انطلاق عمليات أمنية متزامنة في أكثر من منطقة لطرد داعش من العراق
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

بارزاني وكوسرت رسول يجتمعان لتشكيل وفد يتوجه إلى بغداد

انطلاق عمليات أمنية متزامنة في أكثر من منطقة لطرد "داعش" من العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انطلاق عمليات أمنية متزامنة في أكثر من منطقة لطرد "داعش" من العراق

عناصر من تنظيم "داعش"
بغداد – نجلاء الطائي

كشف المتحدث باسم قوات التحالف الدولي العميد رايان ديلون، أنّ الفترة المقبلة ستشهد انطلاق عمليات أمنية متزامنة في أكثر من منطقة، للقضاء على تنظيم "داعش" في العراق، فيما أكد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني، أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والنائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي، مخولان بتشكيل الوفد الذي سيتوجه إلى بغداد، خلال اجتماع يضمهما اليوم الإثنين.

وأفاد مصدر من داخل مدينة تلعفر اليوم الإثنين بأن تنظيم داعش اتجه في الآونة الأخيرة، وخصوصًا بعد الانكسارات الكبيرة التي اُلحقت به على الصعيدين المادي والمعنوي في مدينة الموصل وغيرها من المحافظات التي كانت تحت سيطرته "إلى التخلي عن مبادئه الشرعية".  ونقل المصدر، عن "قيام أمراء التنظيم في قضاء تلعفر بإصدار توجيهات تفيد بترك الصلاة وحلق اللحى وخلع زيهم الأفغاني وحرق المصادر الدينية المعتمدة من قبلهم".

يأتي هذا في وقت تستعد في القوات العراقية لشن عملية عسكرية لتحرير تلعفر من قبضة تنظيم داعش إذ أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أخيرًا أن معركة استعادة القضاء باتت قريبة. فيما لا يزال مصير مقاتلي تنظيم "داعش"، الذين فروا من مناطق القتال في الموصل وغيرها من المدن والبلدات المحررة، موضع متابعة من قبل السلطات العراقية. وبحسب آخر التقارير الحكومية الصادرة منتصف تموز الماضي في بغداد، فهناك مؤشرات على تراجع أعداد مقاتلي التنظيم في البلاد، إلى نحو 5 آلاف عنصر مسلح غالبيتهم العظمى من الجنسية العراقية.
ويرجح التقرير تمركزهم في مناطق شمال وغرب ووسط البلاد، ويظهر أن أكثر من 30 في المائة منهم شكل خلايا مبعثرة على أطراف المدن التي انتزعت من التنظيم، أو داخل مناطق جبلية وصحراوية. إلا أن التقارير لا تتجاهل أن النسبة الأكبر من مقاتلي "داعش"، يوجدون في تلعفر والقائم وعنّة وراوة والحويجة وساحل الشرقاط الأيسر ومناطق داخل مربع ذراع دجلة بين سامراء والفلوجة، فضلاً عن الصحراء الغربية التي تمتد من السعودية جنوباً مروراً بالحدود الأردنية وحتى سورية غرباً.

وانخفض معدل الهجمات والاعتداءات الإرهابية في عموم مدن العراق إلى نحو 35 في المائة، مقارنةً مع أرقام العام الماضي، وفقاً للتقارير ذاتها التي كشف عنها مسؤول عراقي رفيع في مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقال عنها إنها "تقارير مشتركة مصدّقة من غرفة التحالف الدولي في بغداد".

ويعتبر تراجع عدد عناصر التنظيم بمثابة إنجاز لبغداد و"التحالف الدولي" أيضاً، إذ قدّرت التقارير العراقية والأميركية عدد مقاتلي "داعش" في العام الماضي، بمثل هذا الشهر تحديداً، بنحو 12 ألف مقاتل في عموم مدن العراق، بينهم زهاء ألفي مقاتل غير عراقي، بحسب تقرير وزارة الدفاع العراقية.

ويقول مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في قيادة العمليات المشتركة ببغداد إن "القوات العراقية دخلت فجر السبت الماضي بمرحلة عمليات استخبارية جديدة بمشاركة القوات الأميركية وهي على مستوى عالٍ من السرية والاحترافية وتشمل جميع مدن العراق ومدن سورية أيضاً". ووفقاً للمسؤول نفسه، فإنه "تم الاعتماد على قاعدة بيانات داعش التي عثر عليها في مدن الموصل والبعاج والرطبة في تتبع قيادات وأعضاء تنظيم داعش الذين تمكنوا من الإفلات والذوبان بين قوافل النازحين الفارين من المعارك". وأضاف "وجدنا وثيقة من زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، تطالب المقاتلين العراقيين بالانسحاب التدريجي من المدن، وترك المقاتلين العرب والأجانب مع أحزمة ناسفة". وتكشف الوثيقة ذاتها، بحسب المسؤول العراقي، عن أن "البغدادي علل الأمر بأن الطريق لا يزال في البداية وأنهم عندما أعلنوا الخلافة كانوا قد وضعوا تصوراً لردود الفعل وما سيجري".
ويؤكد المصدر نفسه أنه "منذ فجر السبت ولغاية الخميس تم قتل واعتقال 42 عنصراً بتنظيم داعش داخل العراق، جرى التوصل إليهم من خلال جهد استخباري ساندته طائرات أميركية مسيّرة، كما تم استهدف موقع للتنظيم داخل دير الزور السورية من قبل مقاتلات أف 16، التي تمتلكها القوات العراقية، وبعملية وافق عليها رئيس الوزراء، إذ يشترط في عمليات كهذه، خارج حدود البلاد، موافقة رئيس الحكومة"، وفق المتحدث.

الإنجاز المحقق في العراق على مستوى الحرب على الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة "داعش"، بشكل متتابع، لا يخفي خوف ضباط وجنرالات قيادة العمليات العراقية المشتركة من مفاجآت غير متوقعة للتنظيم، قد يقدم عليها بالفترة المقبلة على غرار ما حصل قبل أسبوعين عندما احتل مقاتلوه منطقة الإمام الغربي جنوب الموصل لعدة أيام قبل أن يستردها الجيش العراقي مجدداً.

وفي مقر غرفة العمليات المشتركة في بغداد، يعكف ستة ضباط من الجيش، بينهم خمسة من ضباط الجيش العراقي السابق (أعيد أحدهم للخدمة بعد سقوط الموصل) على إعداد تقييم للقوات العراقية وقادة الفرق والألوية العسكرية والأفواج القتالية بهدف إعادة توزيعها على المدن المحررة التي لا تزال هشة ويمكن سقوطها مجدداً بهجمات خاطفة لتنظيم "داعش". ويقول أحدهم وهو ضابط برتبة عميد، إنه "بعد الموصل لم تعد هناك مدينة صعبة علينا، فتلعفر والحويجة ستستغرق شهرين على أبعد تقدير، ومعركة أعالي الفرات سهلة للغاية، لكن التحدي الأكبر لدينا الآن هو كيفية المحافظة على التقدم الأمني الحالي ومعرفة الخطوة المقبلة للتنظيم وإحباطها قبل وقوعها"، وفق تعبيره.
ويتابع أن "المعركة بالدبابات والصواريخ أسهل بكثير من معركة المعلومات والاستخبارات والتتبع لخلايا التنظيم ونحن نجد صعوبة في ذلك، والعراقيون من سكان المحافظات الغربية والشمالية غير متعاونين معنا ولا ألومهم بسبب حقبة نوري المالكي السابقة والخوف من أن يكون المتبلّغ عن الإرهاب إرهابياً".
ويضيف المتحدث نفسه "الآن نعلم يقيناً أن التنظيم يحاول الرد على خسارته في الموصل بهجمات على مدن محررة أو مدن آمنة، سواء كانت انتحارية أو مسلحة يتخذ بها شكل الجماعة، لذا باشرنا بخطط الأسوار لتحصين المدن ومدينة هيت غرب العراق أنجزت فيها المهمة كونها الأخطر حالياً، بسبب تكرار الهجمات عليها وسنباشر بمدن أخرى"، بحسب تأكيده. ويشير إلى "تسرب الآلاف من عناصر داعش بطرق كثيرة بينها مع جيوش النازحين الفارين من المعارك بين النساء والأطفال"، معتبراً أن هذا الوضع خطير لأنه في السابق كان عناصر "داعش" موجودين في مدينة ما "لكن الآن انتشروا ولا نعلم أين استقروا ومن المؤكد أنهم أعادوا التواصل في ما بينهم ضمن خطة اتفقوا عليها مسبقاً".

وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، إلى أن "المعركة ضد داعش عسكرياً انتهت وتحولت إلى معركة استخبارية بحتة". وبحسب تصريحات له في مؤتمر صحافي في بغداد، فإن "الجهد الاستخباري هو معركة القوات العرقية حالياً مع التنظيم، ومن خلالها تمكنت من تحقيق ضربات نوعية في أكثر من منطقة خلال هذا الأسبوع"، مطالباً العراقيين بمزيد من التعاون مع القوات العراقية في هذا المجال. وأطلقت الحكومة ثلاثة هواتف مجانية مخصصة للإبلاغ عن أي معلومات حول عناصر "داعش" أو أي أنشطة إرهابية تذكر، وتعهدت بالحفاظ على سرية هوية المتصل، كما تخصص مكافآت مالية للمبلغين.
وذكر عضو "تحالف القوى العراقية"، محمد المشهداني، أن "شوكة التنظيم كسرت في العراق لكنه لا يزال يشكل خطراً". ويضيف أن "داعش لم يعد بإمكانه الاحتفاظ بأي مدينة خلال الأشهر الستة المقبلة، لكنه سيكون قادراً على شن هجمات إرهابية في بغداد ومدن كثيرة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة وهنا يأتي دور الاستخبارات وتنفيذ العمليات الاستباقية، لكن ذلك سيفتح الخوف من الاعتقالات العشوائية والمخبر السري والاتهامات الكيدية، لذا نحن غير متفائلين بالفترة المقبلة، وعلى الحكومة كسب ثقة شعب المدن المحررة لتكسب المعركة.

وأكد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني، ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والنائب الاول للامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي، مخولان بتشكيل الوفد الذي سيتوجه الى بغداد، خلال اجتماع يضمهما اليوم الإثنين. وقال ميراني في تصريح صحافي، إن الأطراف بانتظار خطوة من جانب حركة التغيير، موضحًا أنه إذا لم تقم الحركة بهذه الخطوة فإن اجتماعًا سيعقد بين الأطراف الكردستانية.

وأفادت تقارير إعلامية كردية يوم الأحد بأن وفدًا من اللجنة العليا المشكلة لاستفتاء إقليم كردستان سيزور العاصمة العراقية بغداد للتفاوض مع الحكومة الاتحادية على مسألة استفتاء الاستقلال المقرر اجرؤاه يوم 25 من شهر أيلول المقبل. وذكرت التقارير أن الوفد مكون، من عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس، وعضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني عدنان المفتي، ورئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، وعضو المكتب السياسي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني خليل إبراهيم، وممثل عن المكون التركماني، وآخر عن المكون المسيحي.

ورجحت التقارير ان الوفد سيزور بغداد خلال الأسبوع الجاري، مشيرة الى ان الوفد سيجتمع مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، والقوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية. وأشارت التقارير إلى أن الوفد سيبلغ الرئاسات الثلاث إصرار القيادة الكردستانية في المضي على اجراء الاستفتاء في الموعد المحدد له.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق عمليات أمنية متزامنة في أكثر من منطقة لطرد داعش من العراق انطلاق عمليات أمنية متزامنة في أكثر من منطقة لطرد داعش من العراق



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab