تونس - حياة الغانمي
هاجم تنظيم "داعش" في العدد الأخير من صحيفة النبأ، الصادرة الخميس، تنظيم القاعدة وزعيمه أيمن الظواهري لـ" عقيدته الضالة وقادته الفاسدين المستبدين وعلماء السوء المرقعين لهم والمنقلبين على أعقابهم".
واعتبر "داعش"، أن القاعدة تحاول استثمار بعض انسحاباته من بعض المدن "حالمين بأخذ البيعة من السكان لإقامة دول رسموها في مناماتهم". كما انتقد الموقف الأخير لتنظيم القاعدة الذي أيد استفتاء أردوغان في إقرار التعديلات التي أقرها على الدستور التركي "الجاهلي". وذكره بموقفه الداعم لحكومة " الطواغيت في تونس ومصر وليبيا" التي اعتبرتها القاعدة ضمنيًا حكومات ديمقراطية أو حكومات ما بعد الثورة والتي قامت على "أنقاض حكم الطواغيت المستبدين. ساكتين عن "ردتها مادامت تحظى برضا الدهماء".
وشهَّر داعش بموقف القاعدة من القتال في ليبيا ولم تناصب "حكومة الإخوان العداء" بل دخلت " تحت وصايتها وقاتلت تحت رايتها". ويأتي هذا التسجيل في إطار حرب تصفية الحسابات بين التنظيمين الإرهابيين، فقد سبق أن بثّت مؤسسة "السحاب" تسجيلها الصوتي المنسوب إلى الظواهري والذي شنَّ فيه الأخير هجومًا على البغدادي ووصفه بـ"الكذاب" قائلاً: "تقول إننا لا نكفر بالطاغوت ونلهث خلف الأكثرية ونمدح محمد مرسي، ونصفه بأنه كان أمل الأمة وبطل من أبطالها وهو أمر غير صحيح. ولم تتوقف بيانات وإصدارات داعش عن الهجوم على الظواهري، الذي اعتبروه فاقدًا للشرعية بعد مقتل أسامة بن لادن.
ومن خلال متابعة بيانات ورسائل "داعش" تزامناً مع بدء العملية السياسية في سورية، استعاد التنظيم المتطرف آماله في إعادة جبهة فتح الشام "جبهة النصرة" سابقًا ومقاتليها إليه، مستغلة حالة الانقسام الشديدة بين صفوف مقاتلي الجبهة؛ ما بين معارضين لفك الارتباط بتنظيم القاعدة وبين أصوات أخرى أكثر تطرفًا مؤيدة لمنهج داعش، وأخرى ترى حلًا مع الاندماج بالعملية السياسية التي تقودها تركيا من خلال تنظيم "أحرار الشام".
أرسل تعليقك