بغداد - نجلاء الطائي
أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، انطلاق حملة "تمشيط" واسعة لملاحقة خلايا تنظيم "داعش" في مناطق صحراوية في محافظة الأنبار غربي البلاد،فيما أشاد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد "داعش" بريت ماكغورك، بالتطور الحاصل في تطبيع الأوضاع بين أربيل وبغداد، مؤكدًا أن بلاده ستولي اهتمامًا أكبر في استمرار العلاقات مع إقليم كردستان، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده العبادي في العاصمة بغداد، عقب اجتماع لحكومته.
وأضاف العبادي، أن الحملة تستهدف تطهير منطقة "الجزيرة" من عناصر "داعش" للحيلولة دون "تأسيس مجاميع إرهابية"، من دون مزيد من التفاصيل، من جانبه، قال العقيد في الجيش العراقي وليد الدليمي، إن "الحملة العسكرية تشارك فيها قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي "قوات شيعية موالية للحكومة" والحشد العشائري "مقاتلون سنة موالون للحكومة" وبإسناد من الطيران العراقي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة".
وأوضح الدليمي، أن العملية يقودها قائد الجيش في الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي، وتهدف لملاحقة عناصر "داعش" في صحراء الثرثار وبحيرة الثرثار "شمال الرمادي مركز محافظة الأنبار" وصولًا إلى الحافة الجنوبية للبحيرة في صلاح الدين "شمال"، بدوره ذكر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أنه رصد تكثيف نشاط "داعش" غربي نهر الفرات بما في ذلك مدينة البوكمال، لافتًا إلى استعداده لتقديم معلومات استطلاعية حول ذلك للجانب الروسي.
وقال المتحدث باسم التحالف، العقيد رايان ديلون، خلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، في البنتاغون "أكدت معلوماتنا الاستطلاعية أن تقارير تدل على أن داعش بدأ بتكثيف وتيرة هجماته على القوات التي تدعم النظام السوري، في الجانب الغربي من نهر الفرات في محيط مدينة البوكمال"، مبينًا "سنبلغ الروس في حال رصدنا عمليات جديدة لداعش في الطرف الغربي للفرات، ونأمل في أن يتخذوا إجراءات مناسبة ردًا على المعلومات، التي سنقدمها لهم"، مشيرًا مع ذلك إلى أن قوات التحالف الدولي ضد "داعش" لا تنفذ أي عمليات في الجانب الغربي من الفرات.
ويذكر أن الجيش السوري تمكن خلال العام 2017، بالتعاون مع القوات الجوية الروسية، من انتزاع السيطرة على مناطق محافظة دير الزور الواقعة غربي نهر الفرات، بما في ذلك مدينة البوكمال، من قبضة تنظيم "داعش" ، الذي اتخذ منها معقلًا له، فيما سيطرت وحدات "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل محورها المقاتلون الأكراد ويدعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على الأراضي الواقعة شرقي نهر الفرات.
وأعلنت الحكومة العراقية في ديسمبر الماضي استعادة كامل الأراضي من قبضة "داعش"، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد. ولا يزال تنظيم "داعش" يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014
وفي الأسابيع القليلة الماضية، بدأت هجمات التنظيم تتصاعد تدريجيًا وهو ما أثار مخاوف من أن يعيد التنظيم صفوفه في المناطق النائية لشن هجمات واسعة.
في المقابل، أشاد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك، بالتطور الحاصل في تطبيع الأوضاع بين أربيل وبغداد، مؤكدًا أن بلاده ستولي اهتمامًا أكبر في استمرار العلاقات مع إقليم كردستان، فيما ذكر بيان صادر عن حكومة الإقليم، أن نيجرفان بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان، استقبل ماكغورك ووفدًا مرافقًا له ضم دوغلاس سيليمان، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق، وأندرو بيك، مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق وإيران، وكين غروس، القنصل العام الأميركي في إقليم كردستان وعددًا من الدبلوماسيين.
وأضاف البيان أن الوفد الضيف بارك خطوات بدء حوار أربيل – بغداد، التي أدت إلى تطبيع العلاقات ورفع الحظر عن مطاري الإقليم وإطلاق جزء من رواتب موظفي إقليم كردستان، معبرين عن الأمل في أن يجري الطرفان المزيد من المحادثات للتوصل إلى حل لكل المشاكل، ونقل عن الوفد الضيف تأكيده علاقاتهم ستستمر مع إقليم كردستان وأنهم سيولون اهتمامًا أكبر بهذه العلاقات وسيعملون على تعزيزها.
من جانبه، أوضح بارزاني أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل، ومعبرًا عن استعداد إقليم كردستان للاستمرار في المباحثات والحوار، مشيرًا إلى أن إقليم كردستان يولي اهتمامًا كبيرًا بعلاقاته مع الولايات المتحدة الأميركية، معربًا عن الاستعداد لتقديم كل التسهيلات لتعزيز العلاقات في كافة المجالات.
أرسل تعليقك