بغداد- نجلاء الطائي
توقّع قادة ميدانيون في العراق، أنّ تكون معركة تحرير الساحل الأيمن لمدينة الموصل من عناصر" داعش" المتطرفة أسرع من معركة الساحل الأيسر للمدينة.
وذكر بيان لوزارة الدفاع ورد لـ"العرب اليوم"، أنّ توقع القادة "لا سيّما بعد أن ألحقت القوات المسلحة خسائر كبيرة في صفوف العدو وضرب مواقع القيادة والسيطرة لديه، فضلًا عن قتل الكثير من عناصره، ناهيك عن الحالة المعنوية المنهارة التي يعيشها أفراد هذه العناصر؛ لعلمهم بخسارة المعركة وفقدانهم زمام المبادرة وانقطاع خطوط الإمداد عنهم وهروب الكثير من قياداتهم".
وأشار البيان إلى، أنّ "الانتصارات الكبيرة التي تحققت في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، أمنت زخمًا كبيرًا لعمليات تحرير الساحل الأيمن، كما استنزفت الجهد الأكبر للعدو وأجبرته على التراجع والاختباء واتباع أساليب تخريبية لإعاقة تقدم القوات المسلحة، مثل تفجير الجسور الرابطة بين الأيمن والأيسر ومنع خروج المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية".
وألقت طائرات عراقية ملايين المنشورات على مناطق الجانب الغربي لمدينة الموصل، وتدعو فيها الأهالي للاستعداد لمعركة تحريره من تنظيم "داعش وجاء في المنشورات: "لقد اندحر عدوكم "داعش" في الجانب الشرقي للموصل. مات من مات، وهرب من هرب، وتاب من تاب"..وتابع المنشور: "قواتكم المسلحة حسمت أمرها، تتقدم صوب الجانب الغربي، عازمة على تطهير كل مناطقكم من رجز الغدر والردة، والاستعداد من أجل استقبال أبناء قواتكم المسلحة، والتعاون معهم، كما فعل إخوانكم في الجانب الشرقي، لتقليل الخسائر وتسريع الحسم".
وأكّد النقيب قاسم الربيعي، أنّ "جميع المهام الأمنية خلال معركة الجانب الغربي المرتقبة، وزعت على القطعات العسكرية، إلا أن إعلان موعد بدء العملية وتفاصيلها سيبقى سريًا ومفاجئًا لتنظيم داعش"، لافتًا إلى أن "جميع القطعات العسكرية التي شاركت في معارك الجانب الشرقي للموصل، ستشارك في معارك الجانب الغربي"..وأضاف أن "الحياة عادت إلى أيسر الموصل بعد أن كان الأهالي يعانون من إجرام داعش، نجدهم اليوم ينعمون بحياة جديدة ويشعرون بارتياح كبير؛ نتيجة التعامل الإنساني للقوات المحررة، مما أدى إلى تعاونهم مع رجال الجيش والشرطة؛ لأجل استمرار الحياة الطبيعية"..وأشار إلى تفاؤل الأهالي "بأن المقبل من الأيام سيكون أجمل، لاسيّما بعد أن عادت الدوائر الخدمية والصحية لممارسة عملها وفتحت المحلات التجارية والأسواق أبوابها، مع انتشار عناصر الأمن ووضع نقاط تفتيش لتفويت الفرصة على الإرهاب مجددًا".
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، في بيان، أن "المفوضية العليا لحقوق الانسان تلقت معلومات من مصادر موثوقة من داخل الساحل الأيسر تؤكد إقدام عناصر داعش باستهداف المدنيين في المناطق السكنية التي تم تحريرها من قبل القوات الأمنية بواسطة قذائف الهاون والطائرات المسيّرة، حيث سقط خلال هذا الثلاثاء والأربعاء العديد من قذائف الهاون في حي الرشيدية".
