بدأت المهلة التي حددها محتجو العراق من أجل تنفيذ مطالبهم بالتقلص، فبعد أن حددت عدة تنسيقيات من الحراك الشعبي يوم الـ 20 من يناير موعدًا لانتهاء المهلة التي أعطيت للسياسيين في البلاد والمسؤولين من أجل تنفيذ مطالب المتظاهرين، وعلى رأسها تشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة، والتحقيق في مقتل المتظاهرين لا سيما في محافظات الجنوب ومنها ذي قار، عمد عدد من المتظاهرين صباح الأحد، إلى قطع أغلب الطرق والجسور عبر حرق الإطارات في محافظة النجف، جنوب غرب العاصمة بغداد، كما أغلقوا معظم الدوائر الحكومية والمدارس في المحافظة، وبالإضافة إلى ذلك، عمدوا إلى إقفال أبواب بعض الدوائر "بلحام حديدي"، مؤكدين قرب التصعيد الذي بدأ الجمعة وحتى صباح الاثنين.
مواجهات وإغلاق طرق
وشهدت العاصمة العراقية، الأحد، مواجهات حادة بين المتظاهرين وقوات الأمن في ساحة الطيران وسط بغداد، حيث كشفت مصادر إعلامية، الأحد بوقوع 8 جرحى في صفوف المتظاهرين خلال مواجهات وقعت في ساحة التحرير ببغداد، وأغلق المحتجون الأحد، ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية بغداد بالكامل، وجاءت عملية الإغلاق بحسب متظاهرين، ردا على إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي باتجاه مجموعة من المحتجين المتضامنين مع نهاية مهلة ذي قار الممنوحة لأحزاب السلطة والحكومة لتنفيذ المطالب.
وأفادت مصادر أمنية بأن المتظاهرين أغلقوا جميع الطرق المؤدية إلى ساحة الطيران، في حين أقدمت قوات الأمن على رمي القنابل الصوتية والمسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين، ما أدى إلى تسجيل حالات اختناق، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
ويأتي إغلاق الساحة فيما تستعد مدن الوسط والجنوب الأحد وغدا الاثنين لحراك تصعيدي غير مسبوق ردا على ما وصفه المتظاهرون في محافظة ذي قار بالتسويف لمطالب المحتجين، وفي مقدمتها تقديم رئيس وزراء من خارج عباءة الأحزاب، وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي، وقطع متظاهرون، الأحد، جسورا رئيسة في ذي قار، وأحرقوا إطارات تنفيذا لتصعيد الحراك ضد أحزاب السلطة.
وأكد الناشط المدني علاء الركابي ألا تأجيل للمظاهرات، كما شدد على أن" التظاهرات التصعيدية ستخرج يوم الاثنين، ولا مجال لتأجيلها الى الأسبوع القادم"، وشهدت محافظات الجنوب تظاهرات حاشدة، السبت، حيث توافد إلى ساحات التظاهر عدد كبير من المحتجين من ضمنهم طلاب الجامعات ورجال العشائر. وجدد المتظاهرون تهديدهم للطبقة الحاكمة بالتصعيد السلمي في حال عدم الاستجابة لمطالب الحراك.
حرق مقرًا لميليشيا حزب الله العراقي في النجف
وعمد محتجون، السبت، في العراق وفي خطوة تصعيدية إلى إحراق مقر ميليشيات حزب الله قرب جسر الإسكان بالكامل احتجاجا على عدم استجابة مطالبهم وتلبية لدعوة الحراك بالتصعيد السلمي خلال اليومين المقبلين، وكان المحتجون عمدوا إلى إغلاق الدوائر الحكومية في النجف بالتزامن مع قرب انتهاء المهلة التي أقرتها التنسيقيات، والتي تنتهي صباح الاثنين القادم.
وقام محتجون بغلق البوابة الرئيسية لمطار النجف الدولي بحرق الإطارات، فيما قامت مجموعات بإغلاق أبواب الدوائر الحكومية في المحافظة، وذلك في مسعى لمنع ذهاب الموظفين إلى دوائرهم، وأكد المحتجون قرب التصعيد الذي بدأ من الجمعة ولغاية صباح الاثنين.
دعوات للتصعيد
ودعا الحراك الشعبي في العراق إلى تصعيد في الـ20 من يناير الجاري بانقضاء المهل الممنوحة للسلطات بتحقيق مطالب المواطنين، لا سيما في المحافظات الجنوبية، وكان توافد إلى ساحات التظاهر في المحافظات الجنوبية عدد كبير من المحتجين، من ضمنهم طلاب الجامعات ورجال العشائر، كما جدد المتظاهرون تهديدهم للطبقة الحاكمة بالتصعيد السلمي خلال اليومين القادمين في حال عدم الاستجابة لمطالب الحراك.
وأشار ناشطون مدنيون إلى أن التظاهرات غطت ميادين الاحتجاجات وشوارع محيطة، وسط هتافات ضد التدخلات الخارجية وأناشيد وطنية. كما جدد المتظاهرون تهديدهم للطبقة الحاكمة بالتصعيد السلمي خلال اليومين القادمين في حال عدم الاستجابة لمطالب الحراك.
ويأتي ذلك فيما ردد متظاهرو ذي قار هتافات ضد بقاء عادل عبدالمهدي في رئاسة الحكومة، وعدم كشف قتلة متظاهري ذي قار، كما نددوا بعمليات الاغتيال التي تنفذها ميليشيات موالية لإيران، وفي بغداد، أعلن مركز جرائم الحرب أن ميليشيات مسلحة اختطفت الناشط أحمد فاضل أثناء عودته من ساحة التحرير، وذلك بإطار حملة الاختطاف والاغتيال التي يتعرض لها الناشطون في بغداد والمحافظات، هذا وأكد ناشطون ومتظاهرون من طلاب الجامعات في بغداد اتساع رقعة التظاهرات الاحتجاجية في ساحة التحرير والسنك ومناطق محيطة، دعما للحراك الشعبي، وتأييدا لمطالب المتظاهرين بتغيير العملية السياسية في العراق، كما ردد المحتجون هتافات بسلمية التظاهرات واللجوء للتصعيد السلمي بسبب عدم الاستجابة لمطالب المحتجين ومحاولة تجميد مطالب الإصلاح في البلاد.
وكانت مصادر أمنية وطبية في العراق ذكرت، الجمعة، أن متظاهرين قتلا، فيما أصيب 25 آخرون في اشتباكات مع قوات الأمن في إطار حركة الاحتجاجات التي بدأت تفقد زخمها وسط تأثير التوتر الإيراني الأميركي في البلاد. وذكر مراسل "العربية" و"الحدث" أن متظاهرا قتل بعد إصابة مباشرة في صدره، وأضاف أن عددا من المتظاهرين أصيبوا جراء الشظايا فيما سجلت حالات اختناق.
وذكرت مصادر إعلامية أن محتجين قتلا مع تجدد العنف بين المتظاهرين المناوئين للحكومة وقوات الأمن العراقية بعد أسابيع من الهدوء، ووقعت المواجهات بشكل مفاجئ قرب جسر السنك الذي يربط طرفي العاصمة بغداد، عندما اقترب متظاهرون من حواجز للقوات الأمنية، ويندد العراقيون منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمونها بالفساد والمحسوبيات، وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصا غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفا بجروح، منذ الأول من أكتوبر 2019.
قد يهمك أيضًا
سعر الجنيه المصرى مقابل الدينار العراقى اليوم 18 يناير/كانون الثاني فى البنوك المصرية
بومبيو يؤكد لصالح أهمية دور التحالف الدولي في مستقبل العراق
أرسل تعليقك