طرابلس - العرب اليوم
رغم مضي أعوام على دحر تنظيم داعش الإرهابي من مدن ليبية عدة، إلا أن ما تركه من ذخائر وقذائف وألغام، لا يزال يحصد أرواح العشرات من الأبرياء.محمد الزاوي، أحد سكان بنغازي، أحد الذين عانوا من مخلفات الحرب التي تركها تنظيم داعش الإرهابي، قبل أن يتمكن الجيش الليبي من هزمه تماما.وقال الزاوي، إنه يقطن في منطقة الليثي، آخر معاقل التنظيم في المدينة، حيث أجبر المتطرفون الأهالي على مغادرة منازلهم، وحولوها إلى مخازن زخيرة وألغام.وأضاف أنه بعد انتهاء الحرب، وسيطرة الجيش الليبي، حذرت قوات الصاعقة من العودة إلى المنازل لأنه قد تكون مفخخة، فضلا عن الطرق الرئيسية التي زرع بها الألغام.
وتجاهل بعض المواطنين التحذيرات لرغبتهم الشديدة في العودة لمنازلهم وترك الخيام، لتفجع المدينة بوفاة عائلة كاملة في يوم واحد بلغم أرضي شديد الانفجار زرع أمام منزلهم، حسب الزاوي.وأوضح أن هذه الحادثة لم تكن الأخيرة، وأن أغلب المنازل كان بها كميات كبيرة من الألغام، وهناك عشرات الضحايا الذين لقوا حتفهم في الأسبوع الأول من التحرير بسبب الألغام.وأشار إلى أن الصابري والليثي وسوق الحوت هم أكثر الشوارع التي بقى فيها خطر الألغام، وأغلب الضحايا من هذه الشوارع.
ويحكي معتصم الحواز، وهو ساكن آخر في شارع الليثي، عن عثوره على قذيفة هاون معلقة في سقف بيته، وقد استنجد بالجيش الليبي لإزالتها.واستعان الحواز المسؤول عن إزالة الألغام بالجيش في حينه، طارق السعيطي، الذي طمأنه بأن القذيفة غير مفعلة ولن تضر، مشيرا إلى أن السعيطي خلال هذه الفترة أزال آلاف الألغام هو وفرقته، قبل أن يقتل من جراء انفجار لغم في الليثي.وأشار الحواز إلى أنه لا منزل في بنغازي إلا وتعرض أحد أفراده للغم أو قذيفة عشوائية بفعل الجماعات الإرهابية.
وفي مدينة سرت، روى لنا محمد الجراي أن مدينة سرت مشبعة بالألغام وأن الدخول لها أصبح من طريق واحد أو عن طريق الجو فقط.وأكد الجراي ، أن داعش زرع مئات الآلاف من الألغام بطريقة عشوائية يصعب اكتشافها لعرقلة دخول أية قوات إليها.وأشار الجراي إلى أن المدينة تحتاج إلى إمكانات "جبارة" للتخلص من هذه الألغام، والمتاح حاليا لا يكفي، لافتا إلى أنه حتى الآن يتعرض الكثيرين لإصابات جراء انفجار الألغام، والأطفال الأكثر عرضة لهذا الخطر.
إلى هذا، حذرت منظمة "يونيسف" من أن نصف مليون شخص معرضون للخطر بسبب مخلفات الحرب في ليبيا، مقدرة أن من بين هؤلاء المعرضون للخطر 63 ألف نازح و123 ألف عائد للمناطق التي نزحوا منها، و145 ألف مواطن مقيم و175 ألف مهاجر.ووفق تقديرات غير رسمية أصدرتها جهات مختصة في ليبيا، أكدت أنه منذ ثورة فبراير العام 2011، زرع أكثر من نصف مليون لغم أرضي دون تخطيط أو وجود خرائط توضح مواقعها.
من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا عن قلقها من انتشار الألغام في بعض المدن، التي شهدت إزالة أكثر من 300 طن من مخزون المتفجرات من مخلفات الحرب، خلال عامين.وأوضحت البعثة، في بيان سابق، أن وجود الألغام الأرضية والأجهزة "المتفجرة" والذخائر وغيرها من مخلفات الحرب القابلة للانفجار يشكل تهديداً مستمرا للان.
وبرغم الجهود الدولية والمساعدات اللوجيستية التي تقدم للمساعدة في تجنب مخاطر الألغام، فإن الكميات الضخمة من العبوات الناسفة والشراك الخداعية لا تزال تحصد أرواح المدنيين في بعض مدن الشرق والغرب، قبل أن تتمكن فرق نزع الألغام من الوصل إليها وتفكيكها.وأطلق الجيش الوطني الليبي في فبراير الماضي بعد تنسيق مع اللجنة العسكرية "5+5"، حملة لإزالة الألغام على الطريق الساحلي الرابط بين سرت ومصراتة، حسب شعبة الإعلام الحربي.وأوضحت الشعبة، في بيان لها، أن "إزالة الألغام ومخلفات الحروب الموجودة في تلك المنطقة يأتي تمهيداً لإعادة فتح الطريق وفقاً لمخرجات اللجنة العسكرية".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قائد الجيش الليبي خليفة حفتر يستقبل المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا
الجيش الليبي يعلن العثور على مقبرة جماعية ووكر لتنظيم داعش في الجنوب
أرسل تعليقك