وأضاف البيان أنه "بناءً على الاتصالات التي تلقتها المفوضية من الأهالي الذين أطلقوا نداءات استغاثة إلى الحكومة والقوات الأمنية لإنقاذهم من الطائرات المسيرة التي ألقت القنابل على المدنيين في (شارع روضة الرشيدية) المكتظ بالمارة أدت إلى قتل 6 مدنيين وجرح آخرين".. وأشار إلى أن " إحدى قنابل تلك الطائرات سقطت على أحد البيوت أدت إلى جرح امرأة، في حين سقطت قذيفة هاون في أحد فروع حي الرشيدية أدت إلى قتل امرأة وجرح أطفالها الصغار المرافقين لها"..وبيّن أن " المفوضية تدعو القوات الأمنية إلى تكثيف الجهود بمقاومة الطائرات المسيرة التي تستخدمها تلك العناصر واستكمال تحرير منطقة سد بادوش في الجانب الأيسر من المدينة التي تستخدمها عناصر التنظيم المتطرف كقواعد لإطلاق قذائف الهاون على المدنيين".
وحذر تقرير لـ"مركز مكافحة التطرف" (كومباتينغ تيروريزم سنتر) من تنامي القدرات الجوية لتنظيم داعش المتشدد، وذلك بعد أن حصل على وثائق خاصة بالمتشددين عقب سيطرة القوات العراقية على مواقع في الموصل.. ونشر المركز، الذي يتخذ من مدينة وست بوينت الأميركية مقرًا له، التقرير على موقعه الإلكتروني، وتضمن وثيقة من حوالي ثلاثين صفحة، تتعلق بشراء وبناء واستخدام تنظيم داعش لطائرات مسيرة قتالية "دورنز".
واستند التقرير على وثائق حصلت عليها في العراق الباحثة فيرا ميرونوفا من جامعة هارفرد، التي أمضت أيامًا عدة داخل وحدة للجيش العراقي تقاتل التنظيم قرب الموصل، حيث فقد التنظيم أخيرًا مناطق واسعة، وهذه الوثائق التي نقلتها الباحثة إلى المركز بهدف تحليلها، تدل على أن داعش شكّل منذ 2015، وحدة على الأقل مكلفة تطوير واستخدام "درونز" استنادا إلى طائرات مسيرة مدنية معدلة قادرة على نقل ذخائر لإلقائها بدقة نسبية على أهداف للعدو. وتدل هذه الوثائق، وفق المركز المستقل عن الأكاديمية العسكرية الأميركية، على "أن تنظيم داعش شكل وحدة رسمية لتطوير طائرات مسيرة يتم تمويلها منذ 2015 أو حتى قبل ذلك"، وأنه "كان ينوي منذ ذلك التاريخ استخدامها كأسلحة هجومية"..والوثائق التي تحمل العلم الأسود للتنظيم المتطرف والمدرجة في التقرير، تشمل استمارات موحدة يكتب عليها مشغلو الطائرات نوع المهمة (تدريب أو تجسس او قصف) وموقعها ونوع المعدات المستخدمة، وإذا تكللت بالنجاح وإذا أخفقت وسبب ذلك.كما عثر على قوائم شراء وفواتير تدل على أن تنظيم داعش يتزود بالمعدات من خلال شرائها مباشرة على الإنترنت، أو من خلال وسطاء في بلدان المنطقة، حسب ما نقلت فرانس برس عن تقرير "مركز مكافحة الإرهاب".
وأضاف المركز "على الأجل القصير علينا أن نتوقع أن يحسن تنظيم داعش قدراته على القصف، انطلاقا من طائرات مسيرة ويرجح أن يصبح هذا النوع من العمليات أكثر انتشارا وفتكا". وأشار إلى أنه في 24 يناير/كانون الثاني، نشر مكتب الدعاية لداعش في محافظة نينوى فيديو على الإنترنت ظهر فيه مقاتلان ملثمان يطلقان درون من طراز "سكاي ووكر أكس 7/8" تحمل تحت جناحيها قنبلتين تصورهما طائرة أخرى مسيرة، لدى إسقاطهما على مواقع للجيش العراقي، ولدى انتهاء الشريط ومدته 38 دقيقة، نشر التنظيم مشاهد لعمليات قصف ناجحة نفذتها طائرات مسيرة على مواقع وآليات ومدرعات للقوات النظامية العراقية موقعة ضحايا.
أرسل تعليقك