دمشق - نور خوام
أصدر زعيم تنظيم القاعدة أوامره لذراع الجماعة في سورية بتشكيل " إمارة " خاصة به لتحدي الغرب، في منافسة مع تنظيم داعش في العراق والشـام. وقدم أيمن الظواهري وهو خليفة أسامة بن لادن تأييده لخطة من أجل تأسيس جبهة النصرة اً يكون صاحب سيادة
وفي حال تنفيذ الخطة، فإنه من الممكن بأن نري إثنين من التنظيمات الإسلامية – تنظيم داعش وإمارة جديدة لتنظيم القاعدة – يتصارعان من أجل فرض السيطرة والنفوذ علي الأراضي داخل حدود سورية التي مزقتها الحرب، وجاء إعلان الظواهري في خطاب مسجل تم نشره علي الإنترنت، في أعقاب تقارير متعددة تفيد قيامه بإرسال كبار مساعديه إلي شمالي غرب سورية للإستفادة من الفوضي الناجمة عن خمس سنوات من الحرب الأهلية. ومن بين هؤلاء الرجال سيف العادل الذي يعتبر نائبه، وقائد عمليات ميداني، كان ضابطاً سابقاً بالجيش ويعد جهادي مصري منذ فترةٍ طويلة. وخضع العادل للإقامة الجبرية في إيران حتي تم إطلاق سراحه في صفقة تبادل سرية لسجناء، وإتجه إلي سورية في النصف الثاني من العام الماضي.
وإنشقت جماعة جبهة النصرة عن مؤسسها وهو الزعيم أبو بكر البغداي في عام 2013، لتقاتل إلي جانب عدد من الجماعات الإسلامية الأخري لمتمردين في الحرب السورية. وخلال سريان إتفاق وقف إطلاق النار، واجهت جبهة النصرة إنتقادات من جماعات علمانية أخري بسبب محاولتها تطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في المناطق التي تتمتع فيها بالسيطرة، إلا أنه ومع إنهيار الهدنة الموقعة، فقد قادت عددًا من الهجمات المشتركة علي مواقع للنظام.
ويتوقع محللون علي صلة بجماعات أخري لمتمردين بأن جماعة جبهة النصرة سوف تصبح أكثر وحشية في إنفاذ القوانين الإجتماعية، كما تخشي أيضاً الولايات المتحدة وحلفائها من الغرب قيام هذه الجماعة بتأسيس تنظيم يتمتع بالسيادة وإستخدامها لسورية كقاعدة لشن هجمات علي بلاد الغرب مثلما فعل أسامة بن لادن في أفغانستان.
ويمثل هذا القرار تغييرًا في إستراتيجية تنظيم القاعدة الذي قام بالتركيز على بناء الشبكات وقاعدة الدعم في سورية وحول المنطقة، ولكن الظواهري يواجه ضغوطاً لفرض نفسه بعدما أصبحت دولة الخلافة لأبو بكر البغدادي في العراق وسورية منافسًا قويًا في تجنيد المقاتلين وواجهة عامة للجهاد الدولي، وتحاول دول الخليج اً مثل قطر إقناع الوسطاء لجبهة النصرة بالتنصل من تنظيم القاعدة، والعمل مع جماعاتٍ أخري لمتمردين مقابل الحصول علي المساعدات. فيما قال الظواهري المختبئ، والذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يأتي برأسه بأنه فخور بالعمل الذي تقوم به جبهة النصرة وعلاقتها بتنظيم القاعدة.
وأدان الظواهري تنظيم داعش وقارنه بالخوارج، وهي الجماعة الإسلامية المتمردة التي تعود إلي القرن السابع، وإشتهرت بوحشيتها ضد المسلمين الذين قررت بأنهم مرتدين. بينما تدرك الأمة الإسلامية في الشام للأساليب التي يطبها الخوارج الجدد والفارق بينهم وبين جبهة النصرة التي تعد واحدة من القوي المهيمنة في المنطقة الواقعة شمال غرب سورية وتحظي بتواجد في مدينة حلب Aleppo حيث المدينة الأكبرفي سورية ، ومسرح للقصف العنيف من قبل قوات الحكومة السورية وحليفتها روسيـا.
وأشار المحلل في معهد الشرق الأوسط ،تشارلز ليستر، ، الذي أجرى مقابلات مع قادة الجماعات الإسلامية في سورية، بأن جبهة النصرة سوف تصبح أكثر قمعاً للمدنيين في حال تمكنت من تأسيس إمارة وفرض نفوذها. حيث أنه من المتوقع زيادة تطبيق عقوبات الإعدام وتقييد حريات المدنيين فضلاً عن رفض جماعات المعارضة المدنية بحسب ما كتب في مجلة فوين بوليسي Foreign Policy ، ويمكن لهذه الخطوة أيضًا وضع جبهة النصرة في مسار تصادمي مع الجماعات المتمردة التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد. فمنذ فترةٍ طويلة، كانت الجماعة التي تمثل ذراع تنظيم القاعدة في سورية قادرة علي العمل مع الفصائل الأخري بما فيها الجيش السوري الحر من خلال أولوية المعركة ضد قوات الأسد، إلا أن تأسيس إمارة مستقلة صاحبة سيادة سيكون تحولاً كبيراً ويجبر الجماعات المعارضة الأخري إما دعم الإمارة أو محاربتها وفق ما يقول مايكل هورويتز، وهو محلل بارز للجماعات في بلاد الام.
وحث الظواهري في رسالةٍ صوتية المواطنين في سورية علي مقاومة جهود إنهاء الحرب الأهلية التي دامت خمس سنوات عبر تسوية سياسية تتوسط فيها الامم المتحدة وإنتخاب حكومة جديدة في نهاية المطاف، مستشهداً بما حدث في كلاً من مصـر والجزائر وفوز الجماعات الإسلامية بالإنتخابات لتخسر السلطة بعدها مجددًا.
أرسل تعليقك