التونسيون يبدأون التصويت على الدستور الجديد وسط احتجاجات واعتقالات
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

التونسيون يبدأون التصويت على الدستور الجديد وسط احتجاجات واعتقالات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التونسيون يبدأون التصويت على الدستور الجديد وسط احتجاجات واعتقالات

الاستفتاء على الدستور التونسي
تونس - العرب اليوم

بدأ التونسيون المقيمون بالخارج، أمس، الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، في ظل جدل حاد بين مؤيدي الاستفتاء والرافضين له، ومواجهات بين الأمن والمحتجين، خلفت عدداً من الجرحى والمصابين في صفوف عناصر الأمن والصحافيين والمدنيين، وأسفرت عن اعتقال عدد من المحتجين من قبل رجال الشرطة وتظاهر، أمس، مئات الأشخاص في العاصمة التونسية، احتجاجاً على مشروع الدستور الجديد، الذي طرحه الرئيس قيس سعيّد للاستفتاء عليه غداً (الإثنين)، مطالبين برحيل الرئيس فوراً، حسب صحافيين من وكالة الصحافة الفرنسية.

وأطلق المتظاهرون، الذين تجمعوا بدعوة من ائتلاف المعارضة «جبهة الخلاص الوطني»، هتافات غاضبة، من بينها «ارحل»، و«الشعب يريد إسقاط الرئيس»، و«الشعب يريد إسقاط الدستور»، ملوحين بالعلم الوطني، وكان من بينهم أعضاء منتخبون في حزب النهضة، اتهموا مجدداً الرئيس سعيد بأنه قام «بانقلاب» قبل عام وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، إن «سعيد سيتلقى صفعة، الإثنين، لأن الشعب سيظهر له عدم اهتمامه بالدستور الجديد». فيما دعت المعارضة ومنظمات غير حكومية عدة إلى مقاطعة الاستفتاء، موضحة أنها تخشى العودة إلى نظام «الحكم الفردي».

في المقابل، قال فاروق بوعسكر، رئيس الهيئة العليا للانتخابات، إن أول مركز اقتراع فتح أبوابه أمام الناخبين التونسيين كان في مدينة سيدني بأستراليا، ونشرت الهيئة فيديو مباشراً لمشاركة أول ناخب في الاستفتاء على الدستور الجديد، في وقت يتواصل فيه تصويت المهاجرين التونسيين داخل 297 مركز اقتراع، موزعة على 47 دولة، بدءاً من يوم أمس (السبت) وإلى غاية يوم غد (الاثنين) وتحتل فرنسا المركز الأول في عدد مكاتب الاقتراع بـ116 مكتباً، على اعتبار أنها تؤوي نحو مليون تونسي، ولإنجاح هذا الاستحقاق وقعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مذكرة تفاهم مع وزارة الخارجية التونسية في مايو (أيار) الماضي من أجل أن تكون الانتخابات ناجحة في كل عواصم الخارج. كما تعهد عثمان الجرندي، وزير الخارجية التونسي، من جانبه، بإنجاح الاستفتاء.

ومع ذلك، تخشى عدة أطراف سياسية من ضعف مشاركة الجالية التونسية في الاستفتاء، وذلك بسبب تزامن موعد الانتخابات مع عودة المغتربين إلى تونس لقضاء العطلة الصيفية، وهو ما طرح عدة أسئلة حول إمكانية تغيير مراكز الاقتراع والمشاركة في الاستفتاء في غضون ذلك، قال الرئيس سعيد معلقاً على تعرض النقل المباشر للمظاهرات الخاصة بالاستفتاء إلى التشويش، بسبب استعمال خارجي غير مرخص بقوله: «لقد عادوا إلى توزيع الأموال في الأحياء، وها هم الآن يوزعونها في الخارج للتشويش على قواعد البيانات عن طريق الأقمار الصناعية»، مضيفاً بنبرة تهكمية: «لم يكفهم الذباب في الأرض، فراحوا يبحثون عن الذبذبات في السماء».

وتابع سعيد موجهاً تحذيراً لمحاولي عرقلة الاستفتاء: «الشعب التونسي على علم بما يدبرون، ومؤسسات الدولة ستتصدى لكل من سيخل بواجبه يوم الاستفتاء». وأضاف متسائلاً: «لماذا يخافون إرادة الشعب طالما أن لديهم مشروعية كما يدعون ويزعمون؟». على صعيد متصل، طالب حزب العمال، الذي يتزعمه حمة الهمامي، بإطلاق سراح جميع المعتقلين، الذين أوقفتهم قوات الأمن خلال الوقفة الاحتجاجية المنادية بمقاطعة الاستفتاء، ووقف كل المتابعات ضدهم، وحمل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية «أي أذى يمكن أن يلحقهم، خصوصاً بعد منع المحامين من زيارتهم، وحرمان بعض المتضررين من تلقي الإسعافات».

وأكد الحزب «اعتقال ما لا يقل عن تسعة مشاركين، والتنكيل بهم، ونقلهم لاحقاً إلى منطقة القرجاني بنية محاكمتهم»، مشيراً إلى أن الاعتداءات طالت الصحافيين، وفي مقدمتهم نقيب الصحافيين مهدي الجلاصي. كما اعتبر حزب العمال أن الأجهزة الأمنية «ورطت نفسها مرة أخرى في الدفاع عن مشروع استبدادي، وهي التي لم تحرك ساكناً لإيقاف تجاوزات أنصار الرئيس سعيد، وتحريضهم على العنف وممارستهم له في أكثر من مناسبة»، على حد تعبيره وكانت أجهزة الأمن قد تصدّت للمحتجين بعنف واضح، بحسب شهود عيان، وبالغاز المشل للأعصاب والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى جرح عدد من المشاركين، واختناق البعض الآخر الذين نقل عدد منهم إلى المستشفى.

من ناحيتها، اعتبرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ما حصل في شارع الحبيب بورقيبة، مساء الجمعة، «جريمة نكراء في حق الديمقراطية، وفي حق شعارات الثورة لا يمكن بأي حال تبريرها، أو التقليل من خطورتها، أو التغاضي عن تأثيرها على المسار الثوري والديمقراطي في تونس». وحملت وزير الداخلية والقيادات الأمنية، التي أعطت الأوامر ونفذتها، المسؤولية الكاملة عما حصل، رغم وجود سوابق سيئة وإيهام بحصول تحقيقات إدارية من أجل مواجهة الانفلات الأمني، على حد قولها.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية التونسية أن النيابة العامة أذنت بفتح بحث في الأحداث، التي أعقبت الوقفة الاحتجاجية ضد الدستور، كما تم الاحتفاظ بـ11 شخصاً. وأعلنت عن تأمين تحرك احتجاجي بشارع بورقيبة، وتقدم عدد من المحتجين في اتجاه مقر وزارة الداخلية، وتعمدوا إزالة الحواجز الحديدية والاعتداء على الوحدات الأمنية، ورشقهم بالحجارة وقوارير المياه واللافتات، ما نتج عن ذلك إصابات مختلفة الخطورة لـ20 من عناصر الأمن.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مظاهرات في تونس مناهضة للاستفتاء على الدستور تزامناً مع التصويت بالخارج

التونسيون بالخارج يبدأون الاقتراع في الاستفتاء على الدستور الجديد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التونسيون يبدأون التصويت على الدستور الجديد وسط احتجاجات واعتقالات التونسيون يبدأون التصويت على الدستور الجديد وسط احتجاجات واعتقالات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab