واشنطن - العرب اليوم
أقرّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وحدات من الجيش التركي بدأت التحرك إلى ليبيا لدعم "ميليشيا الوفاق"، قائلا إن تركيا سترسل أيضا كبار قادة الجيش، بحسب زعمه، كما ادعى أن هدف تركيا في ليبيا ليس القتال بل دعم الحكومة و"تجنب مأساة إنسانية"، بحسب تعبيره.
ولفت أردوغان في مقابلة مع محطة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية، إلى أن أنقرة وحكومة الوفاق في طرابلس تعملان مع شركات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، وأفادت وسائل إعلام تركية نقلا عن مسؤولين في "حكومة الوفاق" أن اتفاقية إرسال قوات لليبيا تدخل حيز التنفيذ تدريجيا.
مصر تستضيف اجتماعا تنسيقيا
أفادت الخارجية المصرية، الإثنين، بأن القاهرة ستستضيف اجتماعا تنسيقيا، الأربعاء المقبل، يضم وزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، لبحث التطورات في ليبيا.
وحسب البيان الصادر عن الخارجية المصرية، سيركز الاجتماع على بحث مجمل التطورات المتسارعة على المشهد الليبي مؤخرا، وسبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول كل أوجه الأزمة الليبية، والتصدي إلى كل ما من شأنه عرقلة تلك الجهود، وإلى جانب الشأن الليبي، سيتم خلال الاجتماع التباحث حول مجمل الأوضاع في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إن وحدات من الاستخبارات التركية بدأت التحرك إلى ليبيا "من أجل التنسيق والاستقرار"، مضيفا أن "تركيا وليبيا تعملان مع شركات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط".
وأفادت مصادر سورية، في وقت سابق الأحد، بوصول قرابة ألف مقاتل إلى ليبيا، في حين يستعد 1700 آخرون للالتحاق بساحات القتال في طرابلس بدعم من أنقرة.
تأتي هذه التطورات في وقت عبرت الكثير من المدن والقبائل الليبية عن رفضها للتدخل التركي العسكري في ليبيا.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، عن رفضها وإدانتها للتصعيد التركي الأخير في الشأن الليبي، منددة بموافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من مغبة إرسال قوات عسكرية أجنبية إلى ليبيا.
وقال غوتيريس في بيان، الجمعة، إن "أي دعم أجنبي للأطراف المتحاربة" في ليبيا "لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراع" في هذا البلد، بحسب "فرانس برس".
يأتي تحذير الأمين العام للأمم المتحدة غداة موافقة البرلمان التركي على مذكرة لأردوغان، تجيز إرسال قوات عسكرية تركية لدعم حكومة السراج.
وتستند حكومة السراج إلى ميليشيات متطرفة تسيطر على طرابلس، وتدعمها أنقرة بالسلاح والعتاد، فيما يشن الجيش الوطني الليبي حملة للقضاء على الجماعات المسلحة المتشددة في العاصمة الليبية.
أميركا مستعدة للتدخل
ودانت السفارة الأميركية في ليبيا، الأحد، شدة التصعيد العسكري الذي شهدته العاصمة طرابلس في الأيام الأخيرة، وأضافت أن هذا التدهور يبرز مخاطر التدخل الأجنبي السام في ليبيا، بحسب تعبيرها، مشيرة إلى وصول مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا ومرتزقة روس إلى ليبيا، كما أكدت أنه على جميع الأطراف الليبية تحمّل مسؤولية إنهاء مشاركة قوات أجنبية، وأعلنت استعدادها للحد من تدخل تلك القوات ودعم جهود إنهاء العنف.
رسالة أممية من الوفاق الليبية
حصلت قناتا "العربية" و"الحدث" على نسخة من رسالة وجهتها حكومة الوفاق الليبية، مساء الأحد، ووقعها القائم بالأعمال الليبي لدى الأمم المتحدة المهدي المجربي، إلى رئيس مجلس الأمن لشهر يناير، وهو مندوب فيتنام الدائم السفير دانغ دينه كيوي، وإلى أعضاء المجلس.
ولعل المفارقة أن الرسالة المؤرخة بتاريخ الأحد الخامس من يناير، شجبت ما وصفته بـ"جرائم نفذها حفتر"، في إشارة إلى قائد الجيش الوطني الليبي، دون أن تتطرق لا من قريب ولا من بعيد، لموضوع القوات التركية المقرر قدومها إلى طرابلس، وإنما أكدت أن حكومة الوفاق هي السلطة الشرعية الوحيدة لدولة ليبيا.
أميركا مستعدة للحد من دخول "أجانب" إلى ليبيا
أدانت السفارة الأميركية في ليبيا، الأحد، شدة التصعيد العسكري الذي شهدته العاصمة طرابلس في الأيام الأخيرة، وأضافت أن هذا التدهور يبرز مخاطر التدخل الأجنبي السام في ليبيا، بحسب تعبيرها، مشيرة إلى وصول مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا ومرتزقة روس إلى ليبيا، كما أكدت أنه على جميع الأطراف الليبية تحمّل مسؤولية إنهاء مشاركة قوات أجنبية.
وأعلنت استعدادها للحد من تدخل تلك القوات ودعم جهود إنهاء العنف، وجددت السفارة الأميركية دعمها لإطلاق حوار سياسي تديره الأمم المتحدة.
أردوغان يكشف دور الوجود العسكري التركي في ليبيا
كشف رجب طيب أردوغان، مساء الأحد، خلال إعلانه عن بدء نشر جنود أتراك في ليبيا تفسيرا بشأن طبيعة وجود هذه القوات، وخلال لقاء مع قناة "سي إن إن ترك"، قال إن "مهمة جنودنا هناك هي التنسيق أو لإدارة العمليات. جنودنا ينتشرون تدريجيا".
وأكد أن "القوات المقاتلة لن تكون من الجيش التركي، لكن جنرالا تركيا سيدير هذه العمليات"، وشدد أردوغان على أن "العساكر الأتراك الذين أرسلوا حتى الآن عددهم قليل جدا، وأنهم خبراء وليسوا مجرد جنود عاديين، لكن عددهم سيزيد بالتدريج لاحقا".
وأجاز النواب الأتراك، الخميس، لأردوغان إرسال جنود إلى ليبيا دعما لحكومة السراج في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي.
وأثار قرار البرلمان التركي قلق الاتحاد الأوروبي ودفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى التحذير من أي "تدخل أجنبي" في ليبيا.
وخرج الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، عن صمته حيال هذه المسألة بتحذيره تركيا، من دون أن يسميها، من إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، معتبرا أن "أي دعم أجنبي للأطراف المتحاربين" في ليبيا "لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراع" في هذا البلد، ومن شأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا تصعيد النزاعات التي تعانيها هذه الدولة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وهي نزاعات تلقى أصداء إقليمية.
ويندرج الدعم التركي لحكومة السراج في سياق سعي أنقرة لتأكيد حضورها في شرق المتوسط، حيث يدور سباق للتنقيب عن موارد الطاقة واستغلالها وسط تسجيل اكتشافات ضخمة في السنوات الأخيرة.
وأثار اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين حكومة السراج وتركيا غضب اليونان بشكل خاص التي دعت الأمم المتحدة إلى إدانة الاتفاقية التي من شأنها أن تمنح أنقرة سيادة على مناطق غنية بموارد الطاقة، وخصوصاً قبالة جزيرة كريت اليونانية.
وفي بيان مشترك صدر، الخميس، شجبت كل من إسرائيل وقبرص واليونان الخطوة التركية، معتبرة إياها "تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي".
قد يهمك أيضًا
أول رد فعل من أميركا على إرسال أردوغان مرتزقة إلى ليبيا
رجب طيب أردوغان يكشف دور الوجود العسكري في ليبيا وجلسة لمجلس الأمن
أرسل تعليقك