلى حوار"، وأن الملك "لن يُجري مفاوضات مع ترامب على الهواء مباشرة"، مضيفاً أن اجتماعاً موسعاً عُقد، واتسم بـ "الإيجابية والوضوح"، وأعاد التشديد على أن "الثابت للأردن هو أن حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين" على حدّ تعبيره.

وقال الصفدي: "لنا رؤيتنا ولترامب رؤيته، ونؤمن بإمكانية إعمار غزة دون تهجير أهلها. أولويتنا حماية الأردن والأردنيين، وهذه القاعدة التي انطلقنا منها بالحوار مع ترامب".
وأكد وزير الخارجية أن العاهل الأردني أوضح للرئيس ترامب أن "التهجير ليس في مصلحة الأردن، وأن المملكة لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن".
وأضاف الصفدي أن "الأردن أوضح للإدارة الأمريكية أن هناك خطة عربية مصرية فلسطينية من أجل إعادة بناء قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع".

من جانبها أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اعتزامها طرح تصور متكامل لإعادة إعمار قطاع غزة، وبصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب.
وأضافت الخارجية في بيانها: "تعرب جمهورية مصر العربية عن تطلعها للتعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب من أجل التوصل لسلام شامل وعادل في المنطقة، وذلك من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة".
وشدد البيان على أن أي رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، بالتوازي مع السعي لاحتواء والتعامل مع مسببات وجذور الصراع من خلال "إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة".

ومنذ أن طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحه حول تهجير سكان غزة، واجهت الفكرة رفضًا واسعًا، ليس فقط من مصر والأردن، بل من مختلف الدول العربية.
ووفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض، فإن ترامب ناقش مع الملك عبدالله الثاني خيارات تتيح لسكان غزة "العيش في أمان وكرامة بعيدًا عن حماس"، لكنه تلقى ردًا حاسمًا بأن الأردن ومصر لن يكونا طرفًا في أي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين.

وأكدت مصادر مصرية أن السيسي رفض دعوة ترامب لزيارة واشنطن، طالما أن جدول الأعمال يتضمن خطط تهجير الفلسطينيين. ووفقًا لوكالة "رويترز"، فإن السيسي لن يجري أي محادثات حول القضية إذا تضمنت مسألة الترحيل القسري.
وفي الوقت نفسه، تستعد القاهرة لاستضافة قمة عربية طارئة في 27 فبراير، حيث ستطرح خطة عربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.

قد يهمك أيضــــاً:

توافق مصري - أميركي على رفض تهجير الفلسطينيين

شراكة استراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي تتضمن قروضاً واستثمارات بـ 8 مليارات يورو

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة حاسمة من مصر والأردن بشأن تهجير سكان غزة والسيسي يرفض زيارة واشنطن رسالة حاسمة من مصر والأردن بشأن تهجير سكان غزة والسيسي يرفض زيارة واشنطن



GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ما المطلوب من القمة الاستثنائية العربية؟

GMT 06:58 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أقوال «حماس»... وإصرار ترمب

GMT 17:11 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

مانشستر يونايتد يستهدف التعاقد مع نجم برشلونة

GMT 03:37 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

منع صحفي من دخول البيت الأبيض بسبب خليج المكيسك

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

تهدئة غزة في مهب الريح

GMT 17:17 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ارتفاع أسعار النفط مع تزايد مخاوف الإمدادات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab